يقدم زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، كمال كليجدار أوغلو، نفسه بمثابة المرشح الأقدر على منافسة الرئيس، رجب طيب أردوغان، واعدا الناخبين الأتراك بمعالجة عدد من الملفات التي تستحوذ على اهتمام الرأي العام في الوقت الراهن؛ وفي مقدمتها التضخم.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن كليجدار أوغلو يراهن على استمالة أصوات الناخبين في مايو المقبل، من خلال التعهد بإحداث قطيعة مع نهج أردوغان.
ويتحدث مرشح حزب الشعب الجمهوري عما يصفها بـ”تقوية الديمقراطية” في البلاد، إلى جانب التصدي للفساد، في اتهام للسلطات الحالية، مراهنا على استمالة المتذمرين من الوضع الحالي.
ويحرص كليجدار أوغلو على إظهار القرب من الناس، حتى أنه يطالع المتابعين متحدثا من مطبخه المتواضع وأمامه كأس شاي وخلفه الفرن.
وفي خطاب لا يخلو من انتقاد شديد للوضع الراهن، يقول كليجدار أوغلو إن ديمقراطية تركيا واقتصادها وقضائها وحرياتها “مهددة”.
ووعد بأن يجعل البلاد “تقف على رجليها، وتتعافى من جروحها، حتى يستعيد الناس فرحة العيش”، بحسب قوله.
وعود الاقتصاد ومكافحة الفساد
ويعزو المعارض التركي مصاعب الاقتصاد في البلاد إلى سياسة أردوغان، بينما يبلغ التضخم 50 في المئة، وقد استنزف جيوب الأسر.
أما الزلازل التي ضربت مناطق جنوبي البلاد في فبراير فزادت الطين بلة، بحسب معارضين، وقد أودت بحياة 50 ألف شخص وأحدثت دمارا هائلا، وسط انتقادات لما وصف بـ”الاستجابة البطيئة من السلطات”.
وتعرضت السلطات لانتقادات، وسط اتهامات قالت إن الفساد هو الذي جعل السلطات تغض الطرف عن مبان لم تراع شروط الأمان، لكنها تحولت إلى مساكن مرخصة.
في المقابل، يقول مدافعون عن أردوغان إن الزلزال الذي ضرب تركيا كان من بين الأقوى في التاريخ، وبالتالي، لم يكن ثمة مجال لتفادي خسائر ثقيلة، بغض النظر عن مدى الاستعداد.
العلاقات الخارجية
يتهم المرشح المعارض أردوغان بتقويض العلاقات الخارجية لتركيا، في حين يقول أنصار الرئيس الحالي إن أنقرة حققت منجزات ديبلوماسية بارزة في خضم الأزمة الأوكرانية.
واستطاعت أنقرة الإبقاء على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، كما لعبت دورا مهما في اتفاق تصدير الحبوب الذي قيل إنه خفف حدة أزمة الغذاء في العالم.
وتتهم المعارضة أردوغان في مسألة رفع “الفيتو” في وقت سابق ضد عضوية السويد وفنلندا من أجل عرقلة انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي.
وتصور المعارضة الفيتو المرفوع ضد عضوية كل من فنلندا والسويد بمثابة إشارة في غير محلها للحلفاء في الناتو.
ويقول كليجدار أوغلو إنه سيدير سياسة البلاد الخارجية على نحو مختلف في حال تمكن من الوصول إلى الرئاسة.
وتبدو المنافسة بين أردوغان وكليجدار أوغلو على أشدها، وذات هامش ضيق، فيما توصف حظوظ ثلاثة مرشحين آخرين بالضئيلة.
وفيما يركز كليجدار أوغلو على ملفات تشغل الناخب التركي، يقول معارضو حزب الشعب الجمهوري، إن إغداق وعود سخية في هذه الفترة، لا يعني القدرة على الإنجاز بالضرورة، لا سيما في ظل سياق اقتصادي دولي غير ملائم، تعاني فيها حتى كبرى الاقتصاديات في العالم.
وثمة من يشير إلى تجربة غير موفقة لحزب الشعب الجمهوري بعد توليه رئاسة بلدية إسطنبول من خلال العمدة أكرم إمام أوغلو، حيث يسود انطباع بأن المعارضة لم تستطع حل الكثير من مشاكل المدينة الضخمة، رغم انتقادها حزب العدالة والتنمية الذي تولى زمامها لفترة طويلة.