مصر..”الغضب” من فيديو “هدم” حجر الهرم الأكبر يصل إلى البرلمان.. و”الآثار” ترد

 وصلت إلى البرلمان المصري الانتقادات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو لأعمال إزالة في نطاق هرم خوفو الأكبر في منطقة أهرامات الجيزة، حيث قدمت البرلمانية أميرة أبو شقة، بيان عاجل إلى مجلس النواب بسبب هذه الواقعة.

ومن جانبها، ردت وزارة السياحة والآثار، مؤكدة أنه لم يتم هدم أي أحجار، وإنما إزالة لمواد بناء حديثة (مونة) غير أثرية، لتحديث شبكة الإنارة الخاصة بالهرم الأكبر، وذلك دون المساس بجسم الهرم أو أي من أحجاره الأصلية.

وخلال الشهور القليلة الماضية في مصر، ثارت اعتراضات عديدة على طريقة التعامل مع الآثار، آخرها اعتراض نقابة التشكيليين على طريقة ترميم تماثيل أسود قصر النيل بسبب استخدام مواد طلاء “لا تتناسب مع أعمال الترميم”، في حين ردت وزارة السياحة والآثار أنه “تم وضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية”، وقبلها اعتراض على هدم قبلة مستولدة محمد علي باشا خلال أعمال تطوير منطقة مقابر الإمام الشافعي.

وتجددت الاعتراضات مرة ثانية خلال اليومين الماضيين، بعد تداول فيديو يظهر عمال خلال تكسير أحجار الهرم الأكبر، حيث انتقدت “هدم الأحجار، وتنفيذ أعمال تطوير بطريقة عشوائية ودون إشراف من الآثار”، ووصلت الاعتراضات إلى مجلس النواب، وتقدمت البرلمانية أميرة أبو شقة، ببيان عاجل لوزارة السياحة والآثار، تجاه الواقعة، والتي وصفتها بأنها “أحدثت إساءة لسمعة السياحة”، مطالبة بـ”محاسبة المسؤولين عن تسببهم في انتشار شائعات حول هدم أجزاء من هرم خوفو”، وفق ما أردته وسائل إعلام محلية.

وردت وزارة السياحة والآثار، أن ما يظهر في الفيديو “ليس هدما، بل هو إزالة لمواد بناء حديثة (مونة) غير أثرية، والتي تم وضعها قبل عقود مضت بهدف تغطية شبكة الكهرباء الخاصة بإنارة الهرم، ويقوم المجلس الأعلى للآثار، بإزالة هذه المواد ضمن مشروع تحديث شبكة الإنارة الخاصة بالهرم الأكبر، وذلك دون المساس بجسم الهرم أو أي من أحجاره الأصلية”.

وعلقت أبوشقة، على بيان الوزارة قائلة إنه “يؤكد سوء الإدارة، وأن ما ذكره البيان من تغيير شبكة الكهرباء الخاصة بالإنارة للهرم الكبير، لا يكون بهذا الشكل العشوائي والبدائي، وأن تواجد السياح ووكالات الأنباء، أساء كثيرا لمصر، بعد أن رصدوا ذلك بالصوت والصورة، خصوصا أن ذلك حدث أثناء أوقات العمل الرسمية بمنطقة آثار الهرم، وقبل أن يتم غلق المنطقة، ما تسبب في استياء كبير وموجة سخرية عالمية”، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية عن بيان البرلمانية لمجلس النواب.

ومن جانبه، قال كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، مجدي شاكر، إن الوزارة تنفذ خطة لتطوير منطقة الأهرامات بالكامل بداية من مداخل الزوار، مرورا بطريقة التنقل ومسار الزيارة وكذلك عروض الصوت والضوء، ويتطلب تطوير الأخيرة استبدال كابلات الكهرباء بأخرى جديدة لاستيعاب المزيد من الأحمال الكهربائية، وبالفعل قام العمال بإزالة مواد بناء قديمة تمت منذ أكثر من 10 سنوات على أحجار الهرم الأكبر لتغيير الكابلات، لمدة دقائق قليلة وتم وقف العمل فورًا.

واسندت الحكومة المصرية منذ عدة سنوات لإحدى شركات رجال الأعمال نجيب ساويرس، مهمة تطوير منطقة الأهرامات لزيادة أعداد السياح الوافدين لإحدى عجائب الدنيا السبع وتحسين تجربة الزيارة، ونفذت شركة عدة مشروعات شملت إنشاء بوابة جديدة لدخول الزوار، وتوفير خدمات للزائرين تشمل تشغيل خطوط أتوبيسات كهربائية، وتوفير خدمة الانترنت الهوائي المجاني وقاعات للسينما ودورات مياه فندقية وتركيب بوابات الإلكترونية وإنشاء سلسلة من المطاعم العالمية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وأكد شاكر، في تصريحات خاصة، أن هرم خوفو لم يتأثر بأعمال تغيير الكابلات، مشيرا إلى قوة أعمال تنفيذ الهرم والذي تم بنائه منذ أكثر من 4600 عام، ومكون من 2.3 مليون حجر، كما يزوره آلاف السياح يوميا ولم يتأثر طوال الفترة الماضية، علاوة على ذلك فإن مدخل الهرم الحالي تم إنشائه بصعوبة بسبب ضخامة الهرم والأحجار المستخدمة في بنائه.

وبني الهرم الأكبر أو المعروف بهرم الملك خوفو خلال الفترة 2589-2566 قبل الميلاد- وفق بيانات وزارة السياحة والآثار- ويصل ارتفاعه الأصلي إلى 146.5 متر مما جعله، أطول مبنى في العالم طيلة 3800 عام، ويعد من أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم والباقية حتى الآن، واستغرق بناء الهرم ما بين 10 إلى 20 عامًا.

غير أن شاكر يرى كان يجب وضع عدة ضوابط قبل العمل في تغيير الكابلات بداية من تحديد مكان للعمل لمنع اقتراب السياح من أماكن الهدم تجنبا لأي إصابات، وبدء العمل والانتهاء منه في أوقات مبكرة قبل وقت زيارة السياح.

في نفس السياق، أصدرت وزارة الداخلية، بيانا قالت إنه يرد على “مقطع فيديو نشرته إحدى القنوات التابعة لجماعة الإخوان بشأن اتفاق عدد من الأشخاص على شراء قطع حجرية من المنطقة الأثرية بالأهرامات بالجيزة بزعم إرسالها لأحد أصدقائهم بالخارج”، وذكرت الوزارة أن “الفيديو قديم سبق تداوله في 2016، وتم ضبط مرتكبي الواقعة في حينه، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى