بالأمس أطل القيادي الاصلاحي البارز صلاح باتيس بشعار انفصال محافظة حضرموت وتكوين دولة جديدة، لتلحقه أصوات إخوانية في أقصى الشرق في مقدمتهم القيادي الإخواني الموالي لجماعة الحوثي علي سالم الحريزي بدعوة مماثلة لانفصال المهرة المحاذية لسلطنة عمان.
أسابيع فقط تفصل بين خروج الرجلين اللذين ينفذان أجندة مشبوهة هدفها الرئيس الحفاظ على آخر معاقل الإخوان في جنوب اليمن والمتمثل في وادي حضرموت ومحافظة المهرة، خصوصا في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية المنادية بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى المنتشرة في المحافظتين والمعروفة بولائها لحزب الإصلاح ـ جناح الإخوان في اليمن.
الحريزي كان من ضمن قائمة كبيرة من القيادات الإخوانية التي أعلنت دعمها لمشروع بناء يمن اتحادي من عدة أقاليم، وتغنوا خلال فترات سابقة ببقاء الوحدة اليمنية والدولة الواحدة وعدم قبول فكرة الانفصال والتفكيك، أصبح اليوم يقود مشروعا انفصاليا بعد تغير المعادلة السياسية وإزاحة حزب الإصلاح من قيادة الشرعية وكذا تغير خارطة تمركز القوى على الأرض وانهيار وانحسار مناطق نفوذ الحزب في الكثير من المواقع كما حدث في محافظتي أبين وشبوة.
تصريحات الحريزي الأخيرة و تهديد مجلس قيادة الرئاسة ومناداته بانفصال محافظتي المهرة وسقطرى، وتشكيل دولة جديدة أطلق عليها اسم الدولة المهرية، ليست مصادفة أو وليدة اللحظة وإنما جاءت ضمن مخطط إخواني لإفشال التحركات الشعبية المنادية برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى المتمركزة في المهرة ووادي حضرموت.
المساندة الإعلامية الكبيرة للقوات اليمنية التابعة والممولة للإخوان والحوثيين تكشف مدى التنسيق الكبير الداعم للتحركات التي يقودها الرجل في المهرة، من زعزعة الأمن والاستقرار واستهداف جهود الحكومة اليمنية ومحاولة عرقلة الدعم والجهود المقدمة من دول تحالف دعم الشرعية في مقدمتهم السعودية.
مراقبون يرون أن دعوة الحريزي ليست منعزلة عن دعوة باتيس في وداي حضرموت، فكلاهما يندرج ضمن مخطط إخواني حوثي، ظاهره مطالب حقوقية وباطنه أهدف وأجندة تخريبية وإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار.
وأشاروا إلى أن التحالف الإخواني ـ الحوثي يرى أن خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من المهرة ووادي حضرموت سيمثل نهاية لمشروعهم الذي اعتمد لسنوات على نهب الثروات والتهريب واستهداف جهود الشرعية اليمنية والتحالف الداعم لها في المحافظات اليمنية المحررة.
استماتة الحوثيين لإبقاء الحريزي في المهرة ليس بغريب، فالرجل إلى جانب كونه قياديا إخوانيا بارزا، عرف أيضا بعلاقته الوطيدة مع الجماعه الحوثية التي تقدم له الدعم اللوجستي والمالي وحتى الإعلامي للاستمرار في إثارة الفوضى والفتن وإقلاق السكينة العامة تحت مسميات مختلفة بينها ما يسمى رئيس لجنة الاعتصام السلمي .
اسم الرجل ذكر في الكثير من التحقيقات الأمنية التي أجريت مع عناصر خلايا تهريب أسلحة ومخدرات تم ضبطهم من قبل الأجهزة الأمنية بمساعدة قوات التحالف خلال السنوات الماضية، معظم العناصر كشف أن الحريزي يقود مافيا التهريب لصالح الجماعه الحوثية عبر تأمين طرق وتسهيل الدخول لمناطق المهرة والعبور بها صوب مناطق وادي وصحراء حضرموت التي تتمركز فيها أيضاً قوات عسكرية تابعة للمنطقة الأولى وصولاً إلى مناطق خاضعة لسيطرة ذراع إيران.
خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من المهرة ووادي حضرموت، وإرسالها لجبهات القتال لمواجهة الحوثيين ضمن ما تم الاتفاق عليه في مشاورات الرياض، هي النقطة التي يخشى الإخوان والحوثيون تنفيذها ويحاولون جاهدين تعطيلها وتأخيرها عبر إطلاق مشاريع الانفصال وحتى تقديم دعم عسكري للحوثي لاستهداف المنشآت النفطية في المحافظات الجنوبية.
مغادرة قوات المنطقة الأولى لمواقعها وتسليمها لقوات محلية من أبناء المحافظة ستكون نهاية حتمية لعمليات نهب الثروات وإنهاء عمليات التهريب بشكل كامل عبر سواحل ومنافذ المهرة.
المجلس الانتقالي الجنوبي في المهرة، وعبر بيان سياسي له، أكد دعوات استكمال تنفيذ اتفاق ومشاورات الرياض المتعلقة بنقل قوات المنطقة العسكرية الأولى في كلٍ من المهرة وحضرموت إلى خطوط المواجهة مع المشروع السلالي الطائفي الحوثي، قابلها إطلاق بعض الأصوات النشاز في هاتين المحافظتين ممثلة في وكلاء قوى الهيمنة بأجنحتها الإخوانية والحوثية للمطالبة بدولة المحافظة بعد أن كانوا يتغنون بما يسمى مشروع اليمن الاتحادي.
وأكد المجلس الانتقالي، في بيان، ما يشير بوضوح إلى الأيادي الخفية التي تحاول جر المحافظة إلى صراعات داخلية تمنعها من تحصيل مكانها ومكانتها التي تستحقها، معبرا عن استهجانه لخطاب أصحاب المشاريع الممولة وتناقضاتهم وتقلباتهم من يمن اتحادي إلى دولة المحافظة مع استمرار تحريضهم ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الشريك في الشرعية التوافقية المبنية على مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض وتحركاتهم المضادة للتحالف العربي.
وأبدت قيادة المجلس الانتقالي في المهرة استغرابها من الصمت المطبق من السلطات المحلية والجهات المختصة عن هذه الأعمال المشبوهة والمهددة للاستقرار في المحافظة والإقليم، مجددة التأكيد على رسالتها الواضحة والموجهة إلى الجهات المحلية والدولية والإقليمية الراعية للتسوية والمتضمنة مطلب أبناء المهرة العاجل والمتمثل في نقل قوات المنطقة الأولى إلى الجبهات وخطوط التماس مع الجماعه الحوثية، وتمكين أبناء محافظة المهرة من إدارة كافة شئون محافظتهم المدنية والعسكرية وإيجاد معالجات جذرية للتردي الاقتصادي.
متابعات