خبراء يكشفون منشأ الأورام.. هل يمكن وأد السرطان في مهده؟

رغم التقدم الطبي الهائل عالمياً، لا يزال السرطان واحداً من أكثر الأمراض غموضاً وخطورة، لكن بعض الباحثين يؤكدون أن الفهم الدقيق لأسباب ظهوره قد يفتح الباب أمام الوقاية منه قبل أن يتفشى.

ويوضح الدكتور فلاديمير إيفاشوف، اختصاصي الأورام، أن منشأ المرض يكمن غالباً في طفرات خلوية تحدث داخل الجسم. ويؤكد أن الخلايا السرطانية تفقد القدرة الطبيعية على “الموت المبرمج”، ما يسمح لها بالنمو المستمر والتحوّل إلى أورام خبيثة. وفي كثير من الحالات، تحدث هذه الطفرات بشكل عشوائي دون وجود عامل مباشر.

لكن هل يمكن الحدّ من هذه الطفرات؟ يقول الدكتور إيفاشوف إن تبنّي نمط حياة صحي وتناول نظام غذائي متوازن قد لا يمنع السرطان بنسبة 100%، لكنه يقلّل بشكل كبير من احتمال ظهوره، خاصة إذا اقترن بإجراء الفحوصات الوقائية بشكل دوري.

وتشير الدكتورة ليودميلا سوخوروكوفا، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي، إلى أن بعض المكونات الطبيعية في الغذاء قد تلعب دوراً وقائياً. وتسلّط الضوء على عشبة الشبت بوصفها من أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية. فالشبت يحتوي على مزيج نادر من المغذيات النباتية، من بينها مركبات “روتين” و”كيرسيتين” (Quercetin)، إضافة إلى فيتامين Р، وهي عناصر تسهم في تقليل الالتهابات وطرد السموم من القولون، ما يمنع تحوّل الخلايا إلى خلايا سرطانية.

وتوصي سوخوروكوفا بإدراج الشبت ضمن النظام الغذائي اليومي، ليس فقط لنكهته الفريدة، بل لقدراته الصحية اللافتة في مكافحة المواد المسرطنة وتعزيز المناعة.

وفي تطور واعد، يعمل العلماء الروس على ابتكار لقاحات متطورة تستهدف أنواعاً مختلفة من الأورام. من أبرز هذه اللقاحات “Enteromix”، الذي طوّره المركز الوطني للبحوث الطبية للأشعة بالتعاون مع معهد علم الأحياء الدقيقة الروسي.

كما يجري تطوير لقاح mRNA شخصي، بالتعاون مع مركز “غاماليا” للأوبئة والأحياء الدقيقة، في خطوة قد تفتح آفاقاً جديدة في مجال الوقاية والعلاج المبكر للسرطان.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى