فوائد الحلبة للأطفال والعمر المناسب لتقديمها وما هي أضرارها؟

في عالم تغذية الأطفال، تحتار الأمهات وتتزايد التساؤلات حول الأطعمة التي يمكن أن يقدمنها لأطفالهن؛ لتحقيق التوازن الغذائي وتعزيز النمو الصحي، والمعروف علمياً أن الأمهات يعتمدن على الحليب الطبيعي أو الصناعي كغذاء رئيسي للرضع في الأشهر الستة الأولى، بينما تظهر الحلبة كواحدة من الخيارات العشبية التقليدية التي تشتهر بقدرتها على تقديم فوائد غذائية وصحية مذهلة للطفل بعد هذه الأشهر الأولى، ويفضل أن تكون أبعد من ذلك.

ويبق السؤال: متى يكون الوقت مناسباً لتقديم الحلبة للرضع؟ وما هي فوائد الحلبة وأضرارها المحتملة للطفل؟ في هذا التقرير تقوم “سيدتي وطفلك” وبعد لقاء مع أخصائية التغذية الدكتورة وفاء الغمراوي برحلة لاستكشاف كل ما تحتاجين معرفته عن فوائد الحلبة للطفل ودورها في تغذيته، وطرق إعدادها وأضرار الإفراط في تناولها، مع موجز لبعض تجارب الأمهات، تجتمع في ثماني نقاط.

الحلبة عبر الثقافات

تعتبر الحلبة جزءاً من التراث الغذائي والطبي في العديد من الثقافات:

• في الهند: تُستخدم الحلبة كعلاج تقليدي لتهدئة المغص وتحسين الهضم لدى الأطفال.

• في العالم العربي: تُعتبر الحلبة من الوصفات الشعبية لتعزيز إدرار الحليب وتحسين صحة الأطفال.

• في أوروبا: تُستخدم الحلبة كمكمل غذائي طبيعي لدعم نمو الأطفال.

الحلبة ومحتوياتها

الحلبة نبات عشبي معروف منذ آلاف السنين بخصائصه الغذائية والطبية، وتاريخياً تُستخدم بذور الحلبة وأوراقها في العديد من الثقافات كجزء من الطب التقليدي.
وهي غنية بالفيتامينات، المعادن، والبروتينات التي تُعزز الصحة، وتحتوي الحلبة على مكونات نشطة مثل:

البروتينات: التي تساهم في تعزيز نمو الطفل.

الألياف الغذائية: التي تُساعد على تحسين عملية الهضم.

الفيتامينات والمعادن: مثل الحديد، الكالسيوم، والمغنيسيوم.

السابونينات: التي تعزز جهاز المناعة وتقلل من الالتهابات.

فوائد الحلبة للرضع

1. تحسين صحة الجهاز الهضمي.. الحلبة معروفة بقدرتها على تهدئة مشاكل الجهاز الهضمي، مثل المغص والانتفاخ، وتُساعد في تحسين حركة الأمعاء وتخفيف حدة الإمساك، وهي مشاكل شائعة بين الرضع.

2. تعزيز المناعة.. بفضل محتواها العالي من مضادات الأكسدة والفيتامينات، تعمل الحلبة على تقوية جهاز المناعة لدى الرضع، مما يجعلهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض.

3. زيادة الوزن بشكل صحي.. تُعتبر الحلبة خياراً ممتازاً للأطفال الذين يعانون من نقص الوزن، حيث تساعد على تحسين الشهية وتزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة للنمو.

4. دعم صحة العظام.. الحلبة غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران أساسيان لنمو العظام والأسنان بشكل صحي.

5. التخفيف من أعراض المغص.. المغص مشكلة شائعة بين الرضع، والحلبة تُستخدم تقليدياً كمشروب يساعد على تهدئة المعدة وتقليل التشنجات.

6. تعزيز الرضاعة الطبيعية.. إذا كنتِ مرضعة، فإن تناول الحلبة يمكن أن يُعزز إدرار الحليب، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة طفلك.

العمر المناسب لتقديم الحلبة للرضع

وفقاً لتوصيات أطباء الأطفال وخبراء التغذية، لا يُفضل تقديم الحلبة للرضع قبل سن 6 أشهر، خلال هذه الفترة يعتمد الطفل بشكل أساسي على الحليب الطبيعي أو الصناعي؛ للحصول على التغذية اللازمة.
تبدأ المرحلة المناسبة لتقديم الحلبة من 6 أشهر إلى عام؛ حيث يمكن تقديمها كجزء من نظام غذائي متوازن، بعد استشارة الطبيب.
يُفضل أن تُقدّم على شكل ماء الحلبة (مغلي الحلبة المصفى)؛ وذلك لتجنب أي مشاكل هضمية، وبعد عمر عام يمكن إدخال الحلبة بشكل أكبر في النظام الغذائي، سواء من خلال إضافتها إلى الحساء أو الأطعمة المهروسة.

كيفية تقديم الحلبة للرضع

تحضير ماء الحلبة
اغسلي بذور الحلبة جيداً، اغلي ملعقة صغيرة من بذور الحلبة في كوب من الماء لمدة 10 دقائق، ثم صفي الماء واتركيه ليبرد قبل تقديمه للرضيع.
إضافتها إلى الأطعمة
بمجرد أن يبدأ طفلك في تناول الأطعمة الصلبة، يمكنكِ طحن بذور الحلبة وإضافتها بكميات صغيرة إلى الحساء أو الخضروات المهروسة.
استخدامها كمشروب داعم
إذا كنتِ مرضعة، يمكنكِ تناول الحلبة كمشروب لتعزيز إدرار الحليب، مما يعود بالنفع على طفلك.

الاحتياطات الواجب اتخاذها

على الرغم من فوائد الحلبة العديدة، إلا أن هناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند تقديمها للرضع:

الكميات المناسبة

يجب تقديم الحلبة بكميات صغيرة جداً لتجنب أي مشاكل هضمية أو حساسية، لأن زيادة الجرعة قد تؤدي إلى إسهال أو اضطرابات في المعدة.

الحساسية

بعض الأطفال قد يعانون من حساسية تجاه الحلبة. إذا لاحظتِ أي علامات مثل الطفح الجلدي، التقيؤ، أو صعوبة التنفس، يجب التوقف عن تقديمها فوراً واستشارة الطبيب.

استشارة الطبيب

قبل إدخال الحلبة في النظام الغذائي لطفلك، تأكدي من الحصول على موافقة الطبيب، خاصة إذا كان طفلك يعاني من أي مشاكل صحية.

الجودة

اختاري بذور الحلبة عالية الجودة من مصادر موثوقة؛ لتجنب أي مواد ضارة أو ملوثات.

تجارب الأمهات مع الحلبة

تجربة أمّ لطفل يعاني من المغص

“طفلي كان يعاني من المغص المستمر في أشهره الأولى، وجربت كل الحلول الممكنة دون جدوى، نصحتني والدتي بتجربة ماء الحلبة، وبعد استشارة الطبيب، بدأت بإعطائه بضع قطرات يومياً، لاحظت فرقاً كبيراً في حالته، وبدأ في النوم بهدوء أكبر.”

تجربة أمّ مع الحلبة وزيادة الوزن

“طفلتي كانت تعاني من نقص الوزن، ولم تكن شهيتها جيدة، بعد إدخال الحلبة في نظامها الغذائي بطريقة مدروسة، بدأت ألاحظ تحسناً في شهيتها وزيادة ملحوظة في وزنها”.

انتبهي: للحلبة أضرار على الرضع عند الإفراط

رغم الفوائد العديدة للحلبة، إلا أن استخدامها بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى بعض الآثار السلبية:
لا يُفضل استخدامها للأطفال: الذين لم يتجاوزوا عمر السنتين، كما لابد من استشارة الطبيب قبل إدراجها في غذاء الطفل، لأن الحلبة تتفاعل مع بعض الأدوية خصوصاً المُستخدمة في (تخثر الدم).
تؤثر على الغدة الدرقية: حيث تعمل على وجود اضطرابات بشكل مزعج (واضطراب العديد من الهرمونات في العموم)، و تتسبب في الشعور بالغثيان واضطرابات بالأمعاء، وقد تمنع امتصاص جسم الطفل لعنصر الحديد.
تسبب الإسهال والجفاف: الإفراط في تقديم الحلبة قد يسبب اضطرابات في الهضم، وقد تؤدي إلى تغيير طفيف في رائحة العرق أو البول، وهو أمر طبيعي ولا يستدعي القلق، ويحدث هذا في حالة تناول الحلبة بإفراط.
تتفاعل مع أدوية معينة: إذا كان الطفل يتناول أدوية معينة، قد تتفاعل الحلبة معها، لذا يجب استشارة الطبيب.

*ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

متابعات