لماذا يتغير سلوك النساء قبل الدورة الشهرية؟.. العلم يجيب

لعدة عقود، كانت متلازمة ما قبل  الحيض (PMS) تُعتبر عبئًا لا مفر منه من خصائص النساء، تتضمن تقلبات المزاج، والتعب، والتهيج، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتي تظهر خلال الأسبوعين قبل الدورة الشهرية. لكن بحسب عالمة النفس سارة إي. هيل، مؤلفة كتاب دماغ الدورة الشهرية، ما نطلق عليه PMS ليس “متلازمة” بالمعنى المرضي، بل هو استجابة طبيعية بيولوجية لتغيرات هرمونية قوية تُعد الجسم للحمل المحتمل.

وخلال النصف الثاني من دورة المرأة؛ وهو ما يعرف بالمرحلة الأصفرية أو الطور الأصفري، ترتفع مستويات هرمون البروجسترون بشكل كبير، بينما ينخفض هرمون الإستروجين. ويؤدي البروجسترون إلى إفراز مادة كيميائية مهدئة في الدماغ تُدعى ألوبريجنانون (allo)، التي تبطئ نشاط الدماغ وتساعد على الاسترخاء. هذا التغير يجعل النساء يشعرن بالتعب، أو الانطوائية، أو العواطف المكثفة، ليس لأن هناك خللًا، بل لأن الجسم يوفر الطاقة استعدادًا لاحتمالية حدوث الحمل.

القلق والشهية المفتوحة

لكن لدى بعض النساء، قد يظهر هذا التغير الهرموني على شكل حزن أو قلق. وتشير الأبحاث إلى أن البروجسترون يزيد من حساسية الدماغ تجاه المخاطر المحتملة، بما في ذلك التوترات العاطفية والعلاقات. قد تصبح المرأة أكثر وعيًا بالمشاعر السلبية أو أكثر تأثرًا بالنقد، وهو رد فعل طبيعي لحماية نفسها في فترة تكون فيها أكثر عرضة للخطر.

وبيولوجيًا، تحتاج النساء إلى  سعرات حرارية أكثر في هذه المرحلة، إذ يحرق الجسم حتى 11% طاقة إضافية مقارنة بالفترة الأولى من الدورة. وهذا يفسر الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الشهية، حيث يطالب الجسم بمزيد من الوقود. وعندما تتجاهل النساء هذه الإشارات من خلال الحمية القاسية أو التمارين المفرطة، قد تزداد أعراض PMS سوءًا.

وتزداد أيضًا حدة بعض المشاكل الصحية مثل الصداع النصفي، والربو، ومرض القولون العصبي خلال هذه الفترة، وهو ما يُعرف بتفاقم ما قبل الحيض (PME). كما يؤثر البروجسترون على كيفية معالجة الجسم للأدوية، مما يعني أن تأثير الأدوية قد يختلف باختلاف مراحل الدورة الشهرية.

وترى الدكتورة هيل أن شعور PMS بأنه “متلازمة” هو نتيجة لمحاولة النساء مقاومة طبيعة أجسادهن بدلًا من دعمها. فبالاستماع إلى الجسم من خلال تناول الأطعمة المغذية، والراحة، وممارسة التمارين اللطيفة، والتعرض لأشعة الشمس، يمكن تخفيف الانزعاج واستعادة التوازن.

في النهاية، الـPMS ليست خللًا في الجسم الأنثوي، بل إيقاع بيولوجي يرشد النساء إلى التريث، وحماية أنفسهن، والاستعداد لدورة جديدة من التجديد.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى