كيف تُربين أطفالاً مستقلين؟ الخطوة الأولى تبدأ من البيت

“سيدتي” الأم: تربية طفل مستقل لا تعني أن يعتني بنفسه فقط، بل أن يشعر بأنه قادر، وأنه جزء مهم من عائلته موثوق فيه ويُعتمد عليه؛ وبالتالي فإن طلبك من طفلك مساعدتك في ترتيب مائدة الطعام أو جمع ألعابه المتناثرة وسط الغرفة، قد يكون له تأثير طويل الأمد في شخصيته ومستقبله، بل تعد خطوتكِ الأولى لتكوين طفل مستقل، يأخذ قراره وحده، ويختار باستقلالية ما يحب أن يفعل، والأمر رغم بساطته إلا أنه يتضمن الكثير من من القوة والأهمية.
بتقرير اليوم نتعرف إلى كيفية تربية أطفال مستقلين، وأهمية صفة الاستقلالية، وضرورة منح أطفالنا فرصاً حقيقية للمشاركة في مسؤوليات الحياة اليومية، مع تقديم خطوات وأمثلة بسيطة تناسب مراحلهم العمرية لتطبيق ذلك عملياً في البيت وخارجه، بأسلوب مشوّق وآمن. وذلك وفقاً لموقع Health line الطبي.
ماذا تعني الاستقلالية ولماذا يحتاجها الطفل؟

-
الطفل الذي يتربى على الاستقلالية يصبح شخصاً واثقاً من نفسه؛ لأنه جرب ونجح وعرف أنه قادر ومسؤول؛ لأنه اعتاد منذ الصغر على أداء مهامه بنفسه.
-
الشعور بالاستقلالية شعور بأنه يستطيع القيام ببعض المهام وحده، دون الحاجة الدائمة للمساعدة، وهذا الشعور لا يأتي من فراغ، ولا ينشأ فجأة، بل يتكوّن تدريجياً من خلال تجارب الطفل الصغيرة مع المهام اليومية.
-
حين يُطلب من الطفل مثلاً أن يضع ملابسه المتسخة في السلة، أو يرتب سريره وغرفته ولعبه، فهو لا يقوم بعمل بسيط فقط، بل يبني داخله ثقة بالنفس وشعوراً بالكفاءة.
-
شعور الطفل أن والديه يثقان به يعلمه أن يثق بنفسه، ما يُكوِّن شخصيته في المستقبل، فيجعله أكثر قدرةً على اتخاذ القرارات وتحمّل المسؤولية، والتعامل مع المواقف الصعبة بثقة وهدوء.
المهام الصغيرة تصنع فروقاً كبيرة

قد يبدو لكِ أن طلبكِ من طفلك في عمر 4 سنوات أن يجمع ألعابه أو يساعدكِ في فرش السرير أمر بسيط، لكن الحقيقة أن هذه الخطوة الصغيرة لها تأثيرات كبيرة
بحسب دراسة طويلة امتدت لعشرات السنين، تبيّن أن الأطفال الذين شاركوا في الأعمال المنزلية منذ سن مبكرة أصبحوا لاحقاً في شبابهم أكثر نجاحاً، وأفضل في علاقاتهم الاجتماعية، وأكثر التزاماً في عملهم.
هذه النتيجة ليست بسبب الأعمال المنزلية نفسها، بقدر ما أنها ساعدتهم منذ الصغر على تعلّم المشاركة ومد يد العون والنظام، وتحمل المسؤولية، والشعور بأنهم قادرون على الإنجاز.
خطوات عملية لبناء الاستقلالية حسب العمر

يجب أن نبدأ من حيث يستطيع الطفل، لا من حيث نتمنى- نحن- كل مرحلة عمرية لها مهام تناسب وقدرات الطفل ومدى تدربه على خطوات جديدة، إليكِ بعض الأمثلة:
من 3 إلى 5 سنوات:
-
جمع الألعاب بعد الانتهاء من اللعب.
-
وضع الملابس المتسخة في سلة الغسيل.
-
مساعدتكِ في ترتيب المائدة (إحضار الملاعق أو الأطباق البلاستيكية).
-
سقي النباتات أو الزهور في الحديقة أو الشرفة.
-
ترتيب الحذاء والملابس في مكانها بعد العودة من الخارج.
في هذا العمر، الطفل لا يزال يتعلم من خلال اللعب والمشاهدة، لا تتوقعي منه الكمال، وامدحي المحاولة، وشاركيه المهمة كأنها لعبة.
من 6 إلى 8 سنوات:
-
ترتيب سريره صباحاً.
-
تجهيز حقيبته المدرسية تحت إشراف بسيط.
-
تنظيف الطاولة بعد الأكل.
-
طيّ ملابسه ووضعها في الخزانة.
-
إخراج القمامة بمساعدة أحد البالغين.
-
مساعدتك في إعداد وجبة بسيطة (مثل ساندويتش أو سلطات).
هذا هو العمر المثالي لتعزيز الإحساس بالمسؤولية، الطفل بدأ يُدرك أنه فرد من العائلة وله دور فيها، لذا يحتاج إلى مهام يشعر من خلالها أن له قيمة حقيقية.
من 9 إلى 11 سنة:
-
غسل الصحون أو ترتيبها في غسالة الصحون.
-
استخدام المكنسة الكهربائية أو كنس الغرفة.
-
إعداد وجبة بسيطة له أو لأحد أفراد الأسرة.
-
كتابة قائمة بالاحتياجات المنزلية البسيطة (كالمعجون، المناديل، الفاكهة).
-
شراء شيء بسيط من البقالة القريبة (بمرافقة أو إشراف).
-
ترتيب ملابس المدرسة أو تجهيز ملابسه للغد.
في هذه المرحلة، الطفل قادر على أداء مهام كاملة بنفسه، ولهذا يجب أن نُظهر له ثقتنا، ونسمح له باتخاذ قرارات صغيرة، مثل اختيار ملابسه أو ترتيب وقته بعد المدرسة.
خطوات تدريجية لتشجيع الطفل على الاستقلالية





