تجلى الخلاف بين محافظ تعز نبيل شمسان، ووكيل أول المحافظة القيادي في حزب الإصلاح (فرع الإخوان في اليمن) عبد القوي المخلافي، مشفوعا بمذكرات رسمية متبادلة بينهما بخصوص إيقاف المخلافي عن العمل على خلفية استقباله عبدالقادر الجنيد في مبنى السلطة المحلية، كونه مشرفا للمحافظة بتكليف من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
وسبق لـ “الشارع” أن تناولت في تقرير إخباري موسع، اليوم الأربعاء، حول استنساخ حزب الإصلاح نظام المشرفين في المحافظة لتأتي المذكرتين المتبادلتين بين المحافظ والوكيل تعزز ما حصلت عليه من معلومات.
وتؤكد المذكرة الصادرة عن محافظ تعز، أمس الأول (الاثنين)، إيقافه للوكيل المخلافي عن العمل بسبب تجاوزه اللوائح القانونية باستقباله عبدالقادر الجنيد كمشرف على المحافظة.
مذكرة المحافظ
وقال شمسان، في مذكرته، مخاطبا المخلافي، “بلغنا قيامكم يوم أمس (الأحد) الموافق 23/10/ 2022م باستقبال الدكتور عبدالقادر الجنيد في مبنى المحافظة وقمتم بتكليفه وتسليمه مكتب الوكيل المتوفي عبدالحكيم عون”.
وأضاف: “كما كلفتم مدير عام العلاقات العامة بالمحافظة بدعوة قيادات الأجهزة التنفيذية للحضور إلى مبنى المحافظة للقاء الجنيد بصفته مكلفا من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وهو ما لم نعلم عنه شيء، ولم نتلقى أي خطاب أو بلاغ رسمي كتابة أو تواصل تلفوني أو غيره بهذا الخصوص من قبل مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي”.
وتابع: “لما قمتم به من إجراءات خارج عن سلطتكم ومسؤولياتكم وبدون علمنا وموافقتنا، وفقا للدستور والقوانين النافذة، مما يعد قيامكم بمثل هذه الأعمال والتصرفات من قبلكم مخالفات وتجاوزات جسيمة للنظام والقوانين واللوائح تستوجب المسائلة”.
وقرر المحافظ في مذكرته إيقاف الوكيل المخلافي عن العمل “حتى يتم العرض والتوجيه من قبل السلطات المختصة”. وبعث بنسخة من مذكرته إلى مدير مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ومدير مكتب رئيس الوزراء، ووزير الإدارة المحلية.
بدروه رفع الوكيل المخلافي مذكرة ردا على محافظ المحافظة قال فيها: إن “عبدالقادر الجنيد وصل يوم الأحد إلى مدينة تعز، ونظرا لعدم تواجدكم بديوان عام المحافظة أثناء زيارتكم لمديرية المخا، فقد تم الاجتماع معه بحسب طرحه أنه مكلف من الرئاسة، وتم التعامل معه على هذا الأساس”.
غير أن الحفاوة والترحيب التي قوبل بها الجنيد لدى عودته إلى مدينة تعز من قبل ناشطين وقيادات في حزب الإصلاح ومسؤولين موالين لهم، تكشف زيف ادعاء المخلافي الذي روج حزبه إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الجنيد عاد إلى تعز بصفته مشرفا على المحافظة.
ويواصل المخلافي في مذكرته تبريره للموقف. مستغربا من تحسس المحافظ تجاه الموضوع والتسرع بتوقيفه عن العمل دون أي مسوغ قانوني، على حد قوله.
مذكرة الوكيل المخلافي
كما تضمنت مذكرة المخلافي عتبا على المحافظ لاتخاذ القرار دون الاستفسار منه. بحكم أنه يقوم بعمله اثناء عدم تواجده في ديوان عام المحافظة. مذكرا المحافظ بأن قرار تعيينه وكيل أول محافظة تعز صادر عن رئيس الجمهورية.
في حقيقة الأمر لم يكن استغراب المخلافي من تحسس المحافظ كما يزعم، بقدر تفاجئه بالموقف الذي يتخذه المحافظ لأول مرة، أمام عبث حزب الإصلاح وقيادته بمحافظة تعز. والتصرف بإدارتها وفقا للأجندات التي تخدم مصالح الحزب، بعيدا عن المحافظ والحكومة. وإلا كان الأجدى به بحكم التراتبية بالمسؤولية آلا يقدم على ترتيب وتسهيل الوضع للجنيد دون علم المحافظ. مالم يكن وحزبه مبيتين النية لترتيبات أخرى.
وتكشف هذه الخطوة التي أقدم عليها حزب الإصلاح، عن مسعاه في فرض محافظ جديد لتعز. مستبقا قرارات مجلس القيادة الرئاسي وفرضه كأمر واقع.
ولتأجيج الموقف أكثر دفع حزب الإصلاح صباح اليوم، بمجموعة من الجرحى لإغلاق بوابتي مبنى المحافظة وسكن المحافظ. في تصعيد يتخفى من خلاله وراء مطالب بدأها بالجرحى، وبالصورة التي وضحته “الشارع” في تقريرها سابق الذكر.
وأصدرت رابطة الجرحى في تعز، مساء اليوم، بلاغا نفت فيه علاقتها بما حصل أمام مبنى المحافظة باقتحامه وإغلاقه. ما يؤكد أن أوامر إغلاق مبنى السلطة المحلية وسكن المحافظ تقف وراءه قيادات حزب الإصلاح. ردا على قرار إيقاف المخلافي عن العمل وطرد الجنيد من مبنى المحافظة.
عقب طرده، غرد الجنيد، في حسابه على “تويتر” بالقول: “مجرد زيارة ورؤية تعز بعين طازجة.. لا ملف.. لا إدارة”. وكأنه شعر بالورطة التي وضعه فيها حزب الإصلاح.
وألحقها اليوم التالي بتغريدة أخرى قال فيها: “هناك دور لي وواجب عليَ…”. في إيحاء بصحة المزاعم والتسريبات التي تبناها حزب الإصلاح بخصوص تعيينه مشرفا على المحافظة.
وكان مصدر سياسي مطلع، أفاد “الشارع” في وقت سابق، اليوم، أن حزب الإصلاح في تعز يعمل على استباق قرارات مجلس القيادة الرئاسي المنتظرة. بتقديم شخصيات وتلميعها وتقديمها للرأي العام على أنها المناسبة لشغل منصب محافظ المحافظة.
وذكر المصدر، أن الجنيد من أبرز المرشحين لمنصب المحافظ إلى جانب آخرين يدفع بهم حزب الإصلاح في تعز.
وأوضح المصدر السياسي، أن الأحزاب السياسية في تعز لن تقبل بهذه المهزلة. أو تتعاطي مع قرارات تتجاوز تطلعات أبناء المحافظة في تصحيح الأوضاع على كافة المستويات.
كما شدد المصدر، على رفض الأحزاب لفكرة استنساخ نظام المشرفين الذي تنتهجه المليشيا الحوثية ولا يخدم استعادة الدولة ومؤسساتها المغيبة.
وأكد المصدر، على أن تعز تحتاج لإرادة سياسية، وقرارات تحدث تغييرات جذرية في الجوانب العسكرية والأمنية والخدمية والمعيشية.