في ذكراها ال60: الانتقالي والحوثيين يتشاركان العداء لثورة ٢٦ سبتمبر!!

كان الاحتفاء بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مجرد يوم عطلة رسمية وخطابات لا يشعر بصدقها أحد، ولكن منذ أن شعر اليمنيون بالخطر الذي يحدق بمنجز الثورة، التي أعادت لليمنيين حقوقهم ودفئ الكرامة الإنسانية، انتقلت احتفالات المواطنين من شاشة التلفزيون والخطابات الرسمية المملّة إلى حالة احتفاء شعبي وطقس اجتماعي يحتفي به الشعب في القرى والمدن داخل اليمن وخارجه.

فريقان من المكونات السياسية اليمنية التي تتقاسم السيطرة على جزء كبير من تراب البلاد، يشاركان هذه المرّة بإظهار العداء لذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، حيث منعت جماة الحوثي الكثير من مظاهر الاحتفاء الشعبي، وكذلك المجلس الانتقالي في الجنوب.

في هذا السياق، يقول الصحفي والكاتب السياسي، محمد المياحي: “بعد 8 سنوات من الحرب تصاعد إحساس الناس بفكرة الثورة والجمهورية، إلى أن بلغ هذا المستوى الرهيب، وهو الاحتفال الذي لم يحدث، طوال 60 عاما”.

ووصف ما حدث ليلة ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بأنه “ليس مجرد احتفاء بثورة حدثت قبل 60 عام بل ثورة موازية، وكأن سبتمبر بلغت ذروة اكتمالها”.

واعتبر أن “ثورة سبتمبر هي كأي ثورة في التاريخ وعيد وطني كبير، لكن هذا المستوى من الزخم لم يحدث في أي عام من أعوام الثورة، وهذا مؤشر حساس بأن المجتمع بلغ ذروة الجاهزية للتخلص من النقيض التاريخي للجمهورية”.

وقال: “نحن أمام أروع مستوى لاكتمال الفكرة، حيث الوجدان الجماهيري في حالة تهيؤ تام لتمثيل فكرة الجمهورية والثورة بأعلى مستوياتها، ولم يتبقى لنا الآن سوى حامل واقعي يترجم هذه القوة الواقعية التي تمثل أقوى سلطة، وأقوى قدرة تحشيدية، ما كان بإمكانها أن تلمّ الناس حول فكرة جمعية بهذا المستوى”.

وأضاف: “بعد 8 سنوات من الحرب، كنا نعتقد بأن المجتمع قد فقد كل مسلّماته، فانهارت جميع اليقينيات، وأصبح مجتمعا تائها ومفككا، لكنه فاجأهم الشارع اليوم بأنه مازال متمسكا بقيمة عليا”.

وأشار إلى أن “سبتمبر هو مصدر كل المعاني الخالدة، وهو الثابت الوحيد الذي يقف عليه، في ظل حكم قوى لا تعود إلى إرادة الشعب، ودون الاكتراث له ولمصالحه، ومع ذلك يحيَّد كل هذه القوى ويتمسك بقيمة معنوية”.

ويرى أنه “لا توجد عظمة أكبر من عظمة شعب جائع وخائف، ومع هذا يخرج بهذا المستوى الجماهيري المهيب للاحتفاء بقيمة معنوية”،
مشيرا إلى أن “هذا يعد أقدس من كل الاعتبارات الأخرى”.

وفي حديثه عن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي، لفت المياحي إلى أن “موقف المجلس الانتقالي، المدعوم من الامارات، من ثورة ال ٢٦ من سبتمبر يعكس حالة التيه السياسي إزاء هذا الفصيل، لأن الاحتفاء بذكرى هذه الثورة التي جاءت بالجمهورية يمثل عامل قوة حتى للمشروع الانفصالي نفسه”.

وقال: “الشمال الآن تحت سيطرة الحوثي نقيض الجمهورية، والانتصار لقيمة الجمهورية في الشمال هو انتصار لقيمة الجمهورية في الجنوب، لكن السلوك السياسي للمجلس الانتقالي مفصول عن البُعد الفكري الذي يمنحه ثباتا وقوة”.

وأوضح أن “تفريط المجلس الانتقالي في عامل القوة الأساسي سيقتله في مشروعه، بل إنه مأسور في المناكفات السياسية، بل إنه ذهب أبعد من ذلك لقول إن الجنوب ليس يمنيا، وإنما جنوبا عربيا”.

من جهته، يقول المحلل السياسي محمد بلفخر: “هذه المناسبة العظيمة تأتي للشعب اليمني اليوم بعد أن كان قد اختفى صوتها وبريقها طيلة السنوات الماضية بفعل فاعل، وبظروف متعددة حاولت الإجهاض عليها هنا أو هناك”.

وأضاف: “جاء هذا العيد الوطني وشاهدنا الناس متشوّقة وبشكل كبير، وهذه المناسبة العظيمة، وإن خذلها البعض وحاول التلاعب بها الخصوم سبتمبر بدل سبتمبر- وضياع العاصمة، ثم ضياع العاصمة المؤقتة، وشرعية مشتتة، لم تحتفل في عاصمتها المؤقتة”.

وأكد أن “هذه الثورة ستبقى خالدة وباستمرار، وإن خذلها القادة السياسيون الذين تمزّقوا يمينا ويسارا، وارتهن الكثير منهم لمشاريع، الهدف منها التقليل من رمزية الأعياد الوطنية والرموز الوطنية”.

وأشار إلى أن “الحكومة الشرعية هي من شرعنت تواجد مليشيات في عدن، وهذه المليشيات ليس هدفها القضاء على ثورة سبتمبر، وإنما هدفها القضاء على الوطن بأكمله، مع أن هذه الثورة كانت ملهمة لثورة ال14 من أكتوبر”، لافتا إلى أن “الثوار الأوائل في أكتوبر على الرغم من اختلافهم مع اليمن الشمالي وخروجهم، إلا أنهم كانوا يعترفون بفضل سبتمبر فيما وصلوا إليه”.

وحمّل من أوصلوا المليشيات في عدن إلى المشروعية، التي تمنحهم صلاحية عمل ما يشاءون، مسؤولية ما يعيشه اليمن اليوم.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى