كشفت دراسة حديثة أن استبدال الزبدة بالزيوت النباتية قد يقلل من خطر الوفاة المُبكرة، مقارنةً بمن يتناولون كميات كبيرة من الزبدة.
وجاءت نتائج الدراسة، التي نشرها موقع “إن بي سي نيوز”، بعد أن حلل باحثون من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن بيانات أكثر من 200 ألف شخص تمت متابعتهم لأكثر من 33 عامًا.
وأظهرت الدراسة أن المشاركين الذين استهلكوا أعلى كميات يومية من الزبدة كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 15%، بينما كان لدى الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من الزيوت النباتية، خاصة زيت الصويا والكانولا والزيتون، خطر وفاة أقل بنسبة 16%.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة، يو تشانغ، “إن كمية تناول الزبدة اليومية وزيادة استهلاك الزيوت النباتية قد يحقق فوائد صحية طويلة الأمد”.
وخلال فترة الدراسة، التي جرى فيها متابعة عوامل متعلقة بنمط الحياة، مثل مؤشر كتلة الجسم، والنشاط البدني، والتدخين، واستهلاك الكحول، توفي نحو 51 ألف مشارك، من بينهم 12,241 بسبب السرطان و11,240 بسبب أمراض القلب.
ووجد الباحثون أن استهلاك 13 إلى 14 غرامًا من الزبدة يوميًا (ما يعادل ثلاث قطع صغيرة) مرتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 15% مقارنةً بمن يستهلكون كميات قليلة أو لا يستهلكونها إطلاقًا.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين استهلكوا أعلى كميات من الزيوت النباتية (حوالي 25 غرامًا أو 5 ملاعق صغيرة يوميًا) كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 16% مقارنةً بمن يستهلكون أقل كمية (حوالي ملعقة صغيرة واحدة يوميًا).
وباستخدام نموذج إحصائي، قدّر الباحثون أن استبدال ملعقة صغيرة واحدة من الزبدة يوميًا بالزيوت النباتية مرتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 17%.
كما وجدوا أن كل زيادة بمقدار 10 غرامات يوميًا من استهلاك الزيوت النباتية ارتبطت بانخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 11%، وانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 6%.
آراء الخبراء
وقال الدكتور ماثيو تومي، اختصاصي أمراض القلب في مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب، إن الدراسة تتماشى مع توصيات جمعية القلب الأمريكية (AHA) بشأن استبدال الدهون المشبعة من مصادر الألبان واللحوم بالدهون غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية بألا تتجاوز الدهون المشبعة 6% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وبالنسبة لنظام غذائي يحتوي على 2,000 سعرة حرارية يوميًا، يعني ذلك عدم استهلاك أكثر من 13 غرامًا من الدهون المشبعة، وهو ما يعادل ثلاث قطع صغيرة من الزبدة.
بدورها قالت ماري بيير ست-أونج، أستاذة الطب الغذائي في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا، إن التركيز يجب أن يكون على فوائد الزيوت النباتية أكثر من أضرار الزبدة.
وبيّنت أن “تناول قطعة صغيرة من الزبدة بين الحين والآخر لن يكون مضرًا”، مشيرةً إلى أن المخاطر الصحية لوحظت فقط لدى من يستهلكون كميات كبيرة منها”.
من جانبها قالت أليس ليتشنشتاين، أستاذة علوم التغذية والسياسات في جامعة تافتس: “إذا كان الشخص لا يستهلك الكثير من اللحوم ويختار منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية منه، فهناك مجال لتناول الزبدة باعتدال”.
وتعزز التوصيات الغذائية طويلة الأمد التي تدعو إلى استبدال الدهون المشبعة من المصادر الحيوانية بالدهون غير المشبعة من المصادر النباتية، مما يشير إلى أن التعديلات البسيطة في استهلاك الدهون يوميًا قد تحقق فوائد صحية كبيرة على المدى الطويل.