لكننا نكاد نتّحد في جانب مهم وهو الحاجة للتعلم، الحاجة للتدريب، الحاجة للثقافة، والوعي بأهدافنا، وكيف الوصول لها، وما هي متطلبات تحقيقها.
طبيعة الحياة الحديثة، وما تكتنفه من تقنيات وتطورات تكنولوجية، ودخولنا في عصر الذكاء الاصطناعي، جميعها تؤشر نحو الحاجة الماسة للمعرفة، بل الحاجة الماسة لاستمرار تطورنا الثقافي والعلمي، وكأننا في حالة من التطوير المستمر، ولا مجال للتوقف، ولا للتواني، لأن التوقف أو التباطؤ يعني خسارة الوقت، خسارة تحقيق المنجزات، وخسارة الوصول لمحطات النجاح.
أعتقد أن طموحاتنا الشخصية وتطلعاتنا وآمالنا، هي بمكانة الوقود، أو الدافع، لكل واحد منا، نحو الركض في مضمار التفوق والنجاح، هي الدافع للسعي البشري نحو تحقيق الأهداف والتطلعات.
لكن الطموح، التطلع، الشغف، ليست كافية وحدها لتحقق لنا ما نتطلع إليه، أو ما تصبو النفس لكسبه والفوز به، هناك عامل آخر قوي لتحقيق النجاحات، لا يقل عن أهمية عن الطموحات، وهي المعرفة، الثقافة، وأيضاً التطور المستمر.
لذا، تعتبر طموحاتنا أو تطلعاتنا، دون معرفة، دون استعداد، دون ثقافة، هي قاصرة، أو عرجاء، إذا صح التعبير.
فالنجاح يحتاج للحماسة والطموح، نعم، لكنه أيضاً يحتاج للعلم والاستعداد للتطور والاستمرار في التعلم واكتساب الخبرات والمهارات.
وعندما نقول إن هناك حاجة للعلم والمعرفة، فإن هذا لا يعني المعرفة الأكاديمية وحسب، بل تشمل فهم التطورات التقنية، والقفزات التكنولوجية التي نعيشها، وأن نتملك وعياً وثقافة بمختلف أسس المعلومات التي تمر بنا يومياً.
ويجب التنبّه لحالة الطموح، التي تفتقر للمعرفة اللازمة أو للثقافة، أو الطموح الذي يمتلك بعض المعرفة، لأن هذه الحالة قد تؤدي للخسارة، أو لقرارات هدامة وغير بنّاءة.
الكاتب والمؤلف مارك لي، وهو بالمناسبة كاتب أطفال، معروف بكتابه «أكبر بركة في العالم». تنسب لهذا المؤلف، كلمة بليغة في هذا الموضوع جاء فيها: «الطموح دون معرفة يشبه القارب على اليابسة».
لنغرس في عقولنا وقلوبنا، السعي نحو المعرفة، والتزود بالثقافة واكتساب المهارات والخبرات، لأنها هي الجناح الثاني، مع الجناح الأول الطموح، ودون هذين الجناحين، لا يمكن لنا الطيران في عالم المنجزات وتحقيق النجاحات.
متابعات