اعتبرت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن مصافحة وزير الدولة السعودي ومستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، خلال توقيع اتفاق تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية في بكين، كانت كلمة السر وراء الإطاحة بالأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني من منصبه.
وذكرت الشبكة أن شمخاني وجد نفسه على الصفحات الأولى لأهم وسائل الإعلام العالمية في مارس/آذار الماضي، بعد هذه المصافحة، لكن بعد 3 أشهر تقريبا استقال من منصبه الذي استمر فيه 10 سنوات، لتكون بذلك تلك المصافحة هي النقطة الأكبر في مسيرته الدبلوماسية لكنها ربما تكون الأخيرة.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن استقالة شمخاني تأتي بالرغم من أنه كان نجما صاعدا وبارزا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي الدوائر الدبلوماسية في واشنطن وأوروبا، وكان “نجما صاعدا في الدبلوماسية الإيرانية”.
ويرى محللون أن الظروف المحيطة باستقالة شمخاني تؤشر على شعور المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي بالقلق تجاه شمخاني وغيرهم المسؤولين الإيرانيين الذين قد يصعدون في دائرة الضوء أو يصبحون طموحين للغاية.
وقد حل محل شمخاني المخضرم، جنرال غير معروف من الحرس الثوري الإيراني، وهو العميد علي أكبر أحمديان الذي يتمتع بخبرة قليلة خارج المجال العسكري.
ووفق محللون فإن أحمديان أقل طموحا من شمخاني ولكنه في الوقت ذاته أكثر طاعة.
يرى خبراء أن شمخاني كان “طموحا ولديه خبرة واسعة، اكتسبها من الترشح للرئاسة في عام 2001 إلى تولي مناصب رئيسية في الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع” وهي أشياء لا يمتلكها خليفته الحالي.
خلافات مع رئيسي
المدير المؤسس لبرنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن أليكس فاتانكا قال إن دور شمخاني في الملف النووي ربما أثار شعورا بالمرارة لدى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان”، مضيفا أن “شمخاني تولى إدارة المحادثات النووية على مدار العامين الماضيين،
وذكر أن شمخاني كانت لديه خلافات مع الرئيس السابق حسن روحاني، وأيضا لديه مشاكل مع رئيسي وعبد اللهيان”.
وتابع أنه “بالنسبة لرئيسي، كان هناك شعور بأن شمخاني كان يأخذ كل المجد عندما يتعلق الأمر بإنجازات السياسة الخارجية الإيرانية، وأبرزها تحسن العلاقات مع السعودية والإمارات”.
وتابع أن “وسائل الإعلام المحلية صورت رئيسي وأمير عبد اللهيان خلال العامين الماضيين كشخصيات تلعب أدوارا ثانوية،
مما يظهر شمخاني على أنه صانع القرار الحقيقي”.
وقال إن “هناك عناصر داخل النظام الإيراني ربما شعروا بالحاجة إلى إسقاطه، لأنه أصبح أكبر من أن يصبح مفيدا لمصلحة الجماعات الأخرى”.
متابعات