أكد دكتور في جامعة عدن أن الوحدة اليمنية تحولت إلى خطاب مفخخ بأطماع الماضي وأزماته، وأنها لا تحمل في طياتها سوى زاوية مضيئة وحيدة فقط.
وأشار الدكتور عبدالحكيم باقيس، إلى إن الزاوية المضيئة الوحيدة في الوحدة، هي مساحة التعبير وحرية الرأي، التي صارت النُخب الثقافية والفكرية تفقد هذه المساحة شيئاً فشيئاً بعد حرب 2015م.
وقال باقيس: “لقد كانت مشكلة الوحدة اليمنية منذ لحظة بداياتها (الرومانسية) أنّها جاءت نتاج ثقافة نظامين هرعا إليها باتجاه بعضهما بشكل اندماجي انغماسي، الأول نظام شمولي انفرادي جنوبًا، والآخر نظام استحواذي مخاتل شمالًا، وكلاهما غير مؤهل لاستحقاقاتها وقتئذ، فضلًا عن عدم استنادها لآليات وبرامج واضحة، فكان من الطبيعي أن يتم وأدها في صنعاء، قبل رفضها في عدن، أسوة بغيرها من القيم كالديمقراطية والحريات السياسية والتنمية والمجتمع المدني وكل الطاقات التي تم إفراغها من مفهوماتها الحقيقية عند الممارسة الفعلية، وبعد أن تحولت إلى مجرد خطاب مفخخ بأطماع الماضي وأزماته، وليست جسرًا رومانسيًّا للعبور نحو المستقبل، كما تم خداعنا بخطاباتها، وقد كان الجنوب أول ضحاياها، ثم تحوّلت اليمن بأكملها إلى ضحية في ظلّ ورطتها التاريخية الآن”.
وأضاف: “لكن الزاوية المضيئة الوحيدة في “سنوات الوحدة”، هي مساحة التعبير بعد الكبت، على الأقل في مجالات الكتابة وحرية الرأي، وانتقاد الأوضاع العامة، وإن كانت لمجرد التنفيس السياسي، ولم تصل إلى مرحلة الـتأثير الحقيقي في الواقع والقرار السياسي، وتجنيب الوطن الحروبَ الكارثية. وربما يبقى “فائض” حرية التعبير والرأي والإبداع هو ما يُخشى عليه الآن، بعد أن صارت النخب الثقافية والفكرية تفقد هذا الفائض شيئًا فشيئًا في مرحلة ما بعد 2015″.
متابعات