قوات الدعم السريع في السودان: لن نرفع سلاحنا ضد الجيش

عبدالرحيم دقلو يستنكر ما أسماه حملات إعلامية ممنهجة ي قف خلفها "أصحاب أغراض" لاستفزاز القوات وتشويه صورتها.

تعهدت قوات الدعم السريع، بعدم توجيه السلاح ضد الجيش السوداني بسبب خلاف ظاهر بين الطرفين منذ عدة أشهر، مستنكرة بشدة ما أسمته الحملات ضدها واستفزازها وتشويه صورتها.

جاء ذلك على لسان القائد الثاني لقوات الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، وهو الشقيق الأكبر لقائد قوات الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة محمد دقلو (حميدتي) أثناء خلال مخاطبته ضباط وضباط صف وجنود قوات الدعم السريع، بمقر رئاسة القوات بالخرطوم الأحد.

وأوضح دقلو أنه لن يحدث اشتباك بين قواته والجيش السوداني، قائلاً “إخوانكم في الجيش مستحيل أن يرفعوا في وجهكم السلاح، أو أن نرفع في وجههم السلاح، كلنا يد واحدة نبني وطننا العزيز، ونعيده إلى وضعه الطبيعي دون تفرقة أو شتات”.

واستنكر دقلو ما أسماه الحملات الإعلامية الممنهجة في الأيام الماضية، والتي يقف خلفها من أطلق عليهم “أصحاب أغراض”. معتبرا أنها تهدف إلى استفزاز قوات الدعم السريع وتشويه صورتها والتأثير على معنوياتها “بسبب سيرها في الطريق الصحيح، المتمثل في حماية الوطن وحراسة حدوده، والمحافظة على أمن المواطنين العزل، والوقوف مع رغبة الشعب”.

وفيما أكد أن تلك الحملات لن تؤثر على القوات، بل تزيدها قوة وصلابة، جدد دقلو، موقف قوات الدعم السريع مع مبدأ الجيش الواحد وإصلاح المؤسسة العسكرية.

ولفت إلى أن الجيش وإخوانهم في قوات الدعم السريع، وشابات وشبان ثورة ديسمبر المجيدة، قدموا أرتالا من الشهداء من أجل الوطن. كما أعاد الالتزام بالوقوف مع إرادة وتطلعات الشعب السوداني والذي بدأ في 11 أبريل 2019، تاريخ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير وتجدد عقب انقلاب 25 أكتوبر، واستمر بوقوف قوات الدعم السريع مع الاتفاق الإطاري. وشدد بالقول “لن تتغير هذه المواقف أبداً”.

وتصاعدت خلال الأسابيع الماضية مطالب قادة الجيش فيما يتعلق بدمج قوات الدّعم السريع، حيث أظهر ثلاثة من قادة الجيش في مجلس السيادة وهم البرهان وشمس الدين كباشي وياسر العطا تشددا حيال ضرورة الدمج بإطلاق تصريحات مباشرة ترفض وجود جيش مواز، فيما تسربت مؤخرا تقارير إعلامية تتحدث عن ازدياد الخلافات بين البرهان وحميدتي قائد الدعم السريع سيما بشأن بسط النفوذ على الحدود الغربية.

وسخر دقلو في كلمته، من محاولات البعض التكسب من خلال استعطاف الجماهير، مشيرا إلى أن رغبة الشعب السوداني، لا يمكن اصطناعها بين يوم وليلة.

وأشار إلى أن هناك جملة من الشائعات منتشرة في وسائل الإعلام، لإضعاف القوات، ومن بينها شائعة تقليص رواتب القوات، موضحا أن هناك إجراءات قامت بها وزارة المالية، لحوكمة ولايتها على المال العام، وأن تلك الإجراءات شملت جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك جميع القوات النظامية.

والسبت، قال الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة، أنه لا يمكن لدولة تحترم نفسها أن يكون بها جيشان وشدد على أهمية دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة جنبا لجنب مع قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام السوداني.

وتتزايد المخاوف في السودان من مواجهة محتملة بين الجيش والدعم السريع بسبب الخلافات بين الطرفين حيث دعم قائد الدعم السريع بقوة الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه في الخامس من ديسمبر الماضي بين العسكر والمدنيين فيما يضع الجيش شروطا للمضي به للأمام أهمها استيعاب قوى سياسية أخرى ضمن التسوية السياسية وليس حصرها على قوى إعلان الحرية والتغيير. كما يتهم قائد الدعم السريع البرهان بالسماح بعودة فلول النظام القديم للسلطة عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021.

وأكد حميدتي الأحد الماضي التزامه بالاتفاق الإطاري بخصوص توحيد الجيش، وأنه لن يسمح لعناصر “النظام البائد” بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، مقرّا بـ”خطأ” مشاركته في انقلاب 25 أكتوبر (نفذه البرهان)، مشيرا إلى أنه “أصبح بوابة لعودة النظام البائد”.

وتعد هيكلة القوات النظامية والأمنية بالسودان وابتعادها عن السياسة واحدة من أهم قضايا الفترة الانتقالية، وتعتزم القوى المدنية المؤيدة للديمقراطية تنظيم مؤتمر خاص بالإصلاح الأمني والعسكري خلال الفترة المقبلة، لكن البرهان ظل يرفض مرارا تدخل المدنيين في شأن القوات المسلحة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى