“تبعات عالمية” للصفقة السعودية مع “رونالدو”

يمكن لانتقال النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، إلى نادي النصر السعودي واستثمارات المملكة المتنامية في هذه الرياضة، أن يحمل آثارا تطال جميع أنحاء أوروبا  وفق ما قال خبراء لشبكة “سي إن بي سي”.

وعقد رونالدو لمدة عامين ونصف، والذي ذكرت تقارير أن قيمته تصل إلى 200 مليون يورو (212 مليون دولار) سنويا بما في ذلك الاتفاقيات التجارية، يجعل منه، إن صحت الأرقام، لاعب كرة القدم الأعلى أجرا في التاريخ، والرياضي الأعلى أجرا في العالم.

وستتجاوز الأرباح السنوية الفردية لرونالدو إجمالي فاتورة أجور الموظفين لما يقرب من نصف الأندية في الدوري الإنكليزي الممتاز، وفق تقرير الشبكة.

تأتي خطوة المهاجم البرتغالي في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لتقديم عرض مشترك محتمل لتنظيم كأس العالم 2030، وذلك بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد التاريخي في الدوري الإنكليزي الممتاز في أواخر عام 2021.

وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، في أكتوبر الماضي، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد خصص أكثر من ملياري دولار لصفقات الرعاية خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، والتي تم توجيه معظمها نحو مسابقات كرة القدم المحلية.

وقال الكاتب والخبير المالي لكرة القدم، كيران ماغواير، للشبكة إنه بدلا من محاولة منافسة البطولات الأوروبية الكبرى، كان توقيع النصر مع رونالدو “تمرينا تسويقيا” يمكّن المملكة من تنويع جاذبيتها التجارية بما يتجاوز الموارد الطبيعية، بالنظر إلى حجم رونالدو وقيمته.

قوبل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نيوكاسل يونايتد بانتقادات في جميع أنحاء عالم كرة القدم – واعتبر محاولة لغسل سمعة البلاد على خلفية سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان، وبعد 15 شهرا فقط من إتمام الصفقة، يحتل النادي المركز الثالث في ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز.

ونفى المسؤولون السعوديون باستمرار مزاعم الغسيل الرياضي في مساعيهم الرياضية المختلفة، ويصر كونسورتيوم الاستحواذ في نيوكاسل بقيادة سيدة الأعمال البريطانية، أماندا ستافيلي، على أن صندوق الاستثمارات العامة مستقل عن الحكومة السعودية.

وأعلن كل من ليفربول ومانشستر يونايتد، اللذين يمكن القول إنهما أكبر ناديين في إنكلترا من حيث المكانة العالمية، علنا أنهما منفتحان على الاستثمار، وربما حتى البيع الكامل.

وأشارت وكالة التصنيف الائتماني “DBRS Morningstar” إلى أن انتقال رونالدو إلى دوري المحترفين السعودي، والنوايا الواضحة للبلاد، يمكن أن يعرض ملفات مخاطر الائتمان لأندية أوروبا وأميركا الشمالية للخطر.

ويقول نائب الرئيس الأول للتمويل الرياضي، مايكل غولدبرغ، للشبكة: “في أوروبا نظرا لأن تكاليف اللاعبين في أندية كرة القدم مرتبطة بإيراداتهم، فإن زيادة الرواتب الفردية المدفوعة بالطلب الأجنبي يمكن أن تقلل من جودة الفريق بمرور الوقت. قد يكون لهذا تأثير طويل المدى على النتائج على أرض الملعب، وقيم العلامة التجارية، ونسبة المشاهدة للفرق غير القادرة على زيادة الإيرادات وإعادة الاستثمار في فرقها”.

ومع ذلك، أشار غولدبرغ إلى أن جذب حفنة من النجوم في شفق حياتهم المهنية إلى دوري رياضي جماعي لن يكون كافيا للسعودية لجذب اهتمام المشجعين، لأن جودة اللعب ستظل أقل بكثير مما هي عليه في البطولات الأوروبية الكبرى.

وأشار غولدبرغ إلى أن الاستثمار السعودي في الرياضيين كأفراد يمكن أن يزيد من رواتب اللاعبين الأوروبيين، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أدخل مؤخرا قواعد تنص على أنه لا يمكن لأي ناد أن ينفق أكثر من 90 في المئة من إيراداته السنوية على الأجور والانتقالات ورسوم الوكلاء في عام 2023. سينخفض هذا الحد إلى 70 في المئة في عام 2025.

ووصف النجم البرتغالي  نفسه بأنّه لاعب “فريد” لانتقاله إلى السعودية، مؤكدًا أنّ “مهمتي في أوروبا انتهت” وأنّه متعطش لتحقيق مزيد من النجاح بعد الانضمام لنادي النصر في صفقة مقدرة بأكثر من 200 مليون يورو.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى