ووفقاً للحميدي فقد “اعتقل عدد من الناشطات الحقوقيات وتم التحقيق معهن وإخفاؤهن قسراً قبل أن يطلق سراحهن وما تزال الفنانة انتصار الحمادي مثالاً حياً على السلوك الحوثي الإجرامي بحق اليمنيات الفاعلات متحدين الأعراف والعيب الأسود في العرف اليمني الذي يجرم الاعتداء على المرأة أو الإساءة لها”.
بناء صورة المرأة
ومنذ سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء اتسمت معاملتها مع الناشطات “بالعنف والترهيب سواء من خلال تفتيش المقتنيات الخاصة واقتحام المنازل أوالاستدعاءات الليلية والإخفاء القسري”.
ويكشف الحميدي أن سجون الحوثي تضج بأكثر من 300 امرأة معتقلة ما بين ناشطات وغيرهن، ويتجاوز العدد للمعتقلات من فئة النساء 1500 امرأة وهو كما يقرأ مسعى حوثي لإعادة بناء تصور معين للمرأة وفق منظور الجماعة الفكري والديني.
اعتداءات جسيمة
بحسب فريق الخبراء الدوليين البارزين المكلفين ملف اليمن في سبتمبر (أيلول) الماضي، فإن هناك ما يزيد على 300 امرأة وفتاة تعرضن للعنف والترهيب من قبل الحوثيين، فضلاً عن تفاقم التهديدات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والاتهامات بالدعارة، كمحاولة لإضفاء شرعية على ممارساتهم عبر تلك الاتهامات.
الدعارة للتشويه والعزل
تتعدد الانتهاكات الحوثية بحق المرأة، منها القتل والاختطاف والتعذيب، والاعتداء اللفظي والجسدي والجنسي، إضافة إلى حرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز، وعدم الإفراج عنهن إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة، وأخذ التعهدات الخطية بعدم المشاركة في أي فعالية مطلبية.
كما تستخدم اليمليشيا اعتقال أقارب النساء بدلاً منهن في بعض الأحيان، وتعمد إلى تلفيق تهم “الدعارة إلى بعض المعتقلات بهدف عزلهن عن المجتمع وإطالة أمد احتجازهن”.
وكانت الرابطة الإنسانية للحقوق في اليمن قد استعرضت على هامش انعقاد الدورة الـ 51 في مدينة جنيف السويسرية ما تتعرض له النساء المعتقلات من أنواع التعذيب في سجون الحوثيين، مشيرة إلى أن الميليشيات الحوثية اختطفت 1700 امرأة يمنية أغلبهن في العاصمة صنعاء، وذلك خلال الفترة من أغسطس (آب) 2015 وحتى الشهر ذاته في العام الجاري 2022.
ولدورها الحقوقي حصلت العرولي منتصف يونيو (حزيران) الماضي، على درع التميز الذهبي 2022 برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، لمشاركتها في مؤتمر المرأة العربية في دبي، حول دور المرأة في التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية.
متابعات