دليل جديد في تونس لتوعية المقبلين على الزواج واحترام خصوصية الأسرة
وضعت وزارة الأسرة والمرأة في تونس دليلا جديدا يهدف إلى توعية المقبلين على الزواج في البلاد، ويتعلق أساسا بخصوصية المؤسسة الأسرية وشروط الزواج والشراكة بين الزوجين للتقليل من حالات الطلاق والعنف الزوجي المتزايدة.
ويندرج البرنامج في إطار التحولات التي تشهدها الأسرة وبروز ظواهر من شأنها أن تهدّد توازنها واستقرارها، فضلا عن إنجاز دراسات علميّة معمّقة تستند إليها لتعميق الجانب المعرفي ولتجويد تدخلاتها ورسم سياساتها وتصويبها.
وأكّدت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ حرصها على إنجاز دراستين حول “الطلاق من منظور متعدّد الأبعاد” و”أثر الأزمات على الأسرة”، إلى جانب إعداد دليل للإعداد للحياة الزوجيّة.
وأكدت الوزيرة آمال بلحاج موسى أن دليل تأهيل الحياة الزوجية سيكون حاضرا خلال شهر سبتمبر، وسيقوم بإعداده عدد من المختصين في الحقوق وفي علم الاجتماع والاقتصاد.
وأضافت في تصريح لإذاعة محلية أن “الهدف من هذا الدليل هو توعية المقبلين على الزواج حول خصوصية المؤسسة الأسرية وشروط الزواج والشراكة بين الزوجين، للتقليل من حالات الطلاق والعنف الزوجي التي ما فتئت تزيد مؤشراتها في السنوات الأخيرة”.
وتنعكس صعوبة الظروف الاجتماعية والاقتصادية على وضعيات الشباب التونسي المفكر في الزواج، حيث يفضّل الكثيرون تأجيل فكرة الزواج أو العزوف كليا عن الارتباط.
ويرى مراقبون أن فضلا عن تعمق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي عسّرت طريق الزواج بالنسبة إلى الشباب التونسي، فإن الجوانب الذاتية أيضا أصبحت عاملا مهما حال دون تتويج العلاقات بارتباط رسمي، من بينها اهتزاز منسوب الثقة في الطرف الآخر.
وقال عامر الجريدي، كاتب عام المنظمة التونسية للتربية والأسرة، “هي بادرة محمودة من وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ في إطار رسالتها المتمثلة في العمل على تدعيم ركائز الأسرة وتحصينها من الآفات الاجتماعية، التي تهدّد أركانها وكيانها بفعل تأثير الأزمات التنموية التي تجتاح العالم والتحوّلات الثقافية الناتجة عن تطور تكنولوجيات الاتصال، التي قلبت المفاهيم وضربت القيم الأخلاقية والاجتماعية في العمق”.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “الشباب يحتاج إلى اكتساب القيم (حب الأسرة، التضامن، الحبّ، الوطنية، المسؤولية..) والثقافة الاجتماعية والفنّية والقانونية والمهارات الاجتماعية والتربية الجنسية والسكّانية لإنجاح المؤسسة الزوجية”.
وبخصوص معوقات الزواج الناجح وتكوين مؤسسة زوجية متماسكة، اعتبر الجريدي أن “نجاح الزواج رهين القيم والثقافة والمهارات الاجتماعية، يبطله ما يسود من اللا مسؤولية والجهل بالنواميس الاجتماعية والقانونية التي تجعل من الشباب مواطنين مستهترين ومحدودي النظر وماديين دون روحانيات ولا أخلاقيات”.
وتفيد دراسات اجتماعية تناولت الطلاق في تونس بأن الصعوبات المادية والاجتماعية وكذلك الجنسية تأتي في طليعة أسباب الانفصال بين الزوجين. كما تشير إلى أن الطلاق في المجتمع التونسي بات يشبه الآفة من حيث الزيادة الكمية كونه يسجل سنويا معدلات مرتفعة عن السنوات التي تسبقها.
وسجلت تونس أكثر من 16 ألف حالة طلاق في العام 2022، بحسب معهد الإحصاء الحكومي، رغم صعوبة الانفصال وضرورة بحث المحكمة في ملابسات كل قضية على حدة، مما يستغرق وقتا طويلا، خصوصا إذا ارتبطت بالعنف الأسري، وآثاره السلبية على الأبناء.
الجوانب الذاتية أصبحت عاملا مهما حال دون تتويج العلاقات بارتباط رسمي، من بينها اهتزاز منسوب الثقة في الطرف الآخر