«النمل المجنون» يوقف الحياة في قرى هندية

وتقع القرى المتضررة في ولاية تاميل نادو، حيث أغلب سكانها من المزارعين أو أصحاب الماشية، التي هاجمتها الحشرات المفترسة فتسببت في إصابتها بالعمى، ثم التهمت لاحقاً المحاصيل الزراعية، مصدر رزقهم الوحيد.

ولفت قرويون إلى انهم رأوا هذا النمل في الغابة خلال السنوات القليلة الماضية. لكن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها بأعداد كبيرة في القرى، متسبباً في توقف الحياة الطبيعة في تلك القرى، إذ أكد المزارعون إنهم لا يستطيعون القيام حالياً بالرعي والزراعة. كما أجبر غزو النمل رعاة الماشية الذين كانوا يعيشون قرب الغابة على إخلاء قراهم.

وقال سلفام، المزارع ذو ال55 عاماً: «بمجرد أن نقترب من الغابة، يتسلق النمل علينا، مما يتسبب في تهيج جلدي وبثور. لا يمكننا حتى حمل الماء للشرب لأنه يحتشد هناك أيضاً. لا نعرف ماذا نفعل».

وقال جمال، الذي هاجم النمل ماعزه: «منذ أن كان منزلي مليئاً بهذا النمل، غادرت وأتيت إلى القرية، نحن غير قادرين على السيطرة عليه، وأعداده تتزايد باستمرار».

والاسم العلمي لهذا النمل هو «أنوبلوليبيس غراسيليبيس»، وتتميز حركته بالعشوائية، ويُوجد عادة في المناطق الاستوائية، ويصنف بحسب الاتحاد الدولي للطبيعة، ضمن أخطر أنواع المخلوقات الغازية، وهو لا يعض أو يلدغ، بل يرش حمض الفورميك، والذي يسبب تفاعلات مضرة.

ويحذر الخبراء من أن هذا النمل يتكاثر بسرعة ويستطيع أن يسبب ضرراً كبيراً للحياة البرية. وقد أوردت مناطق عديدة في أستراليا غزو هذا النوع من النمل لها.

وقال دكتور برونوي بايديا، المختص في علم الحشرات، إن هذه المخلوقات «انتهازية». وأضاف: «ليس لديها أي أغذية مفضلة. إنها تأكل أي شيء وكل شيء». كما قال إنها تتغذى على أنواع أخرى من النمل وعلى النحل والدبابير وزعم قرويون أن ماشيتهم وحتى الثعابين والأرانب ماتت بعد أن هاجمها النمل.

وقال بايديا إن حمض الفورميك الذي رشه النمل، ربما أثر في عيون الحيوانات. وقد يسبب الحمض ردود فعل تحسسية لدى البشر، لكنه لا يهدد الحياة.

وأكد بايديا إنه عندما غزا النمل جزيرة الكريسماس الأسترالية، طرد النمل الأصلي منها، وقتل الملايين من السلطعون الأحمر في الجزيرة.

ويقول الدكتور بريادارشان دارماراجان، عالم الحشرات: «إنه يتغذى على مادة تشبه الحليب ينتجها المن، وهي ليست جيدة للمحاصيل». ويرجح دارماراجان تفاقم المشكلة إلى ارتفاع درجات الحرارة، وتابع: «عندما ترتفع درجة الحرارة البيئية، يرتفع معدل التمثيل الغذائي لديه أيضاً، مما يجعله يأكل أكثر. وقد يكون هذا سبباً».

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى