من المنتظر أن يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة، مع أواخر الشهر، حيث يلتقي الرئيس جو بايدن، كما هو مقرر، ويقدم له تفاصيل “خطة النصر” الأوكرانية، في الحرب مع روسيا، لكن ما الذي يُعرف عن هذه الخطة حتى الآن؟
ورأى مراقبون، في المقابل، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بزيادة عديد قواته المسلحة إلى 1.5 مليون جندي، وهو ما يتطلب توفير 180 ألف مجند أو مجندة إلزامية، في وقت كثر الحديث فيه عن الخطة.
لماذا الآن؟
يسابق زيلينسكي، الوقت، محاولًا إلقاء كل ما لديه على الطاولة، لتحقيق نتائج ملموسة، قبل أن تغير الانتخابات الأمريكية مصير الحرب مع روسيا، ربما بشكل لا رجعة فيه، بحسب شبكة (سي إن إن) الأمريكية.
فقد تتعقد الأمور بالنسبة لزيلينسكي، في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب المعروف بانتقاده للحرب وخطته الداعية كييف لوقفها.
ووفق مقال منشور للمستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور حسن أبو طالب، فإنه يمكن النظر إلى العمق الروسي كأحد أبعاد ما يصفه زيلينسكي بخطة النصر التي سيقدمها، قبل أن يشهد أي تحول رئاسي (أمريكي) يعارض الرؤية الأوكرانية لهزيمة روسيا.
مكونات الخطة
ولم تكشف أوكرانيا حتى الآن إلا عن جوانب قليلة من الخطة، التي أُعلن عنها لأول مرة في أواخر أغسطس/آب. ومن المتوقع عرضها على بايدن أثناء المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ حيث سيُلقي زيلينسكي كلمة هناك في 25 سبتمبر/ أيلول.
لكن زيلينسكي كشف أن خطة النصر تتضمن عدة نقاط، “أربع منها هي النقاط الرئيسة. بالإضافة إلى نقطة واحدة نحتاجها بعد الحرب. لذلك؛ سأشاركها مع بايدن”، بحسب تعبيره.
وأضاف لشبكة (سي إن إن)، في حديث متلفز، “أن الأمر يتعلق بالأمن، ويتعلق بالمكانة الجيوسياسية لأوكرانيا، ويتعلق بدعم عسكري قوي للغاية يجب أن يكون متاحًا لنا. وحقيقة أنه يجب أن نكون أحرارًا في اتخاذ القرار بشأن كيفية استخدام هذا الشيء أو ذاك”.
ويرى مراقبون أن أهم أبعاد الخطة، تتضمن مطالب زيلينسكي التي كررها طويلًا ومرارًا بمنح بلاده صواريخ بعيدة المدى، من طراز “أتاكمز” الأمريكي ذي السرعة العالية والمدى الطويل الذي يصل إلى 300 كم، أو رفع القيود عن استخدام صواريخ “ستورم شادو” البريطانية – الفرنسية الصنع بمدى يصل إلى 250 كم، لضرب أهداف إستراتيجية داخل روسيا.
ومن المعلوم، أن زيلينسكي، ألحّ كثيرًا على الغرب بأن النقص الشديد أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والأراضي على طول الجبهة الشرقية لأوكرانيا.
وقال: “كانت القوات الروسية تتقدم ضد الأوكرانيين الأقل تسليحًا والأقل عددًا”، بحسب الرئيس الأوكراني، وهو ما يؤكد أنه سيكرر مطالبه التسليحية في بنود الخطة.
نجاح الخطة
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، قال الثلاثاء الماضي، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أطلع الأسبوع الماضي، خلال زيارته إلى كييف على عناصر خطة أوكرانية لدفع روسيا إلى إنهاء الحرب.
وصرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، بأن ممثلي الولايات المتحدة اطلعوا بالفعل على خطة زيلينسكي للسلام، ويعتقدون أن إستراتيجيته وخطته يمكن أن تنجح.
وأوضح ميلر أن بلينكن يشاطر السفيرة تقييمها، لكنه رفض الإدلاء بالمزيد حول هذا الأمر في الوقت الحالي.
كان زيلينسكي قال في أواخر أغسطس/آب، إنه سيناقش الخطة مع نائبة الرئيس الديمقراطي كامالا هاريس، وربما أيضا مع الجمهوري دونالد ترامب، المرشحيْن للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
ويأتي الكشف عن الخطة في مرحلة حاسمة من الحرب، حيث تواصل القوات الروسية التقدم في شرقي أوكرانيا على الرغم من قيام قوات كييف بشن توغل مفاجئ الشهر الماضي في منطقة كورسك الروسية.
متابعات