كيف مارس الوصابي المحسوبية بالمنح الدراسية على حساب الطلاب المتفوقين؟ بالوثائق .. الوصابي يوزع المنح الدراسية على أبناء وأحفاد المسؤولين وقيادات حزب الإصلاح
تصدرها أبناء مسؤولين في الحكومة والجيش وقيادات الإصلاح..
بالوثائق.. فضائح فظيعة في وزارة التعليم العالي!
تفاصيل كاملة لفضائح توزيع المنح على أبناء المسؤولين
ما حجم الفساد المتفشي في وزارة التعليم العالي؟
مطالبات بوقف فساد قوائم الابتعاث إلى الخارج
نشطاء وسياسيون يدشنون حملة واسعة لإقالة الوزير الوصابي ومحاكمته
***
فضحت قائمة مسربة من وزارة التعليم العالي حجم الفساد المتفشي في الوزارة التي يرأسها أ.د. أحمد أحمد الوصابي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني.
وفضحت قائمة مسربة من وزارة التعليم العالي بجلاء أسماء الطلاب المبتعثين في الخارج ومعظمهم من أبناء المسؤولين وقادة الجيش وأولاد قيادات حزب الإصلاح، والذين كان لهم نسبة كبيرة من المنح الدراسية في الخارج، بينما بقي أبناء الفقراء في جبهات القتال.
كما بينت الوثائق كشوفات المساعدة المالية للربع الرابع 2021 للطلاب الدارسين في تركيا، وكذا كشوفات المساعدة المالية للربع الرابع 2021 للطلاب الدارسين في كندا.
وتشير الوثائق إلى أنه بمجرد مطالعة الأسماء التي حصلت على منح دراسة خارجية من قبل وزارة التعليم العالي ينتاب المرء غصة أن لا مكان للبسطاء فيها، وأن كل هؤلاء بالنسبة للطبقة المعروفة المحدودة ممن في أعلى هرم الدولة والأحزاب مجرد جرافة تنزع الأشواك والألغام وتعبد الطريق لعبور أولادهم وذويهم لسدة الحكم والمناصب.
وبرزت في التناولات تساؤلات: أي مصير للطلاب البسطاء طالما هؤلاء من يتولى قيادتك فلا منحوك الأمن والأمان ولا تركوا لك فرصة المنافسة؟! والمصيبة أنهم لا يعلمون أن الله استأمنهم عليك فخانوا الأمانة لأنهم لا يرون أبناء الشعب مواطنين بقدر ما يرونهم غنيمة، وكيف لهم أن يقودوا وطنًا وهم من يحاربون المواطن في أبسط حقوقه تاركين المواطن يعيش متاهة الوهم ليجد نفسه بلا مستقبل لكون مستقبله حاز عليه ابن المسؤول بالدولة أو بالحزب.
ويؤكد كثيرون أن من بين التدخلات في هذا القطاع العلمي علي محمد النعيمي، مساعد مدير مكتب رئيس الوزراء، ويعد مسئول ملف مراجعة المنح والمساعدات في رئاسة الوزراء، وعادة ما يراجع الكشوفات دائما ويسقط أسماء المضافين الجدد حتى وإن كانت لديهم توجيهات، ويعتذر بأن الإضافات الجديدة موقفة إلا للتخصصات النادرة فقط، وتم إضافة ابنه أيمن علي محمد النعيمي مؤخرا وتخصصه اقتصاد وهو ليس تخصصًا نادرًا.
فيما مقدم برنامج البوصلة من قناة المهرية الإخوانية عارف الصرمي، أشارت البوصلة إلى ورود ثلاثة من أبنائه في قوائم المنح وبذلك رست بوصلته في وزارة التعليم العالي.
وبلغت تكاليف الربع الرابع من هذه القوائم 8،6 مليون دولار.
وأوضحت الوثائق أن “وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي لديه منحة شخصية بمبلغ 1860 دولار لمدة 3 سنوات استوفاها كاملة في مجال العلوم السياسية لدرجة الماجستير ورغم ذلك إلا أن الملاحظة الواردة قرين اسمه بالتوقيف شكلية لا أكثر، حيث أن درجة الماجستير لا تتجاوز السنتين في حالتها الطبيعية وبعد التمديد سنتين ونصف فقط لمبتعثي وزارة التعليم العالي”.
وبينت حصول حمود المخلافي على منحتين لاثنين من أولاده، كما حصل رشاد العليمي على ٣ منح، ما يعني أن كل المنح تذهب لأبناء مسؤولين شماليين.
انتزاع الحق
بدورهم دعا سياسيون البسطاء والبؤساء من كل طيف ومكان قائلين: “انتزعوا حقوقكم من عيون هؤلاء الفسدة لتنعموا بوطن ضحيتم من أجله”.
حملة واسعة لإقالة الوصابي ومحاكمته
فيما دشن ناشطون وسياسيون حملة تدعو إلى إقالة الوزير الوصابي وإحالته للمحاكمة عقب صرفه منحًا دراسة لأبناء المسؤولين.
وبحسب الناشطين فإن وزير التعليم العالي صرف منحًا لأبناء سفير اليمن في بريطانيا وابن وزير الاتصالات العوج وأبناء رشاد العليمي وشريم وللمخلافي و(٤) منح لشخص آخر بالإضافة إلى مسؤولين آخرين.
وتساءلوا: “كيف تصرف الدولة آلاف الدولارات على طالب أثناء دراسته الجامعية ثم يذهب بعد التخرج للعمل في دولة أخرى؟ أليس هذا فسادا؟”.
الوصابي يمارس المحسوبية
وأثارت وثيقة مسربة حالة من السخط في أوساط الطلاب اليمنيين المتفوقين المؤهلين للحصول على منح دراسية في الخارج.
وكشفت الوثيقة التي تداولها ناشطون قرارًا وزاريًا أصدره وزير التعليم العالي والبحث العلمي برقم (208) لعام 2022م، يقضي بمنح طالبة منحة دراسية (طب بشري) في جمهورية مصر العربية.
ونص قرار وزير التعليم العالي، بصرف منحة للطالبة (لمى) منحة دراسية طب بشري في دولة مصر وبرسوم سنوية تقدر بـ٧.٥٠٠ دولار أمريكي.
وطعن طلاب بقرار الوزير الوصابي، واعتبروه مخالفا كون الموفد لا يحمل المؤهلات المطلوبة، وأنه يحمل شهادة ثانوية عامة بمعدل 78٪، في الوقت الذي يستثنى فيه الطلاب المتفوقون من المنح الدراسية، مشيرين إلى أن هذا القرار واحد من مئات القرارات المبنية على المحسوبية والواسطة، مناشدين قيادة المجلس الرئاسي بالتدخل ووقف الممارسات المخالفة التي يرتكبها وزير التعليم العالي الوصابي.
غضب عارم
بدوره، قال نشوان العثماني، معيد بكلية الإعلام: “حصلت مرة على توجيه بمنحة لدراسة الماجستير في كلية الآداب جامعة أسيوط، من رئيس الوزراء آنذاك علي مجور عن طريق الشيخ حسين الشريف. لكن وزير التعليم العالي حينها صالح باصرة، لروحه السلام، طلب مني شهادة الـTOEFL… فقلت له هذه أسيوط يا دكتور مش لندن. قال ضروري. قلت الموضوع ما يحتاجش ماجستير أساسًا، وبقيت أقرأ روايات وكتب”.
وأضاف: “وجاءت وظيفتي في الجامعة بعد ذلك. والتقيت صدفة رئيس جامعة عدن حينها عبدالعزيز بن حبتور على متن طيران السعيدة، وكنا نازلين من صنعاء إلى عدن وطلبت منه منحة بصفتي معيدًا. قال: نحن فتحنا لكم برنامج الماجستير عشان تدرسوا هنا. وتفاجأت بعد شهر أنه أعطى منحة مماثلة إلى مصر لأحد موظفيه الإداريين بدون أي معايير توفلية”.
واختتم: “لم أكن عضوًا في المؤتمر الشعبي العام ولا التجمع اليمني للإصلاح ولست ابنًا لـ/… أو مقربًا من مسؤول، وكان هذا سبب كاف لئلا يحصل المرء على أي منحة تقريبًا”.
فيما قال رئيس تحرير صحيفة “الأمناء” عدنان الاعجم: “رئيس حزب الإصلاح في تعز عبدالحافظ الفقيه وبتوجيهات شخصية من وزير التعليم العالي تم اعتماد ابنه عبدالحكيم للدراسة الجامعية تخصص طب بشري في تركيا لمدة 6 سنوات ابتداء من الربع الماضي بمبلغ 1800 دولار”.
بدوره، قال رائد الجحافي: “في واحدة ضمن المئات من فضائح الفساد في وزارة التعليم العالي، وزير التعليم خالد الوصابي يوجه بمنح ابنة مسؤول منحة طب بشري في دولة مصر وبرسوم سنوية ٧.٥٠٠ دولار أمريكي رغم أن معدلها في الثانوية العامة ٧٨٪، وأوائل الجمهورية في الثانوية العامة الذين معدلاتهم 98,99,100٪ يجري حرمانهم من المنح الدراسية”.
أما الإعلامي سمير النمري فقال: “أولاد قيادات الإصلاح كان لهم نسبة كبيرة من المنح الدراسية في الخارج، بينما بقي السذج من أبناء الفقراء المنتمين للحزب في الجبهات”.
بدروه، قال محمد العولقي: “فضائح وفساد وزير التعليم العالي المدعو الوصابي، يمنح أبناء المسؤولين من المجلس الرئاسي والوزراء وقادة الجيش والمشائخ والمحافظين وقادة وأعضاء حزب الإصلاح والمؤتمر بعثات دراسية للخارج.. يجب إيقاف هذا العبث والفساد الذي فاق كل الحدود ولم يحصل له مثيل من قبل”. متابعات