الزينة عنوان المناسبات السعيدة، وفي كل عام يعود هلال رمضان ليضيء منازلنا وحياتنا بصحبه النجوم والفوانيس بأشكالها المختلفة وهي زينة رمضان التي تعتبر تراثاً تتوارثه الأجيال.
تقول ميرفت شريف، موظفة حسابات بدبي: «رمضان مناسبة سعيدة نستعد لها قبل قدوم الشهر الكريم بأيام، فنشتري أدوات الزينة، بصحبة أولادنا حتى يشاركونا في اختيار طريقة التزيين والأفكار المبتكرة التي يمكن أن نقوم بها لتعليق الزينات المختلفة، خاصة القطع المضيئة التي يتم تعليقها على الجدران والتي تشعرنا بحالة من الفرح وأننا في احتفال طويل يمتد لأكثر من شهر مع أيام العيد أيضاً، وقد تعودنا أن يكون الهلال والنجوم والفوانيس الصغيرة معلقة على مدخل الشقة وفي غرفة الطعام وغرفة المعيشة، أما الفانوس الكبير فمكانه في شرفة المنزل وهذه الزينة أساسية في رمضان، لأنها تدخل البهجة على نفوسنا ونفوس جيراننا من جنسيات وديانات مختلفة فنستقبل منهم التهاني ونتبادل مشاعر الفرحة، كما أننا تستقبل ضيوفنا في رمضان بأجواء احتفالية تضيف إلى التجمع العائلي حالة من الرضا والسعادة».
تضيف ميرفت شريف: «أحرص على إحياء التقاليد المتعلقة بزينة رمضان، حتى تترسخ في عادات أبنائي وتظل هذه التقاليد حاضرة في ذاكرة الجيل الجديد، كما غرسها جيل الآباء في نفوسنا، ليظل الموروث الجميل حاضراً جيلاً بعد جيل».
الزينات الملونة
تتحدث نجلاء عبدالقوي، مهندسة برأس الخيمة، عن استعداد أسرتها لشهر رمضان، مؤكدة أنه على الرغم من الزينات الملونة والمضيئة متاحة في كل مكان وبأسعار مناسبة، إلا أنها ظلت تثابر على تعليم أبنائها كيف يصنعون زينة رمضان من الأوراق الملونة والخامات البسيطة.
وتضيف أنها كانت تعتبر مشاركتهم في صناعة الزينة الرمضانية بأيديهم أكثر قرباً من المعنى الاحتفالي بزينة رمضان، كما أن ذلك يجعلهم يتفاخرون أمام الضيوف والأقارب باستعراض الزينات التي قاموا بصنعها بأيديهم، والتي تتنوع من زينات معلقة وفوانيس مصنوعة يدوياً من الخرز الملون، وتستدرك: «لكن بالطبع لا يخلو الأمر من شراء بعض مفارش الطاولات المصنوعة من البلاستيك التي تحمل ألواناً مميزة، فيقصها الأولاد ويحولونها إلى شرائط يعلقونها على الجدران، ما يعزز حسهم الفني، كل هذا بالطبع إلى جانب أنواع الزينات المضيئة والديكورات الخاصة التي يقوم زوجي بشرائها، وفي الأيام الأخيرة التي تسبق شهر رمضان نذهب إلى الأسواق لنشتري الفوانيس للأطفال، حيث يفضلون الأنواع التي تغني أغاني رمضان وفي كل عام هناك أشكال جديدة وشخصيات جديدة تمثلها الفوانيس التي تزيد من بهجتنا وشعورنا بقدوم الشهر الكريم».
مستلزمات الشهر
تعبر حصة محمد العلي، ربة بيت، عن حماسها الشديد لاستقبال الشهر الكريم وتقول: «فرحتي بشهر رمضان تبدأ قبل قدومه بأسابيع حين نبدأ في التسوق لشراء مستلزمات شهر الصوم بداية من الزينة والملابس المناسبة للصلاة «إسدالات» والياميش والمكسرات وتجديد بعض المفروشات وأدوات المطبخ، كل هذه الإجراءات أقوم بها وأنا في غاية السعادة، وأشعر أن هناك ضيفاً محبباً إلى نفوسنا جميعاً سيزورنا ولا بد من الابتهاج بقدومه والترحيب به كما يجب».
وتضيف: «تعودنا أن يكون تجمعنا في أول أيامه في بيت العائلة الكبير، حيث يجتمع كل أفراد الأسرة الممتدة من أجداد وأحفاد وإخوة وأخوات في عرس عائلي لا مثيل له، ويتكرر كثيراً على مدار 30 يوماً، ولهذا أحرص على شراء زينة رمضان ليس فقط لإسعاد الصغار ولكن أيضا وبشكل أساسي لإدخال السرور على قلوب الكبار من الأجداد والآباء لذلك يكون مكان أكبر فانوس في البيت الكبير بيت الجد وأحلى زينة رمضانية نقوم بتعليقها هناك، لأنها تبهج الكبار بنفس القدر الذي يبهج الصغار، ففرحة رمضان تشرح الصدور والزينة عنوان هذه الفرحة».
دروس «يوتيوب»
يقول جلال إبراهيم (أب لثلاثة أطفال): «هذا العام اتفقت مع زوجتي على أن نصنع زينة رمضان بأنفسنا في البيت بمشاركة أطفالنا وأطفال الجيران وذويهم، خاصة أن بداية الشهر الكريم تتزامن مع أجازة الربيع بالمدارس وبالفعل اشترينا الألوان والأوراق اللازمة وتابعنا دروساً على اليوتيوب عن كيفية صناعة فانوس ثلاثي الأبعاد لتنفيذه وتعليقه بمدخل البناية،ورسمنا هلالاً ونجوماً بالحجم الكبير وعلقناها بأوراق زينة ملونة وبراقة حسب ذوق واختيار كل فرد، وعقدنا ورشة فنية قبل قدوم الشهر واستمتعنا بها جداً حيث كانت مملوءة بأوقات المرح والضحك ولم الشمل العائلي وتمضية أسعد الأوقات بين أفراد الأسرة والجيران، هذه هي روح شهر رمضان التي تجمعنا بلحظات من الرضا و السعادة».
متابعات