سويسرا “المحايدة” تنضم إلى “درع السماء الأوروبية”

أعلنت سويسرا المعروفة بحيادها العسكري، الثلاثاء، عزمها الانضمام إلى مشروع “يورو سكاي شيلد” (درع السماء الأوروبية)، الذي أطلقته ألمانيا، العام الماضي، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويأتي الإعلان السويسري، قبيل اجتماع لوزراء دفاع سويسرا وألمانيا والنمسا، في برن، يومي الخميس والجمعة.

ومن المقرر أن يبحث وزراء الدفاع السويسرية، فيولا أمهيرد، والألماني بوريس بيتوريوس، والنمساوية كلاوديا تانر، الوضع الأمني في أوروبا، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، والتعاون الأمني بين الدول المتجاورة الثلاث والناطقة بالألمانية.

ومن المنتظر أن يوقع الوزراء مذكرة تفاهم بشأن مشاركتهم في مبادرة درع السماء الأوروبية، تعنى بعمليات الشراء، واتفاقا لتعزيز التعاون البحثي في مجال التسلح، وفق بيان للحكومة السويسرية.

وجاء في البيان أنه “بتوقيع مذكرة التفاهم، تنضم سويسرا والنمسا إلى الدول الأوروبية الـ17 المشاركة بالفعل في مبادرة درع السماء الأوروبية”.

وأضاف البيان “من مصلحة سويسرا أن تقود سياستها الأمنية والدفاعية بشكل أكثر اتّساقا نحو تعاون دولي، وأن تزيد مساهماتها”.

وكانت النمسا، وهي أيضا بلد محايد، أعلنت، السبت، عزمها على الانضمام إلى مبادرة درع السماء الأوروبية، وقد شدّد مستشارها، كارل نيهامر، على أن القرار، لا يؤثر بتاتا على وضعها كدولة محايدة.

وتعتمد سويسرا منذ أمد بعيد الحياد العسكري، علما بأن جيشها مسلح بشكل جيد.

والبلد البالغ عدد سكانه 8.8 مليون نسمة يطبّق نظام الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال.

لكن نقاشا واسع النطاق يدور بشأن حياد البلاد، منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وسويسرا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، لكنها حذت حذو التكتل في فرض عقوبات على موسكو، إلا أنها لم تبد إلى الآن مرونة على صعيد تعديل سياسة الحياد العسكري.

ورغم ضغوط مارستها كييف ودول حليفة لها، لم تسمح سويسرا لبلدان تمتلك أسلحة سويسرية الصنع بأن تعيد تصديرها إلى أوكرانيا.

واعتبرت سويسرا أن البلدان هي التي تحدد حجم مشاركتها في مشروع درع السماء الأوروبية.

وقالت الحكومة “من الممكن لدول محايدة أن تشارك في ميادين عدة”.

وتابعت “لقد حددت سويسرا والنمسا شروطهما على صعيد الحياد في إعلان إضافي، جاء فيه على سبيل المثال أنهما لن تشاركا أو تنخرطا في نزاعات عسكرية دولية”.

وأعلنت 17 دولة أوروبية بقيادة ألمانيا عزمها على الانضمام إلى المشروع، بينها بريطانيا وبلجيكا وفنلندا والمجر وهولندا والسويد.

ويقوم مشروع “يورو سكاي شيلد” الذي أطلقه المستشار الألماني، أولاف شولتس، في أكتوبر 2022، على أن تشتري الدول الأعضاء فيه بصورة جماعية منظومات دفاعية مختلفة تتكامل مع بعضها البعض لحماية السماء الأوروبية.

ويعتمد المشروع الألماني على ثلاثة أنظمة للدفاع الجوي هي نظام “آيرس-تي” الألماني للدفاع القصير المدى ونظام “باتريوت” الأميركي للدفاع المتوسط المدى، ونظام “آرو-3” الأميركي-الإسرائيلي للدفاع البعيد المدى.

بالمقابل، ترفض دول أوروبية أساسية أخرى هي فرنسا وإيطاليا وبولندا الانضمام إلى هذا المشروع الدفاعي الأوروبي المشترك.

وتطالب فرنسا بأن تتولى كل دولة أوروبية حماية نفسها، بواسطة أسلحة أوروبية.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى