و محتجون يضرمون النار في مقارها .. العراق : اغلاق مقار الحركة الصرخية وملاحقة زعيمها
أصدرت محكمة عراقية 13مذكرة توقيف بحق المرجع الديني الشيعي “محمود الصرخي”، على خلفية دعوات وجهتها حركته تهدف إلى هدم المراقد الدينية الشيعية في العراق.
وفي بيان لمجلس القضاء الأعلى في العراق، أشار إلى أن “المحكمة أصدرت قرار القبض بحق “محمود عبدالرضا محمد”، الملقب بـ”محمود الصرخي”، وفق أحكام المادة 372 عقوبات التي تنص على معاقبة من يعتدي بإحدى الطرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقّر من شعائرها”.
وكان خطيب “حسينية الفتح المبين” التابع لـ”الصرخي” دعا إلى إغلاق المراقد الدينية التابعة للشيعة في العراق، الأمر الذي فتح الباب أمام ردود فعل غاضبة من عشرات المحتجين.
وأصدرت الداخلية العراقية بياناً في اليوم ذاته صباحاً، أكدت فيه إغلاقها مقارّ حركة دينية وصفتها بالمنحرفة دون أن تذكرها صراحة.
كما نقلت وكالة الأنباء العراقية “واع” عن الوزارة قولها إنها “أغلقت وفقاً للضوابط القانونية مقار هذه الحركة المنحرفة واعتقلت بمذكرات قضائية المنحرفين المتجاوزين على المشاعر والعقائد لينالوا جزاءهم العادل أمام القضاء”.
وفي وقت سابق الأربعاء، اعتقلت قوات الأمن العراقية 29 من أتباع الحركة “الصرخية” في 9 محافظات وسط وجنوب العراق.
احتجاجات غاضبة
في المقابل، أضرم محتجون ضد خطاب “الصرخي”، الثلاثاء، النيران في مكتب زعيم الحركة في محافظة بابل وسط العراق، بسبب دعوات صدرت من أحد خطباء الدين التابع للحركة بهدم المراقد الدينية الشيعية في البلاد.
وأشار بيان الداخلية العراقية ذاته إلى الاحتجاجات الحاصلة ضد “الصرخي”، مشددة على أن “أي ردود فعل فردية أو جماعية غير منضبطة في هذا الشأن تمثل اعتداءً مرفوضاً على النظام والقانون”.
كما وصفت هذه التصرفات بأنها “سلوكيات مدانة قانوناً ومرفوضة من كل المرجعيات الدينية الرشيدة، ولا تخدم سوى أصحاب الفتنة والمتآمرين على السلم الأهلي”.
وأكدت أن “القانون هو الطريق الوحيد للقصاص واستعادة الحقوق، وأن أي ردود فعل فردية أو جماعية غير منضبطة في هذا الشأن، تمثل اعتداء مرفوضاً على النظام والقانون”.
من جهتها، قررت قيادة شرطة محافظة بابل إغلاق جميع المقار والحسينيات التابعة للصرخي، وفق بيان صدر عن القيادة.
يأتي ذلك في وقت أعلن جهاز الأمن الوطني (مرتبط برئيس الوزراء)، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، “إلقاء القبض على شخص دعا إلى هدم المراقد الدينية، عبر فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وذكر بيان لجهاز الأمن الوطني، أنه “استناداً إلى ما ورد في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل وتم رصده من قبل الأمن، وبناء على مذكرة قضائية، ألقت قوة من الجهاز في محافظة بابل القبض على شخص ينتمي إلى الحركات الدينية المتطرفة يدعو إلى الإساءة إلى الرموز والطقوس الدينية وكذلك الدعوة إلى هدم المراقد المقدسة”.
والصرخي الذي يمتلك مناصرين في محافظات الجنوب معروف بآرائه الناقدة للأحزاب التي حكمت بعد عام 2003، ولديه مواقف رافضة لجميع مواقف المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي يعّد المرجع الديني الأول لشيعة العراق، خصوصاً إعلان الجهاد ضد تنظيم “داعش” عام 2014.
كما انتقد المرجع الصرخي التدخلات الايرانية في العراق فيما تتهم بعض القوى المرتبطة بطهران أنصاره بالتورط في حرق القنصلية الايرانية في النجف في نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2019.
كما تتهم بعض المرجعيات الصرخي بانه ينشر أفكارا سامة ومناهضة للمبادئ الشيعية وبانه يعمل لصالح بعض الدول العربية المناهضة لإيران وهو ما ينفيه الأخير ويؤكد بانه يسعى للاصلاح الديني والسياسي في العراق.
من جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أتباع المذهب الشيعي إلى عدم إحراق وتفجير المساجد التي تعود لأتباع رجل الدين الشيعي محمود الصرخي والاكتفاء بغلقها ومنع من سماهم “أصحاب الفتنة من إقامة شعائرهم المشبوهة فيها”، فيما أصدر القضاء العراقي أمر باعتقال الصرخي.
الصدر في تغريدة له على حسابه الشخصى على تويتر “إن ما حدث من ردة فعل شعبية ضد المحسوبين على المذهب (الشيعي) المطالبين بهدم المراقد لأمر مستحسن، فهو دفاع عن الدين والمذهب”، مضيفا أن “هدم المساجد لا يقل خطورة عن هدم المراقد.. فحافظوا على مقدساتكم ودور العبادة”.
وجاءت تغريدة الصدر على اثر إصدار القضاء العراقي الأربعاء مذكرة اعتقال بحق الصرخي وفق قانون العقوبات العراقي بتهمة الاعتداء علانية على معتقد وشعائر أحد الطوائف الدينية في البلاد.
الى ذلك اعتبر عمار الحكيم زعيم تحالف الحكمة الوطني “التطاول على المراقد الدينية المقدسة والدعوة إلى هدمها وإزالتها، أمر مستنكر ومرفوض وينطوي على مشاريع مريبة ويستند إلى أفكار ورؤى منحرفة في توقيت خطير وحساس”.
متابعات