تقارب بين البرلمان الليبي وسيف القذافي.. ما أهدافه وتداعياته؟

أثار اللقاء الذي عقده وفد من البرلمان الليبي مع المرشح الرئاسي المحتمل، سيف القذافي لمناقشة الانتخابات والانسداد السياسي بعض الأسئلة عن دلالة التنسيق والتقارب بين البرلمان ورئيسه عقيلة صالح ونجل القذافي.

والتقى رئيس لجنة التواصل السياسي بالبرلمان الليبي، فتح الله السعيطي ووفد مرافق له بسيف القذافي في مقره في جنوب البلاد لبحث التطورات السياسية الأخيرة ودعم إجراء الانتخابات في أقرب وقت.

“رفض الإقصاء”

وذكرت وسائل إعلام محلية أن “اللقاء تناول توحيد الجهود السياسية الوطنية والتأكيد على انعقاد الانتخابات دون إقصاء أو تهميش وضرورة إعطاء فرصة للشارع الليبي لاتخاذ قراره دون توجيه أو تضييق ووضع القوانين والتشريعات التي ترضي جميع الأطراف”.
وتواصلت “عربي21” مع المحامي الخاص بسيف القذافي، خالد الزايدي للتعليق على اللقاء وكشف ما تم فيه إلا أنها لم تتلق أي تعليق.

فما أهداف البرلمان الليبي ورئيسه عقيلة صالح من التقارب مع سيف القذافي الآن؟ وهل يستغله عقيلة في الضغط على حفتر وباشاغا؟

“تحركات أحادية”

من جهتها، قالت عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن “ما يقوم به النائب فتح الله السعيطي هو عمل فردي لم يتم طرحه على أعضاء البرلمان ولم يتم التشاور بخصوص اختيار لجنة للتواصل السياسي، وهو اجتهاد شخصي من قبل النائب وفق رؤية أحادية الجانب”.

لكنها استدركت في تصريحاتها لـ”عربي21″ قائلة: “ومع هذا أي حراك سياسي يصب في صالح بناء التوافق الوطني بين الليبيين ويدعم الاستقرار هو عمل مرحب به وخلاف ذلك سيكون عملا مستهجنا وغير قابل للتطبيق”، وفق رأيها.

“خطوة شجاعة”

في حين وصف رئيس حركة “الرايات البيضاء” للسلام والمقرب من عائلة القذافي، احميد بومنيار القذافي هذه التحركات والجهود بأنها خطوة شجاعة مؤكدا دعمه لجهود لجنة التواصل السياسي بالبرلمان في جلستها واجتماعاتها مع التيارات السياسية المتناقضة للخروج برؤية واضحة تجمع الأطراف السياسية الليبية.
وقال في تصريحه لـ”عربي21″: “عانينا كثيرا من مراحل الإقصاء المتعمد من قبل الدول المتحكمة بالمشهد الليبي، لذا نرحب بالخطوات الشجاعة التي تقوم بها اللجنة بلقائها بسيف القذافي في سبيل الاتفاق على خارطة طريق تضمن تواجد كافة القوى السياسية بها”، حسب تقديره.

وتابع: “هذه التحركات واللقاءات وصولا إلى التوافق هو أمر يضمن استقرارا سياسيا مما يؤثر بشكل إيجابي على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية بالبلاد”، كما قال.

“تحالفات وصفقات”

الأكاديمي الليبي وأستاذ علم الاجتماع السياسي، رمضان بن طاهر رأى أن “مبادرة المبعوث الأممي الأخيرة بضرورة إجراء الانتخابات جعلت أطراف الصراع تعيش حالة من القلق والتوتر والخشية على حصتها في النظام الجديد الذي قد يتشكل”.

وأوضح أن “هذا الوضع جعل خريطة التحالفات والصفقات السياسية بين أطراف الصراع تتغير باستمرار ولم يعد هناك معايير واضحة في هذا الأمر، لذلك فزيارة وفد البرلمان لسيف القذافي تأتي في سياق هذه التبدلات والتحالفات المتغيرة والتي من أسبابها غياب الرؤية والمشروع الوطني، وكذلك ارتباك الموقف الدولي وعدم وضوحه رغم مناداته بحل الانتخابات”، بحسب تصريحه لـ”عربي21”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى