كشفت دراسة جديدة عن وجود ارتباط بين استهلاك أنواع معينة من المشروبات وخطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق، مع تأثيرات متفاوتة بحسب العمر ونوع المشروب.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة “اضطرابات العاطفة” وأجراها باحثون من جامعة ونتشو الطبية في الصين، أن المشروبات المحلاة بالسكر والمحلاة صناعياً ارتبطت بزيادة خطر الاكتئاب لدى البالغين دون سن 60، في حين أظهر كل من عصير الفاكهة الطبيعي والقهوة ارتباطاً بانخفاض خطر الاكتئاب والقلق في الفئات العمرية جميعها، وفق منصة “ساي بوست”.
واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات من “البنك البيولوجي البريطاني” الذي يتابع أكثر من 500 ألف شخص في المملكة المتحدة، حيث شملت العينة النهائية 188,355 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عامًا.
وسجل المشاركون عاداتهم اليومية في استهلاك 6 أنواع من المشروبات: المشروبات المحلاة بالسكر، المشروبات المحلاة صناعياً، عصائر الفاكهة والخضروات النقية، القهوة، الشاي، والحليب.
وعلى مدار 11 عامًا، تابع الباحثون السجلات الطبية للمشاركين لرصد الإصابات الجديدة بالاكتئاب والقلق، مع استبعاد من لديهم تشخيص سابق. وأظهرت النتائج أن استهلاك أكثر من حصة واحدة يوميًا من المشروبات المحلاة ارتبط بزيادة احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة 14% للمحلاة بالسكر، و23% للمحلاة صناعياً.
في المقابل، ارتبط تناول أكثر من حصة يومية من عصير الفاكهة الطبيعي بانخفاض خطر الاكتئاب بنسبة 19%، بينما قلل استهلاك القهوة بانتظام من خطر الاكتئاب بنسبة 12%. كما أشارت الدراسة إلى أن القهوة ساهمت أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالقلق لدى الأشخاص دون الستين.
أما لدى من تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، فلم يظهر ارتباط واضح بين المشروبات المحلاة والصحة النفسية، لكن استهلاك عصير الفاكهة والقهوة بقي مرتبطًا بتقليل مخاطر الاكتئاب والقلق.
وقام الباحثون أيضًا بتحليل تأثير استبدال مشروب بآخر، ووجدوا أن استبدال حصة يومية من المشروبات الغازية المحلاة بعصير فاكهة قلل من خطر الاكتئاب بنسبة 16%. أما لدى كبار السن، فكان استبدال الحليب بعصير الفاكهة أو القهوة مصحوبًا بانخفاض في خطر القلق والاكتئاب.
ورغم دقة التحليل وتنوع النماذج الإحصائية المستخدمة، أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج ملاحَظَة فقط، ولا تثبت علاقة سببية مباشرة، إذ قد يكون الأشخاص الأكثر عرضة للاكتئاب والقلق أكثر ميلًا لاستهلاك مشروبات معينة، لا العكس.
وتسلط الدراسة الضوء على الدور المحتمل لاختياراتنا اليومية من المشروبات في التأثير على صحتنا النفسية، وتفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث لفهم هذا الارتباط بشكل أعمق.