أنواع الخوف المرضي (الفوبيا) وأثره على الحياة اليومية

الخوف هو شعور طبيعي يحمي الإنسان من المخاطر، ولكن عندما يصبح غير منطقي أو مفرط، فإنه يتحول إلى خوف مرضي أو ما يسمى “فوبيا”. الفوبيا هي اضطراب نفسي يتميز بخوف شديد ومستمر من شيء معين أو موقف معين، مما يؤدي إلى تجنب هذا الشيء أو الموقف بأي ثمن، حتى لو لم يكن يشكل خطراً حقيقياً.
“سيّدتي” التقت اختصاصية علم النفس فانيسا حداد، واطلعت منها على أنواع الخوف المرضي، أسبابه، وكيفية التعامل معه.

ما هو الخوف المرضي أو الفوبيا؟
الفوبيا هي اضطراب قلق يتجلى في خوف غير مبرر من أشياء أو مواقف محددة، مما يدفع الشخص إلى تجنبها بشكل يؤثر على حياته اليومية. تختلف الفوبيا عن المخاوف العادية في شدتها وتأثيرها السلبي على حياة الفرد، حيث قد تؤدي إلى نوبات هلع أو قلق شديد عند التعرض للمثير المسبب للخوف.
أنواع الخوف المرضي
يمكن تصنيف الفوبيا إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الفوبيا المحددة، الفوبيا الاجتماعية، ورهاب الأماكن المفتوحة.
الفوبيا المحددة (Specific Phobias)
ترتبط هذه الفوبيا بخوف شديد من أشياء أو مواقف معينة، وتشمل:
-
فوبيا الحيوانات (Zoophobia)، مثل الخوف من العناكب (Arachnophobia)، أو الكلاب (Cynophobia)، أو الثعابين (Ophidiophobia).
-
فوبيا الأماكن المغلقة (Claustrophobia) :الخوف من التواجد في أماكن ضيقة أو مغلقة، مثل المصاعد أو الطائرات.
-
فوبيا المرتفعات :(Acrophobia) الخوف الشديد من التواجد في أماكن عالية.
-
فوبيا الظلام :(Nyctophobia) الخوف غير الطبيعي من الظلام أو التواجد في أماكن مظلمة.
-
فوبيا الطيران: (Aerophobia) الخوف من ركوب الطائرات أو السفر جواً.
-
فوبيا الدم والإبر: (Hemophobia) الخوف من رؤية الدم أو الإبر أو الإجراءات الطبية.
الفوبيا الاجتماعية (Social Phobia or Social Anxiety Disorder)
يُعرف هذا النوع أيضاً باضطراب القلق الاجتماعي، وهو خوف شديد من التفاعل مع الآخرين أو التواجد في مواقف اجتماعية، حيث يخشى الشخص أن يتعرض للإحراج أو الحكم السلبي من قبل الآخرين. تشمل أمثلة الفوبيا الاجتماعية:
-
الخوف من التحدث أمام الجمهور.
-
الخوف من تناول الطعام أو الشرب أمام الآخرين.
-
تجنّب المناسبات الاجتماعية أو التفاعل مع الغرباء.
يمكن أن تؤثر الفوبيا الاجتماعية بشكل كبير على حياة الشخص، حيث قد تؤدي إلى العزلة الاجتماعية وصعوبة تكوين علاقات شخصية أو مهنية.
رهاب الأماكن المفتوحة (Agoraphobia)
هو الخوف من التواجد في أماكن أو مواقف يصعب الهروب منها، أو التي قد لا تتوفر فيها المساعدة عند حدوث نوبة هلع. يشمل هذا الرهاب:
-
الخوف من الأماكن العامة والمزدحمة، مثل مراكز التسوق الكبيرة أو الأسواق.
-
الخوف من ركوب وسائل النقل العامة.
-
تجنب مغادرة المنزل خوفًا من حدوث نوبة قلق في مكان يصعب السيطرة عليه.
-
غالبًا ما يكون رهاب الأماكن المفتوحة مرتبطًا باضطرابات الهلع، حيث يشعر الشخص بالخوف من التعرض لنوبة هلع في مكان غير آمن.
أسباب الخوف المرضي

رغم أن الفوبيا قد تبدو غير منطقية، إلا أن لها أسباباً متعددة، منها:
-
التجارب السابقة: قد يكون الخوف نتيجة تجربة سابقة مؤلمة، مثل التعرض لهجوم من كلب يؤدي إلى رهاب الكلاب.
-
العوامل الوراثية: قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالقلق أو الفوبيا إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني منها.
-
العوامل البيئية: قد ينشأ الخوف بسبب التعرض لمعلومات سلبية متكررة عن الشيء أو الموقف المخيف.
-
الاضطرابات العصبية: قد يكون للدماغ طريقة مختلفة في معالجة الخوف والقلق، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للفوبيا.