لماذا يجب ألا يتخطى الرجال يوم تمارين الساقين؟ العلم يجيب

على مدى سنوات، ركّزت تمارين الرجال على الجزء العلوي من الجسم، سعيًا وراء المظهر العضلي العريض على شكل حرف (V). لكن خبراء  اللياقة وأحدث الأبحاث يؤكدون أن الأساس الحقيقي للقوة، ولصحة طويلة الأمد،يوجد في الساقين والعضلات الألوية (الغلوتس).

ويقول الدكتور جون غالوتشي، الرئيس التنفيذي لمركز Jag للعلاج الطبيعي لموقع “ناشونال جيوغرافيك” “معظم الرجال يهملون عضلاتهم الأساسية والسفلية”، موضحًا أن ” عضلات الجزء العلوي هي عضلات العرض، أما عضلات الجزء السفلي فهي عضلات الأداء”. ويضيف المدرب الرياضي مايكل بوب أن الساقين والغلوتس ضروريان للتوازن والثبات والحركة اليومية.

وتُظهر الدراسات أن قوة العضلات السفلية، وخصوصًا الألوية، تلعب دورًا محوريًّا في الشيخوخة الصحية. فبعد سن الثلاثين يبدأ الرجال بفقدان الكتلة العضلية وكثافة العظام، ما يزيد خطر الإصابات وآلام الظهر وضعف الحركة. وتشير أبحاث نُشرت في مجلة Frontiers in Physiology إلى أن تمارين المقاومة لا تدعم الحركة فحسب، بل قد تساعد أيضًا على الحفاظ على صحة الهرمونات، إذ يمكن أن ترفع مؤقتًا مستويات هرموني النمو والتستوستيرون.

كما تساعد العضلات الألوية القوية على الوقاية من السقوط وحماية العمود الفقري، فهي تثبّت الحوض والجذع وتحافظ على استقامة الظهر. أما ضعف عضلات الورك والساقين فيؤدي إلى اختلال التوازن وزيادة الضغط على أسفل الظهر. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، فإن واحدًا من كل أربعة بالغين فوق 65 عامًا يتعرض للسقوط سنويًا، وهو أمر يمكن تقليصه عبر تمارين القوة.

ولا يقتصر دور الساقين القويتين على الوقاية من الإصابات؛ بل هما أساس الأداء الرياضي. فكل حركة تقريبًا، من ضرب كرة الغولف إلى إرسال كرة التنس، تبدأ من الساقين. كما يقول غالوتشي: “لا يوجد رياضة لا تعتمد على عضلات الورك والساقين من أجل التوازن”.

وينصح الخبراء بتمارين تستهدف العضلات السفلية مثل القرفصاء المنقسمة، وصعود الدرج بقدم واحدة، وجسور الألوية، وتمارين الـ Clamshells لتقوية العضلات الداعمة الصغيرة. ويجب على المبتدئين البدء بتمارين وزن الجسم والتركيز على التقنية قبل إضافة الأوزان.

في النهاية، تمنح تمارين الجزء السفلي من الجسم أكثر من مجرد مظهر رياضي، فهي تعزز صحة العمود الفقري والتوازن والأداء الرياضي وحتى الهرمونات. وكما يلخص بوب: “ابدأ بخفة، ركّز على التقنية، وواصل التدرج. أي مقاومة أفضل من لا شيء.”

متابعات