“محمد بن سلمان لم يبالِ”.. صحيفة: الإمارات حاولت إقناع السعودية قبل “قرار النفط”

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الإمارات أوفدت مستشار الأمن الوطني، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في “مهمة سرية” إلى السعودية لمحاولة إقناع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بعدم خفض إنتاج النفط الخام.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها، إن طحنون بن زايد التقى محمد بن سلمان في سبتمبر الماضي، وحاول ثنيه عن قرار خفض الإنتاج على اعتبار أن ذلك ليس ضروريا وقد يغضب الولايات المتحدة، ويخاطر بإظهار منتجي النفط كحلفاء لروسيا.

وقالت المصادر إن الأمير محمد بن سلمان “لم يبالِ”.

وتصاعد التوتر بشكل كبير بين الرياض وواشنطن بعد انتقادات متبادلة بشأن قرار تحالف “أوبك بلاس” الذي تقوده السعودية وروسيا بخفض إنتاج البترول بأكثر من مليوني برميل يوميا، ابتداء من نوفمبر.

وعلى خلفية القرار، تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، بـ “إعادة تقييم” للعلاقة الإستراتيجية المديدة بين الرياض وواشنطن.

كما اتهم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، المملكة بتقديم دعم “اقتصادي وعسكري ومعنوي” لروسيا، وهو ما نفته الرياض مؤكدة أن قرار “أوبك بلاس”، اتخذ من “منظور اقتصادي بحت”.

وقال متحدث إماراتي لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن المعلومات المتعلقة بالشيخ طحنون والسعوديين وخفض الإنتاج لم تكن دقيقة، دون الخوض في التفاصيل.

ويعد الانقسام بين الإمارات والسعودية علامة على عدم الارتياح بين بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الذين يخشون أن يؤدي خفض الإنتاج إلى الإضرار بعلاقاتهم بالولايات المتحدة.

كما تُظهر رحلة الشيخ طحنون أيضًا الطموح المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة كمنتج للنفط يمكنه تحدي السعودية في السياسة، حتى وإن لم ينجح الأمر دائما، بحسب ما أوردت الصحيفة الأميركية.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه مع تصاعد الانتقادات الغربية لقرار خفض الإنتاج ووجود خلافات داخل أوبك، ضغطت السعودية على الإمارات ودول أخرى لإصدار بيانات تدعم خفض الإنتاج.

وأعلنت الإمارات رسميا دعمها الكامل لصفقة خفض الإنتاج، لكن المسؤولين الإماراتيين أشاروا أيضا إلى واشنطن أنهم يستطيعون تزويد السوق بمزيد من النفط الخام، إذا لزم الأمر، حسبما ذكرت الصحيفة.

وحاول رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، انتهاج موقف أقل تصادمية مع الولايات المتحدة من نظيره في الرياض، حتى مع استمرار كلا الرجلين في تنمية العلاقات مع منافسين لواشنطن، مثل روسيا والصين.

كما تحرك الإماراتيون بسرعة أكبر من السعوديين لإصلاح العلاقات الإقليمية مع إيران وتركيا وسوريا.

“ليس الخلاف الأول”
وأصبح البلدان أيضا منافسين اقتصاديين في السنوات الأخيرة، حيث يحاول الأمير محمد بن سلمان جذب المزيد من الشركات الأجنبية بعيدًا عن دبي، إلى الرياض، وفي النهاية إلى نيوم، المدينة المستقبلية التي يشيدها ولي العهد السعودي في الصحراء.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إنه من المرجح أن تستمر تداعيات النزاع لأشهر، حيث تتشاور إدارة بايدن مع المشرعين الأميركيين، لدراسة الخطوات التي يجب أن تتخذها لإعادة تشكيل علاقتها مع السعودية.

وفي محاولة لتفادي خفض الإنتاج وتهدئة المخاوف السعودية من حدوث انخفاض حاد في أسعار النفط، أخبر المسؤولون الأميركيون، السعوديين أنهم سيشترون النفط من السوق لتجديد مخزونات واشنطن الاستراتيجية، إذا انخفض سعر خام برنت – المعيار الدولي الرئيسي – إلى 75 دولارا للبرميل، حسب مسؤولين إماراتيين وأميركيين وأشخاص داخل الحكومة السعودية.

ووفقا لأشخاص داخل الحكومة السعودية، شعر الأمير محمد بن سلمان بالقلق من تحليل اقتصادي قدمه وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان، حذر من أن النفط قد ينخفض إلى ما دون 50 دولارا للبرميل، مما يعرض للخطر ميزانية المملكة الموسعة ومجموعة طموحة من الإصلاحات الاقتصادية المعروفة باسم “رؤية 2030” تهدف لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن هذا الخلاف بين السعودية والإمارات ليس الأول من نوعه في سياسات إنتاج النفط بعد اعتماد أبوظبي استراتيجية بيع أكبر قدر ممكن من الخام، قبل أن يجف الطلب العالمي.

والعام الماضي، تصاعد خلاف علني نادر بين السعودية والإمارات بشأن إنتاج النفط داخل تحالف “أوبك بلاس” المكون من 23 دولة.

ودعا وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الإمارات، إلى “التنازل والعقلانية” للتوصل إلى اتفاق قبل اجتماع عقد في يوليو 2021.

وجاء التصريح بعد رفض الإمارات لاتفاق يجري التفاوض حوله بين أعضاء تحالف “أوبك بلاس” حول تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الحالي باعتباره “غير عادل”.

وآنذاك، قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المزروعي، إنّ “مطلب الإمارات هو العدالة فقط بالاتفاقية الجديدة (..) وهذا حقنا السيادي أن نطلب المعاملة بالمثل مع باقي الدول”.
متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى