الابتلاء يُعلم الصبر

بقلم/مايا الهواري

الصمت يولد الإنصات، لأنه بشكل طبيعي تلقائي عندما يصمت المرء فإنه يزيد تركيزه ويبدأ بالإنصات، وعند تفاعل الاثنين يبدأ دور الملاحظة، وهذه الحواس الثلاثة (الصمت والإنصات والملاحظة) عند تفاعلها معاً يبدأ دور الفكر وتبدأ التساؤلات تأخذ دورها كيف ولماذا وماذا، فعندما يُبتلى الإنسان ولا يتذمر ويكون قد امتلك ذكاءً عاطفياً ويقيناً بأن ما أصابه مكتوب عليه فإنه يلجأ للصمت ومن ثم الإنصات فيما ابتلي، وبعدها يلاحظ ما جرى له ليبدأ دور الفكر بالبحث والتمحيص بسبب الابتلاء، وما الحكمة منه، وكيفية الصبر على ذلك، وهنا يبدأ الرضى يدخل قلبه، وعندما يذهب الابتلاء يقول الإنسان في نفسه لقد صبرت، ويتعجب من نفسه كيف صبر وتحمل ما جرى، ويشكر ربه على ذلك، فهو بذلك تعلّم الصبر بشكل غير مباشر، لذلك بعض الأشخاص يمر عليهم الابتلاء وكأنهم صم بكم، فالفطنة والحكمة لا تؤتى إلا لمن يشاء (ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)، فالحكمة أن ما يمر في هذه الحياة ليس عبثاً، إنما مكتوب، ومن ورائه درس يتعلمه المرء، فيكتسب منه العبرة والحكمة التي تكون منارته في الحياة، وإن اليقين بالله وامتلاك المرء الذكاء العاطفي ومهاراته يجعله يدرك ما يمر به، وأنه درس من دروس الحياة يأخذ منها الموعظة، وأن الابتلاء هو نعمة من الله وليس نقمة، ومن خلاله يتعلم المرء الصبر على ما أصابه.

نستنتج مما سبق أن كل ما يجري في هذه الحياة مكتوب، له زمان ومكان وأشخاص معينون، وما على الإنسان إلا الصبر على ما أصابه والتعلم منه ليرضى ويعيش الحياة بكل يقين، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، فالصبر مفتاح الفرج.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى