“أطفال بوتين”.. كيف شكل الكرملين جيشا من المراهقين الروس؟

يكشف تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية عن كيفية تأثير دعاية الكرملين على جيل المراهقين الروس وسعي الدولة الروسية لتشكيل جيش من جيل الشباب يطلق عليهم “أبناء بوتين”، ومدى تأثر هؤلاء بالحرب في أوكرانيا، وتحولهم إلى أوركسترا تردد مزاعم موسكو حول الأوكرانيين.

الجيش الشبابي الروسي

في عام 2016، أطلق وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، “الجيش الشبابي” وزادت العضوية في ذلك الجيش لتصل إلى 1.3 مليون، وهو رقم تهدف الدولة الروسية إلى مضاعفة ثلاث مرات بحلول عام 2030، حسب “التايمز”.

ومن بين أعضاء ذلك الجيش ماريا وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وتأثرت بدعاية الكرملين حتى تحولت إلى “جندي طفل”، حيث تنشر بشكل دوري عبر حسابها بتطبيق “تيك توك مقاطع فيديو تتحدث خلالها عن أحلامها بالانضمام للجيش الروسي.

وفي مقطع فيديو نشرته الفتاة الروسية في “تيك توك”، تقول “أعتقد أنني سأعيش في الثكنات، جيش الشباب هو منزل ثان، مكان للانتماء، مكان تتحقق فيه الأحلام، مكان يمكن أن تصبح فيه ماريا نسخة أفضل من نفسها”.

يستعد الجنود الشباب للقتال والموت من أجل "الوطن الأم"يستعد الجنود الشباب للقتال والموت من أجل “الوطن الأم”

وتتراوح أعمار “الجنود الشباب” بين 6 إلى 18 عاما، وهم يتلقون برنامج التربية العسكرية والمدنية والتاريخية، ويقضون مساحات شاسعة من وقتهم في الاستعراض، وأخذ الدروس، والالتقاء بجنود روس في الخدمة، وتوثيق ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويستعد الجنود الشباب للقتال والموت من أجل “الوطن الأم”، ويخوضون تدريبات بدنية دورية، ويتعلمون تفكيك الأسلحة والبنادق، وإطلاق النار، وإعادة تجميع القنابل اليدوية، وكيفية الدفاع عن أنفسهم ومجتمعاتهم في حالة وقوع هجمات نووية وكيميائية.

نقطة تحول

داخل روسيا ينمو "جيلا جديدا من الشباب العسكري"داخل روسيا ينمو “جيلا جديدا من الشباب العسكري”

كان غزو أوكرانيا نقطة تحول في حياة الشباب في روسيا، حيث تأثر قطاع كبير من المراهقين الروسي بدعاية الكرملين، ويعتبر بعضهم أن “شن الحرب وتنفيذ العنف طريقة منطقية تماما لإنهاء الحروب”، حسب “التايمز”.

وداخل روسيا ينمو “جيلا جديدا من الشباب العسكري”، وهم مؤمنين بضرورة تطهير أنفسهم ومجتمعاتهم من أعداء الدولة، ما يمثل شكلا قاتما من الفاشية في القرن الحادي والعشرين.

وتأثر هذا الجيل بدعاية الكرملين، التي تزعم أن غزوات أوكرانيا في كل من عامي 2014 و 2022 هي أعمال دفاعية تعكس دفاع الاتحاد السوفيتي ضد الغزو النازي في عام 1941.

وأن روسيا كانت ملزمة أخلاقيا بالتدخل ولعب دور المدافع “المناهض للفاشية” في أوكرانيا.

ومن بين هؤلاء ألينا الفتاة الروسية التي تبلغ من العمر 19 عاما، والمنحدرة من عائلة ثرية، وتعيش في مدينة نيجني تأجيل، على بعد حوالي 1300 ميل شرق موسكو.

وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، استخدمت ألينا حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر يومياتها ورحلاتها داخل روسيا وخارجها.

لكن منذ غزو روسيا لأوكرانيا، أصبحت صفحات ألينا مختلفة تماما، فهي تروج لدعاية الكرملين، وتصف الأوكرانيين بـ”النازيين الجدد”، وتستخدم مصطلحات “مهينة للشعب الأوكراني”.

ويدير هذه الأوركسترا، المدونون والمؤثرون الذين ترعاهم الدولة الروسية والذين لديهم مئات الآلاف من المتابعين، ومن بينهم نيكيتا ناجورني، الأولمبي السابق الذي أصبح الآن قائد جيش الشباب.

يمكن لشباب روسيا اليوم، كما فعلت ماريا وألينا، أن يبتعدوا عن واقع العنف في بلادهم، تحت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والحديث عن عن “مستقبل وطني نابض بالحياة، وكون روسيا في مأمن من التهديد المفترض للنازيين والفاشيين والديمقراطيين والغرب”.

لكن عاجلا أم آجلا، لن يعود فلاديمير بوتين رئيسا للاتحاد الروسي، وقد تنتهي الحرب ضد أوكرانيا خلال أيام أو سنوات، لكن الجيل الضائع في الواقع البديل للطفولة العسكرية وفقاعات وسائل التواصل الاجتماعي، ربما يسير في الاتجاه السائد للثقافة السياسية الروسية، حسب “التايمز”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى