خطوة جديدة لـ”الغسيل الرياضي”.. أرامكو السعودية ترعى مباريات الكريكت العالمية

لا يزال عملاق السعودية النفطي “أرامكو” يتوسع في مجال رعاية الأحداث الرياضية، كأحد أبرز سبل تبييض سمعة المملكة وولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في الخارج عبر ذراع الاستثمار الرياضي، وفق تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

وبدأت “أرامكو” اتفاقا لرعاية العديد من بطولات الكريكيت الدولية الكبرى، بما في ذلك بطولة كأس العالم للرجال في الهند العام المقبل، وذلك بموجب صفقة بين الشركة السعودية ومجلس الكريكيت الدولي ومقره دبي.

وفي بيان صحفي مشترك الجمعة، قال الطرفان إن الشراكة “تعكس تركيزا مشتركا على الاستدامة والابتكار”.

وبموجب الاتفاقية، ستقوم “أرامكو” برعاية الفعاليات الرياضية التي ينظمها المجلس حتى نهاية 2023.

الكريكيت استثمار ضخم

وتتمتع لعبة الكريكيت بشعبية جارفة في الهند وباكستان، لا سيما في الأولى، وتضم استثمارات ضخمة قد تتفوق على بطولات كبرى لكرة القدم، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفي تقرير سابق، قالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية إن المناقصات المحتدمة لحقوق بث مباريات بطولة الكريكيت الأكثر مشاهدة في الهند، جعل بثها أكثر تكلفة من مباريات الدوري الإنجليزي.

وينقسم المبلغ الإجمالي إلى 15.1 مليون دولار لكل مباراة، وفقا لمجلس مراقبة لعبة الكريكيت، وبالمقارنة فإن حقوق بث كل مباراة في حقوق الدوري الإنجليزي الممتاز تبلغ 11 مليون دولار.

وتفوّق الدوري الهندي الممتاز للكريكيت كذلك على أكبر بطولات البيسبول والسلة في الولايات المتحدة، لكنه مع ذلك لا يزال أقل من دوري كرة القدم الأمريكية (NFL)، الذي تبلغ تكلفة بث كل مباراة فيه 17 مليون دولار.

غضب بيئي

 وأشارت “فايننشال تايمز” إلى أن الصفقة تأتي بعد أيام من إعلان شركة “شل” ومقرها المملكة المتحدة عن شراكة مدتها ثماني سنوات مع “British Cycling”، وهي الهيئة الحاكمة للرياضة في المملكة المتحدة، وهي الصفقة التي قوبلت بانتقادات حادة من المجموعات البيئية.

وتفوقت “أرامكو” السعودية، التي تلقت دعما بارتفاع أسعار النفط، على شركة “آبل” هذا العام باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم.

ولدى “أرامكو” حاليا صفقات تجارية مع الدوري الهندي الممتاز، و”فورمولا 1″، وجولف السيدات.

ولا تزال الحكومة السعودية أكبر مساهم في الشركة؛ حيث تمتلك 94% من أسهمها، بعد أن أدرجت ما يقل قليلا عن 2% من الأسهم في الرياض في عام 2019 ، ثم نقلت 4% أخرى إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي هذا العام.

ولفت التقرير إلى أنه، في العام الماضي، اشترى الصندوق السيادي السعودي نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم مقابل ما يزيد قليلاً عن 300 مليون جنيه إسترليني، وخصص ملياري دولار لبطولة “ليف جولف” العالمية.

وقال صندوق الثروة السيادية مؤخرًا إنه خصص أكثر من ملياري دولار هذا العام لرعاية طويلة الأجل مع أندية كرة القدم.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان مثل هذه العقود ووصفتها بـ”الغسيل الرياضي”، متهمة المملكة باستخدام رعاية الأحداث الشعبية لصرف الانتباه عن السجل الأسود لحقوق الإنسان في البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن تلك الصفقات أغضبت كذلك الجماعات البيئية؛ حيث قالت منظمة “السلام الأخضر” إن شركات النفط الكبرى إلى الرياضة باعتبارها وسيلة لغسل ممارساتها ضد البيئة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى