أنواع الغرق وطرق الإسعافات الأولية لإنقاذ المصاب

في الوقت الذي يُعد فيه الغرق أحد أكثر الحوادث المأساوية التي تفجع الأسر حول العالم، يواصل المجتمع الدولي جهوده للحد من هذه الظاهرة التي تُودي بحياة الآلاف سنويًا.
إعداد: إيمان محمد
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يُسجل نحو 300 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب الغرق، معظمها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تفتقر المجتمعات إلى سبل الحماية والوعي الكافي بأساليب الوقاية والإسعافات الأولية.
أنواع الغرق
يُعرف الغرق طبيًا على أنه “حالة اختناق ناتجة عن انغمار الجسم في سائل، تؤدي إلى اضطراب تنفسي”، وتتراوح نتائجه بين الوفاة، أو الإصابة بمضاعفات، مثل تلف دماغي بسبب نقص الأكسجين، أو النجاة دون مضاعفات صحية”، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ويُقسم الأطباء حالات الغرق إلى أنواع رئيسية حسب طريقة التأثير على الجسم، كما يلي:
الغرق الرطب (Wet Drowning)
وهو الشكل الأكثر شيوعًا، يحدث عندما يدخل الماء مجرى التنفس والرئتين، مما يؤدي إلى انسداد الحويصلات الهوائية، وتجمع السوائل داخل الرئة، وفشل في عملية تبادل الأكسجين. هذه الحالة تتطلب تدخلاً طبيًا سريعًا، وإلا ستؤدي إلى تلف دماغي بسبب نقص الأكسجين خلال دقائق.
الغرق الجاف (Dry Drowning)
حالة نادرة، لكنها خطيرة. لا يدخل الماء إلى الرئتين فعليًا، بل يؤدي تشنج الحنجرة إلى إغلاق الممرات الهوائية بالكامل كرد فعل دفاعي من الجسم. ينتج عن ذلك منع الهواء من الدخول إلى الرئتين، ويحدث الاختناق رغم عدم امتلاء الرئتين بالماء. قد لا تظهر الأعراض فوراً، وقد تتطور خلال دقائق أو ساعات، ما يجعل التشخيص المبكر حيوياً.
الغرق الثانوي (Secondary Drowning)
يُشار إليه أحيانًا بـ”الاختناق المتأخر”، ويحدث عندما يدخل القليل من الماء إلى الرئتين دون أن يسبب أعراضاً فورية. لكن مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى التهاب وتحسس رئوي قد يتطور إلى احتباس سوائل تسبب صعوبة في التنفس حتى يتعرض الشخص للوفاة إن لم يُعالج. لذلك يُنصح بمراقبة الشخص بعد النجاة من الغرق لعدة ساعات.
الغرق القريب (Near Drowning)
ويُقصد به أن الضحية نجت من الغرق لكنها تعرضت لنقص حاد في الأكسجين قد يسبب مضاعفات عصبية، تنفسية أو قلبية. لذلك يجب متابعة الحالة والعلاج في المستشفى، إذ قد تظهر الأعراض بعد ساعات من الإنقاذ مثل التعب الشديد، السعال، صعوبة التنفس.
الغرق في المياه المالحة مقابل المياه العذبة
في بعض الحالات، تختلف آثار الغرق بحسب نوع المياه. فـالمياه المالحة قد تؤدي إلى سحب السوائل من الدورة الدموية إلى الرئتين، مما يُسبب وذمة حادّة، بينما تؤدي المياه العذبة إلى امتصاص السوائل إلى مجرى الدم، مما قد يسبب اضطرابات في كهرباء القلب. ورغم أن هذه الفروق الكيميائية لم تعد محورية في الإنعاش، إلا أنها تُعد مفيدة للفهم العلمي للحالة.
من هم الأكثر عرضة للغرق؟
أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون نحو ربع حالات الوفاة غرقًا عالميًا. كما تعد الفئة العمرية من 1 إلى 14 عاماً من أكثر الفئات تأثراً، إذ يعد الغرق السبب الثالث للوفاة غير المتعمدة بين الأطفال.
وتشير الدراسات إلى أن الذكور أكثر عرضة للغرق بمعدل يزيد على الضعف مقارنة بالإناث، نتيجة سلوكيات أكثر خطورة مثل السباحة بمفردهم.
عوامل خطر تسبب الغرق
بحسب تقرير نشرته جمعية القلب الأمريكية، فإن ثمة عوامل أخرى تزيد خطر الوفاة غرقاً مثل:
-
الفقر: يعيش كثيرون في بيئات يضطرون فيها لاستخدام مصادر مياه مكشوفة كالبرك والأنهار، مما يزيد خطر الغرق.
-
المهن المعرضة للمخاطر: مثل الصيادين، حيث تقدر منظمة الأغذية والزراعة أن أكثر من 32 ألف صياد يلقون حتفهم سنويًا.
-
الكوارث المناخية: الغرق يمثل 75% من الوفيات الناتجة عن الفيضانات. كما تؤدي موجات الحر إلى لجوء الناس للمياه لفترات طويلة، مما يرفع معدلات الحوادث.
-
الهجرة عبر طرق بحرية خطرة: خاصة في ظل النزاعات أو الكوارث، حيث يسافر كثيرون في مراكب متهالكة غير مجهزة.




