معدل ولادة التوائم في جميع أنحاء العالم، لكل ألف ولادة هناك 12 ولادة توأم، ولكن في قرية هندية صغيرة تعدادها ألفا شخص، هناك 400 زوج من التوائم، في ظاهرة مثيرة للفضول، حيث إن كل منزل تقريباً في هذه القرية شهد حالة ولادة توأم على الأقل.
ويحاول العلماء حل هذا اللغز منذ فترة طويلة، لكن لا توجد إجابات محددة، وليس لها تفسير علمي حتى الآن.
فضول طفلتين يكشف أعجوبة قرية التوائم الهندية
في ولاية كيرالا الهندية، تقع قرية “كودينهي” الصغيرة، وللوهلة الأولى، تبدو القرية طبيعية تماماً مثل العديد من القرى الأخرى، فهي محاطة بالعديد من الأشجار والحقول الزراعية، ولكن عندما تدخل في شوارعها ستلاحظ الفرق، حيث العديد من الوجوه المتشابهة. بسبب كثرة التوائم.
كل منزل في هذه القرية تقريباً، شهد حالة ولادة توأم على الأقل/ مواقع التواصل
كان فضول طفلتين توأمين في عام 2006، هو ما دفع القرية إلى ملاحظة معدل ولادة التوائم المرتفع فيها.
“في ذلك الوقت، كان التوأم “سميرة وفيمينا” طالبتين في مدرسة القرية، عندما لاحظت الأختان وجود 8 أزواج من التوائم في فصلهما وحده. ووجدتا أن هناك توائم في فصول المدرسة الأخرى أيضاً. وكان هذا اكتشافاً كبيراً بالنسبة لهما.
ذهبت الشقيقتان لإجراء مسح سريع للتأكد من عدد التوائم في المدرسة كلها، ووجدتا أن هناك 24 زوجاً. هذا الاستطلاع المصغر الذي أجرته الطفلتان كان بداية اكتشاف قرية التوائم، كان سكان القرية يعرفون بجود التوائم ولكن لم يخطر ببالهم إجراء إحصاء العدد الكلي سابقاً. سرعان ما انتشر الخبر، ما دفع القرويين إلى التأكد من عدد ولادة التوائم بالضبط في قريتهم.
شكّل القرويون لجنة صغيرة وأجروا مسحاً في جميع منازل القرية، وسجلوا عدد حدوث ولادة التوائم في قريتهم، وللدهشة كان هناك حوالي 280 زوجاً من التوائم في ذلك الوقت. ليدرك الجميع أن هناك شيئاً مميزاً في قريتهم، لأن مثل تلك الظاهرة والنسبة المرتفعة غير موجودة في مكان آخر في العالم.
المثير للاستغراب أكثر، أن هذا العدد من التوائم لم يكن دائماً موجوداً في القرية، ويقول السكان إن حالات ولادة التوائم بدأت منذ ثلاثة أجيال. وبدأت هذه الأعجوبة الطبية ما بين 60 إلى 70 عاماً مضت. وليس هذا فقط، بل إن معدل ولادة التوائم يزداد كل عام. في آخر إحصائية عام 2022 كان هناك 400 زوج من التوائم في القرية.
في القرية معدل ولادة التوائم يزداد كل عام/ shutterstock
كما أن معظم الأجيال السابقة من سكان القرية لم يكن لديها تاريخ من ولادة التوائم. على سبيل المثال امرأة من سكان القرية تدعى “براسينا” هي الابنة الوحيدة لعائلتها التي تعيش في قرية التوائم منذ الجيلين الماضيين. ولم تنجب أسرتها توأماً من قبل، ولكن “براسينا” هي أم لتوأم الآن.
تقول والدة “براسينا”: “بعد زفاف ابنتنا، انتقلت إلى قطر لتعيش مع زوجها، وتزورنا مرة واحدة فقط في العام. قبل 10 سنوات عندما حملت، كانت المفاجأة أنها ولدت توأمين”.
العلماء في حيرة لمحاولة اكتشاف سر قرية التوائم
بعد انتشار أخبار قرية “كودينهي”، أثار العدد الهائل من ولادات التوائم فضول العلماء، وقامت مجموعة من الباحثين من الهند وإنجلترا وألمانيا بزيارة “كودينهي” عام 2016، وجمعوا عينات من الشعر واللعاب لدراسة الحمض النووي لسكان القرية.
لكن حتى هذا البحث الموسع لم يستطع كشف الإجابة عن السؤال وراء هذه الطفرة الكبيرة في أعداد التوائم، وكانت هناك تكهنات بأن عنصراً في الهواء أو الماء أو النظام الغذائي للقرويين، يمكن أن يكون السبب في ذلك. لكن لم يتم إثبات أي شيء حتى الآن.
قال الدكتور “ثيرومالاسوامي فيلافان”، الأستاذ بجامعة توبنغن، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة، إن أربعة مجتمعات من قارات مختلفة، أبلغت عن عدد كبير بشكل غير عادي من المواليد التوائم، وتشمل هذه المجتمعات قرية “كودينهي” في الهند، و”هونج لوك كومون” في جنوب فيتنام، و”إيجوبا أورا” في نيجيريا، و”كانديدو جودو” في البرازيل.
ولا يوجد رابط جيني معروف تم تحديده بعد للتوائم المتطابقة في تلك القرى، كما أن العامل الحقيقي وراء هذه الظاهرة لم يتم التأكد منه بعد.
وقال “فيلافان” إن المزيد من الدراسة سيضع أساساً لفهم العوامل الوراثية والخلقية الكامنة التي قد تحمل إجابات رئيسية لمعدل مرتفع لولادة توأم في “كودينهي”.
قال الدكتور “كريشنان سريبيجو”، المهتم بدراسة العلم وراء ولادة التوائم: “هذه القرية ليست أقل من معجزة في عالم الطب، ظهرت في السنوات الماضية. جاء العديد من الخبراء والباحثين البارزين إلى هنا، لكنهم لم يجدوا أي سبب”.
وأضاف الدكتور سريبيجو: “أعتقد أن سبب إنجاب التوائم هو النظام الغذائي للناس هنا، والذي يحتوي على شيء يمكن التعرف عليه. إذا اكتشفنا ما هو، فسيكون سبباً في سعادة الأزواج الذين ليس لديهم أطفال حول العالم ويرغبون بالإنجاب”.