ناشطة سعودية في السجن بسبب مطالبتها بـ”مزيد من حقوق المرأة”

أفادت صحيفة “الغارديان” باعتقال السلطات السعودية للناشطة الحقوقية الشابة، مناهل العتيبي، وسجنها بسبب مطالباتها بمزيد من الحقوق ضمن حملة الإصلاحات الاجتماعية في المملكة.

واعتقلت العتيبي، وهي مدربة لياقة بدنية وفنانة تبلغ من العمر 29 عاما خلال شهر نوفمبر الماضي بعد اتهامها باستخدام حسابات في موقع تويتر وتطبيق “سناب شات” للترويج لتمكين المرأة والمطالبة بإنهاء ولاية الرجل بالسعودية.

وقالت الصحيفة البريطانية إن العتيبي لم يصدر في حقها حكم أو إدانة، حيث لا تزال رهن الاعتقال.

وتُظهر وثائق المحكمة أنه بالإضافة إلى استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، التي أبلغت بها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن العتيبي متهمة بعدم ارتداء ملابس “محتشمة”.

ولطالما كانت مناهل العتيبي من المناصرات لعدم ارتداء العباءة السوداء التقليدية التي ترتديها النساء بمنطقة الخليج.

كذلك، اتُهمت شقيقتها، فوز العتيبي، بعدم ارتداء ملابس لائقة، لكنها تمكنت من الفرار من السعودية قبل القبض عليها، فيما تم اعتقال واحتجاز الأخت الأخرى، مريم، وهي مدافعة معروفة عن حقوق المرأة، بسبب احتجاجها على قواعد الوصاية، قبل إطلاق سراحها في عام 2017.

وقالت لينا الهذلول، وهي ناشطة سعودية تعيش خارج المملكة ورئيسة المراقبة والمناصرة بمنظمة “القسط” الحقوقية، إن “قضية الفتيات فوز ومناهل تفضح مرة أخرى ما تدعيه السلطات السعودية من وعود إصلاحية على الإعلام وحقيقة ما تقوم به على أرض الواقع تجاه المواطنات”.

وأضافت أنه “لا تزال النساء السعوديات يتعرضن للسجن ويواجهن محاكمات صورية للمطالبة بحقوقهن أو لمجرد الاعتقاد بأنهن الآن أحرار في ارتداء ما يردن”.

وتعد هذه القضية أحدث مثال على اعتقال السعوديين وسجنهم لاستخدامهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للإصلاح أو تحدي السلطات السعودية.

وسبق للسلطات في المملكة الحكم على الشابة السعودية، سلمى الشهاب، وهي طالبة دكتوراه سابقة بجامعة ليدز، من قبل محكمة الإرهاب بالسجن لأكثر من ثلاثة عقود، لامتلاكها حسابا على تويتر تتابع فيه وتعيد تغريد منشورات المعارضين والناشطين.

ولم يرد تطبيق “سناب شات” على الفور على طلب صحيفة “الغارديان” للتعليق، فيما رد المكتب الصحفي لموقع تويتر برمز (إيموجي) الغائط التعبيري، وهي إجابة تلقائية على الاستفسارات الصحفية منذ استحواذ الملياردير، إيلون ماسك، على موقع التواصل الاجتماعي.

وأشرف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، على حملة إصلاحات اجتماعية شملت تخفيف القيود المفروضة على النساء، فسُمح لهن بقيادة السيارات وفُتح سوق العمل أمامهن، وبتن يقدن قطارات ويتدربن على رحلات فضائية ويعملن في قطاعات كانت سابقا حكرا على الرجال.

وتسعى المملكة إلى تقديم صورة تقوم على تحرير القواعد الصارمة التي تحكم المرأة، بما في ذلك لباسها وقدرتها على العمل خارج المنزل، كجزء من حملة أوسع للترويج للمملكة والسياحة. لكن الحكومة استمرت مع ذلك في قمع النساء السعوديات اللواتي يطالبن بمزيد من الإصلاحات الأساسية، بحسب “الغارديان”.

وقال خالد الجبري، الطبيب السعودي الذي يعيش بالولايات المتحدة، إن “حالة مناهل مثال على النفاق والتطبيق الانتقائي للقوانين الصارمة من قبل الحكومة السعودية، التي تستضيف عارضات أجنبيات للترويج للسياحة من خلال نشر الصور بملابس السباحة، ولكن يتم سجن النساء السعوديات لنشرهن صورهن دون ارتداء العبايات”.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى