كيف تتجنب الاحتراق الوظيفي؟ إشارات تحذيرية وحلول عملية
تخيل أنك تستيقظ كل صباح وتشعر كأنك تقاوم تياراً لا نهاية له من المهام والتحديات، هل يمكن أن تكون عالقاً في طريق الاحتراق الوظيفي دون أن تلاحظ؟ بين الاجتماعات المستمرة، والمواعيد النهائية التي لا ترحم، وساعات العمل الطويلة، قد يبدو لك أن الركض بلا توقف هو السبيل الوحيد للنجاح، لكن ماذا لو كانت هذه السرعة هي عدوك الأول؟ يقدم الخبير في مجال التنمية البشرية، الأستاذ أحمد الترك العلامات الخفية التي قد تتسلل إلى حياتك، محولةً شغفك إلى استنزاف، وحماسك إلى عبء، سنقدّم لك خطوات عملية تضعك على طريق التوازن مجدداً، لتستعيد طاقتك وتبدأ كل يوم بإحساس جديد، بعيداً عن شبح الاحتراق الوظيفي، هل أنت مستعد للعودة إلى حياتك العملية بروح متجددة وفعالية أقوى؟
6 أسرار لاستعادة طاقتك وتجنب الاحتراق الوظيفي:
إدارة الوقت
خصص وقتك بذكاء: حاول تنظيم وقتك بشكل مرن ومجدول وفق أولوياتك الشخصية والمهنية، ابدأ يومك بوضع قائمة بأهم المهام ورتبها حسب الأهمية، وضع حدوداً لكل مهمة بحيث لا تتجاوز الوقت المخصص لها، تجنب العمل على عدة مهام في وقت واحد؛ فالتركيز على مهمة واحدة حتى إتمامها يمنحك شعوراً بالإنجاز وراحة نفسية، ويقلل من تراكم المهام التي تسبب ضغطاً كبيراً في نهاية اليوم.
استراحة منتظمة
خذ فترات راحة: من المهم أن تعطي جسمك وعقلك فترات قصيرة من الراحة خلال اليوم، جرب أخذ استراحة قصيرة كل ساعة، وابتعد عن شاشة الحاسوب لتقليل إجهاد العينين وتجنب الإرهاق الذهني، خصص دقيقتين للتنفس العميق أو الخروج إلى الهواء الطلق إن أمكن، هذه الاستراحات الصغيرة تعيد لك التركيز وتمنحك فرصة للتفكير بهدوء في ما تم إنجازه وما تبقى؛ مما يجعلك تشعر بأنك أكثر تحكماً في وقتك.
ممارسة الرياضة
نشّط جسمك: الحركة اليومية مهمة لاستعادة النشاط الذهني والبدني، يمكنك القيام بتمارين بسيطة مثل المشي أو التمدد في المكان؛ فهي تساهم في تخفيف الضغط المتراكم وتحفيز تدفق الدم؛ مما يزيد من تركيزك وانتباهك، إذا كنت تشعر بأنك مرهق؛ يمكن أن تكون الرياضة وسيلة فعالة لتخفيف التوتر وتحسين المزاج، عند جعلها عادة يومية، ستشعر بفوائدها النفسية والجسدية على مدار الوقت، حيث تساعدك في إعادة شحن طاقتك والإبقاء على مزاج إيجابي.
ضبط الحدود
حدد حدودك: تأكد من أن وقتك الخاص مقدر ومصان، وضع حدوداً واضحة بين ساعات العمل ووقتك الشخصي، يمكنك مثلاً تخصيص فترة زمنية محددة للبريد الإلكتروني والرسائل المرتبطة بالعمل، وبعد انتهاء الدوام اجعل هذا الوقت خالياً من الالتزامات المهنية، التعلم على قول “لا” بشكل لطيف عندما تُطلب منك مهام تتجاوز طاقتك أو تتعارض مع جدولك أمرٌ ضروري، فحماية وقتك الخاص يعزز من إحساسك بالاستقلالية ويدعم توازنك النفسي.
طلب الدعم
استعن بالآخرين: من الجيد أن تشعر بأن لديك أشخاصاً يمكنك الاعتماد عليهم في بيئة العمل، إذا وجدت نفسك غارقاً في المهام أو تزداد عليك الضغوط؛ فشارك ذلك مع زملائك أو مديرك بلباقة، واطلب مساعدتهم في توزيع المهام أو الحصول على إرشادات حول كيفية التعامل مع الضغط، قد تجد أن التحدث بصراحة عن التحديات التي تواجهك يساعدك في بناء علاقات داعمة وبيئة عمل أكثر تفهماً؛ مما يجعل التجاوب مع تحديات العمل أقل صعوبة.
إعادة الشغف
استعد حماسك: في كثير من الأحيان، قد يُفقد الشغف بالعمل مع مرور الوقت والروتين، جرّب أن تستعيد حماسك من خلال تذكر الأسباب التي جعلتك تختار هذا المجال من البداية، ابدأ بتحديد الجوانب التي تستمتع بها في عملك وحاول التركيز عليها، وابحث عن مهام جديدة تجدد شعورك بالرضا وتتيح لك التطور، قد يكون من المفيد أيضاً تخصيص وقت لتعلم مهارات جديدة أو حضور ورش عمل مرتبطة بمجالك؛ فالتعلم المستمر يعزز من شعورك بالإنتاجية ويجدد طاقتك الإيجابية تجاه العمل.
للموظف: ما العلامات التحذيرية للاحتراق الوظيفي؟
-
إرهاق جسدي ونفسي دائم: الشعور بالتعب والإرهاق طوال الوقت، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، هذا الإرهاق يتجاوز التعب الطبيعي، ويؤثر سلباً على الجسم والنفسية، مما يحد من القدرة على التركيز والعمل بكفاءة.
-
فقدان الحماس للعمل: الشعور باللامبالاة تجاه العمل وعدم وجود دافع للاستمرار، إذا تلاشى الشغف الذي كان يحفّزك سابقاً؛ فقد يكون ذلك مؤشراً على أنك بدأت تفقد ارتباطك بما تقوم به.
-
تراجع الإنتاجية والأداء: يصبح إنجاز المهام أكثر صعوبة ويستغرق وقتاً أطول من المعتاد، حتى المهام البسيطة قد تبدو مرهقة، هذا التراجع يسبب ضغطاً إضافياً، ويزيد من الشعور بالإحباط والقلق حول الأداء الوظيفي.
-
الشعور بالانفصال والعزلة: قد تشعر بأنك منفصل عن زملائك وتفضل تجنب التواصل أو الاجتماعات، هذه العزلة قد تكون نتيجة الشعور بالإرهاق الذهني أو اللامبالاة، مما يجعل من الصعب عليك الانخراط الفعّال في بيئة العمل.