لماذا يجب عليك تعليم طفلك التصفيق بكفيه الصغيرين ومتى يكون ذلك؟
من الضروري ان تتابع الأم تطورات النمو الحركي والإدراكي والنفسي لطفلها منذ ولادته، وجوانب النمو المختلفة هي جوانب هامة تعني أن الطفل ينمو بشكل سليم، ولا يعاني من أي مشاكل ترتبط بجهازه العصبي والذي يرتبط بأداء الدماغ، ولذلك فعلى الأم إلى جانب العناية بتغذية الرضيع والحرص على الرضاعة الطبيعية كأفضل وسيلة تغذية، إضافة للاهتمام بنظافته من أجل صحته وتعزيز مناعته بإضافة الطعام التكميلي له حسب شروط وتوصيات أطباء الأطفال، فعليها أن تتابع نمو الطفل من جوانب اخرى تتعدى وزنه وطوله مثلاً.
يجب على الأم أن تهتم بنمو الطفل من حيث تطور مهاراته، ففي شهره الثاني يبدأ في محاولة رفع رأسه، ومع تقدم شهورعمره يبدأ الرضيع في الجلوس مستنداً ثم الجلوس وحيداً دون استناد، وهذا التطور يكون هاماً للاطمئنان على تطور الجهاز العصبي لدى طفلك، وعليك متابعة تتطورات هامة أخرى مثل قدرته على التصفيق بصورة صحيحة ومتكاملة، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبو داوود، حيث أشار إلى لماذا يجب عليك تعليم طفلك التصفيق بكفيه الصغيرين، ومتى يكون ذلك خلال تقدم نمو الرضيع، وطرق ونصائح لتطوير مهارات طفلك بشكل عام في الآتي:
متى يبدأ طفلك بالتصفيق للمرة الأولى؟
توقعي أن يبدأ طفلك بالتصفيق مستخدماً كفيه الصغيرين للمرة الأولى في عمر تسعة أشهر، وقد يتأخر طفلك عن التصفيق بطريقة صحيحة، بحيث يضرب كفيه ببعضهما البعض ويصدر عن ذلك صوت، ولا يكون الضرب في الهواء في عمر السنة أي بعد بلوغه اثني عشر شهراً، والتصفيق الصحيح هو ضرب الكفين ببعضهما البعض والاستمرار بذلك لفترة محددة مع إصدار صوت، أو أن الارتطام بين باطني الكفين يكون متلاصقاً ومتطابقاً وليس طائشاً، وهنا يمكن أن تقول الأم أن طفلها قد أصبح يصفق بطريقة صحيحة، وبالتالي فهو يحقق فوائد كثيرة من استمراره بهذا السلوك الذي يجب أن تحرص الأم على تعليمه لطفلها، حين يراها تصفق بيديها لأنه يقلد حركاتها، إضافة لأن تقوم بإمساك كفيه بين كفيها وتطبقهما على بعضهما البعض، ومع التقدم في التدريب يستطيع الطفل أن يصفق لوحده حتى يتم عامه الأول على أكثر تقدير، وإلا فسوف تشك الأم أن هناك مشاكل تطورية لدى طفلها ترتبط بجهازه العصبي.
فوائد التصفيق لنمو الطفل
تطوير التنسيق بين يدي الطفل وعينيه
لاحظي أن تصفيق الطفل بيديه يؤدي لأن يطور الطفل بنفسه التنسيق بين حركة يديه وعينيه؛ لأن الطفل حين يتعلم التصفيق وهو يحاول أن يجعل كفيه في موازاة بعضهما البعض أولاً وهذا عن طريق النظر، ثم يحاول أن يضربهما ببعض وهذا أيضاً يتم عن طريق النظر ولا يمكن أن يقوم الطفل وهو مغمض العينين بالتصفيق في مراحل عمره الأولى لأنه يشعر أيضاً بالإنجاز حين ينجح في التصفيق منفرداً، ولذلك فقبل هذه السن تجدين حركاته في الهواء ولا يفلح في التصفيق؛ لأنه لا يتابع حركة كفيه بعينيه.
تحفيز جهاز الطفل العصبي
اعلمي ان طفلك في عمر تسعة أشهر وحتى يصل إلى عمر السنة يكون قد بدأ يتدرب على الثبات العصبي، وهذا يعني أن جهازه العصبي قد بدأ ينشط ويتحفز في الوقوف مستنداً ثم المشي مستنداً ثم المشي دون مساعدة أحد مع إتمام عامه الأول وكل هذه التطورات ترتبط بسلامة الجهاز العصبي للطفل مما يعني خلوه من إصابات الجهاز العصبي لدى الرضّع وبالتالي أيضاً عليك عدم الاستهانة بقدرة طفلك على التصفيق ونجاحه في ذلك لأن ذلك يدل على سلامة جهازه العصبي ويحفزه للقيام بمهام أخرى في مراحل تطورية قادمة.
تعزيز مهارات الطفل التواصلية والاجتماعية
لاحظي أن طفلك الصغير الذي لا زال رضيعاً وقد بدأ يتعرف على الطعام الصلب قد أصبح لديه القدرة على التواصل مع الآخرين، وأقربهم هم الإخوة والأب في حين أن علاقته بك تكون قد تكونت وتشكلت في عمر مبكر، ولذلك فتصفيق الطفل يشعره بأنه يتفاعل مع الآخرين، فحين يرى إخوته يصفقون فهو يفعل مثلهم مما يلفت انتباههم له وكأنه يريد ان يقول لهم دعوني ألعب معكم، كما أن الطفل يبدأ في استخدام التصفيق للتفاعل مع رائحة الطعام الذي يحبه، وكذلك فهو يصفق لقدوم الأب من الخارج وأيضاً حين يرى أمه تحمل طبقاً أو نوعاً من الفاكهة، ويستخدم التصفيق للتواصل مع شقيقه الأكبر حين يراه يمسك بلعبة زاهية الألوان، ويقف على مقربة منه ففي سن تسعة أشهر ومع اقتراب الطفل من عمر السنة يحب الألوان وتجذبه، إضافة إلى حبه للألعاب الصغيرة الملونة.
وسيلة للتعبير عن مشاعره والانخراط في المجتمع
توقعي أن يعبر طفلك عن مشاعره ويبدأ في الانخراط بالحياة الاجتماعية من خلال تعلمه التصفيق، فالتصفيق عموماً هو سلوك للتعبير عن الفرح أو التعبير عن الرغبة في لفت الانتباه، ويبدأ الطفل في استخدام التصفيق للتعبير عن فرحته وسعادته، كما يعبر من خلال التصفيق عن تواجده بين الآخرين الذين يحبون طريقته الطفولية في التصفيق، ويكتشف بالتدريج أن البشر من حوله يتواصلون بطرق مختلفة فيما بينهم ويعبرون عن مشاعرهم بطرق مختلفة، وبدوره فيجب أن يكون قد وصل لمرحلة التعبير عن مشاعر الطفل بداخله بدءاً بالتصفيق، في حين أن من حوله يستخدمون طرقاً تعبيرية من بينها الاحتضان والتربيت والابتسام والتصفيق والكلام، وتعلم الكلام يكون مرحلة تلي تعلم الطفل التصفيق بيديه؛ لأنه يحفز جهازه العصبي ويعزز نشاطه من خلال قدرته على التصفيق بصورة صحيحة وليست عشوائية.
مهارات أخرى يتعلمها الطفل في الربع الأخير من عامه الأول
-
لاحظي أن طفلك الرضيع سوف يتعلم ابتداء من الشهر التاسع أن يمسك بالقطع الصغيرة من حوله، سواء قطع الطعام أو الألعاب كما يصبح قادراً على أن يمسك بقطع الطعام الكبيرة ويحاول أن يضع الطعام في فمه بنفسه.
-
لاحظي أن طفلك ابتداء من الشهر التاسع علاوة على قدرته على التصفيق بطريقة صحيحة، فهو يشعر بالخوف حين يترك وحده ويتعرف عليك حين تقفين به أمام المرآة، ويبدأ في تحديد مواقفه اتجاه الحياة، مثل رفضه لصنف من الطعام وتجذبه طريقة لعب الآخرين، ويحاول أن يلعب معهم عن طريق التصفيق بكفيه.
-
توقعي أن يحب طفلك اللعب بالماء وأنه قد أصبح يحب الاستحمام والبقاء في حوض الاستحمام طويلاً، ولذلك يمكنك أن تضعي حوله بعض الأكواب الصغيرة البلاستيكية؛ لكي يعيد ملأها بالماء وتفريغها إضافة لأنه يبدأ في محاولة تفريغ صندوق الألعاب الخاص به ثم يعيد الألعاب إليه وهكذا.
-
توقعي أن يقوم طفلك وفي شهره التاسع أيضاً وفيما بعد ذلك يحملق في شفتيك حين تتكلمين، ويبدأ في الهمهمة ومحاولة التحدث، وينجذب للآخرين وهم يتحدثون، ويبدأ في الاستعداد لتعلم الكلام، إضافة إلى أنه يتعرف نبرة صوتك ويرتاح لها، ويبدأ في محاولة التفاعل الصوتي معك ولكن قومي بالحديث معه باستمرار لكي يصبح لديه مخزون معرفي يساعده على عدم التأخر في النطق لاحقا.