يدخل الزبون مطعماً لطلب طعام معين فيأتيه طلب آخر، هذا ما يحدث بالفعل في مطعم «الطلبات الخاطئة» في اليابان، الذي قام بتوظيف موظفين مصابين بالزهايمر، ما عدا الشيف وبالطبع «الكاشير». وحين يطلب الزبون طبقاً ينسى الموظف ما طلبه، فيأتيه بطبق آخر حسب ما تمليه عليه ذاكرته، وهكذا صار الناس يذهبون لهذا المطعم من باب التسلية لمعرفة ماذا سيأكلون اليوم، أو من باب دعم هذه الفئة من كبار السن، كي يستمر المطعم في العمل.
الأمر ليس ببعيد عن القطيف في المملكة العربية السعودية، إذ فتح حسين الشبركة وزوجته أرينا، وهما من فئة الصم، مطعماً إيطالياً بطاقم كل أفراده من ذوي الإعاقة السمعية، وهي التجربة الأولى من نوعها والتي أثبتت نجاحها الآن بعد أشهر من الافتتاح.
كما يوجد في الكويت مطعم يستهدف شريحة أساسية وهي «المكفوفون»، إضافة إلى شريحة أخرى تريد التعرف إلى معاناة المكفوفين أثناء تناولهم طعامهم في الظلام وما يعانونه من مصاعب، إذ يدخل الزبون المطعم وسط الظلام الدامس ليستشعر مشاعر المكفوفين أثناء تناولهم وجباتهم.
هذه تجارب تعنى بفئات مهمة في المجتمع تمتلك كثيراً من الإبداع وتحمل قصصاً ملهمة عاشتها طوال فترة حياتها وتجارب تثري من يسمعها ويتعرف إليها، فما عاناه ويعانيه ذوو الهمم من مختلف الإعاقات، سواء كان في المراحل المدرسية أو الجامعية أو في فترة البحث عن الوظيفة المناسبة ومزاولتها أو الزواج، كلها تجارب من شأنها أن تثري تجارب الآخرين، حتى من غير ذوي الإعاقة، إضافة إلى نجاحاتهم في كل مجالات الحياة برغم كل الصعوبات والتحديات، الأمر الذي يعد إلهاماً كبيراً لغيرهم ويبث في النفوس الأمل والإصرار الكبيرين.
هذه التجارب وغيرها التي تستهدف وتوظف ذوي الهمم تتيح للزبائن والمهتمين التعرف إلى كل هذه القصص والتجارب عن قرب وفي الوقت ذاته تُشعر ذوي الهمم بأهميتهم ودورهم البارز في المجتمع من خلال انخراطهم في سوق العمل وتخصيص وظائف تتناسب مع إمكاناتهم ومواهبهم وتخصصاتهم.