كيف يتعلم الطفل المصاب بالتوحد؟ وما الذي يمكنك فعله؟

إن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مجموعة غير عادية من قدرات التعلم التي يمكن التعرف إليها في كثير من الأحيان في مرحلة الطفولة المبكرة للغاية. فبعض الأطفال المصابين بالتوحد في مرحلة ما قبل المدرسة لديهم قدرات قراءة وحساب تفوق قدرات أقرانهم. وربما تم تعليم مثل هذه القدرات المتقدمة في القراءة والحساب ذاتياً؛ من خلال مشاهدة البرامج التلفزيونية التعليمية وألعاب الكمبيوتر ومقاطع الفيديو على موقع يوتيوب. وهناك أطفال مصابون بالتوحد يبدو أنهم قادرون بسهولة على “كسر شفرة” القراءة أو التهجئة أو الحساب، بل إن هذه الموضوعات قد تصبح اهتمامهم الخاص في المدرسة. وعلى النقيض من ذلك، يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد من تأخر كبير في المهارات الأكاديمية، ويشير التقييم المبكر لقدرات التعلم إلى خصائص عسر القراءة وعسر الحساب. ويبدو أن هناك عدداً أكبر من الأطفال المصابين بالتوحد مما قد يتوقعه المرء في أقصى درجات القدرة المعرفية، تابعي ما يرشدك إليه الأطباء والاختصاصيون؛ من أجل تعليم الطفل المصاب بالتوحد.

في المدرسة سرعان ما يدرك المعلمون أن الطفل المصاب بالتوحد في فصله يتمتع بنمط تعلم مميز، وغالباً ما يكون موهوباً في فهم العالم المنطقي، وملاحظة التفاصيل والأنماط وتذكر الحقائق، والعالم الفني مع موهبة الرسم أو الموسيقى. ومع ذلك، يمكن تشتيت انتباه الطفل أو إزعاجه بسهولة؛ بسبب التجارب الحسية والاجتماعية، وعندما يتعلق الأمر بحل المشكلات، يبدو أن لديه “عقلاً أحادي المسار” وخوفاً من الفشل. ومع تقدم الطفل عبر الصفوف الدراسية، يحدد المعلمون المشكلات المتعلقة بالقدرات التنظيمية والتفكير المرن والمشاريع الجماعية. غالباً ما تصف التقارير المدرسية في نهاية العام ملفاً غير متساوٍ بشكل واضح للإنجاز الأكاديمي مع مجالات التميز والمجالات التي تتطلب مساعدة علاجية.

من المهم للغاية أن يعرف المعلمون وأولياء الأمور ملف التعلم لدى الطفل المصاب بالتوحد لتحسين تحصيله الأكاديمي. وهذا مهم بشكل خاص؛ لأن الأطفال لديهم عادة سببان لحضور المدرسة؛ التعلم والتواصل الاجتماعي. إذا لم ينجح الطفل المصاب بالتوحد اجتماعياً في المدرسة، فإن النجاح الأكاديمي يصبح أكثر أهمية؛ باعتباره الدافع الأساسي لحضور المدرسة وتنمية احترام الذات والهوية الذاتية.

اختبارات الذكاء والتحصيل الأكاديمي

اختبارات الذكاء والتحصيل الأكاديمي

يمكن الحصول على معلومات قيمة عن ملف التعلم لدى الطفل المصاب بالتوحد من خلال الاختبارات الرسمية؛ باستخدام اختبار موحد للذكاء واختبارات التحصيل الأكاديمي، حيث تحتوي اختبارات الذكاء الموحدة على عشرة اختبارات فرعية على الأقل؛ تقيس مجموعة من القدرات الفكرية، كما تقيس بعض الاختبارات الفرعية مكونات محددة من التفكير اللفظي، بينما تقيس اختبارات أخرى مكونات التفكير البصري.
يتمتع بعض الأطفال المصابين بالتوحد بمهارات متقدمة نسبياً في التفكير اللفظي، وقد يوصفون بشكل عام بأنهم “متكلمون”. وإذا واجه مثل هذا الطفل صعوبة في اكتساب قدرة أكاديمية معينة في “المسرح” التفاعلي الاجتماعي والحسي في الفصل الدراسي، فقد تتحسن معرفته وفهمه من خلال القراءة الانفرادية والهادئة حول المفهوم. وإذا كان الطفل المصاب بالتوحد يتمتع بمهارات متقدمة نسبياً في التفكير البصري، وهو “متخيل”، فقد يسهل عليه التعلم؛ من خلال ملاحظة تصرفات المعلم بدلاً من الاستماع إلى تعليماته والتعلم من شاشة الكمبيوتر. فالتعلم من شاشة الكمبيوتر يقلل بشكل كبير من أي صعوبات في القدرات الاجتماعية والمحادثة. وقد ينجح “المتكلمون” في نهاية المطاف في المهن التي تكون فيها القدرات اللفظية ميزة، على سبيل المثال المهن القانونية أو الكتابة والتأليف، وقد ينجح “المتخيلون” في مهن مثل الهندسة أو الفنون البصرية.

صفات طالب التوحد في التعلم من الطفولة حتى سن المراهقة

صفات طالب التوحد في التعلم من الطفولة حتى سن المراهقة

يقسم علماء النفس الانتباه إلى أربعة مكونات:
القدرة على الحفاظ على الانتباه.
الانتباه إلى المعلومات ذات الصلة.
تحويل الانتباه عند الحاجة.
تشفير الانتباه؛ أي تذكر ما هو مهتم به فقط.
يبدو أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من مشاكل في جميع جوانب الانتباه الأربعة. قد تكون مدة الانتباه إلى الواجبات المدرسية مشكلة واضحة، ولكن درجة الانتباه قد تختلف وفقاً لمستوى الدافع. إليكم أهم صفات طالب التوحد في المدرسة حتى سن المراهقة:

  • إن الأطفال المصابين بالتوحد أقل نضجاً اجتماعياً وعاطفياً من أقرانهم، ما يسهم في عزلتهم اجتماعياً، وسخرية الآخرين منهم في المدرسة.

  • قد يمتلكون نضجاً فكرياً متقدماً بشكل كبير مقارنة بأقرانهم قد يزيد من العزلة الاجتماعية والاغتراب لديهم.

  • لا يمتلكون القدرة على التعبير عن الكلمات؛ أي يجدون صعوبة في تحويل الأفكار إلى كلمات.

  • قد يتصور الطفل المصاب بالتوحد أن حله لمشكلة رياضية غير عادي، لكنه قد يواجه صعوبة حقيقية في شرح كيفية التوصل إلى هذا الحل.

  • قد يتمتعون بقدرات معرفية تفوق المتوسط بشكل كبير، ويوصفون أحياناً بالموهوبين والمتفوقين من الأطفال. وقد يوفر هذا مزايا وعيوباً للطفل. تشمل المزايا قدرة أكبر على معالجة الإشارات الاجتماعية وتعلمها فكرياً.

  • يعانون من خوف من ارتكاب خطأ، وقد يكون النجاح والكمال حافزاً أكثر أهمية من إرضاء شخص بالغ أو إثارة إعجاب الأقران.

  • غالباً ما يشتت انتباه الأطفال المصابين بالتوحد ويرتبكون بسبب التفاصيل غير ذات الصلة، ولا يعرفون تلقائياً ما يريد المعلم منهم أن ينظروا إليه. وقد يحتاجون إلى تعليمات محددة حول ما يجب أن ينظروا إليه بالضبط على الصفحة.

  • يميلون إلى نسيان فكرة ما بسرعة، وهم مشهورون بمقاطعة الآخرين.

  • قد يتمتع الطفل المصاب بالتوحد بذاكرة طويلة المدى استثنائية، وربما يكون قادراً على ترديد التترات أو الحوار في فيلمه المفضل، ولكنه يواجه صعوبة في التذكر الذهني والتلاعب بالمعلومات ذات الصلة بمهمة أكاديمية.

  • قد تكون سعة الذاكرة العاملة للطفل أقل من سعة أقرانه. يتمتع الأطفال الآخرون بسعة “دلو” لتذكر واستخدام المعلومات ذات الصلة، لكن الطفل المصاب بالتوحد لديه “كوب” ذاكرة عاملة يؤثر على كمية المعلومات التي يمكنه استرجاعها من “بئر” الذاكرة.

  • يكونون مندفعين إذا شعروا بالإرهاق أو الارتباك، لذلك من المهم إيجاد طرق للتخلص من القلق عند الطفل وتشجيعه على الاسترخاء والتفكير في خيارات أخرى قبل الاستجابة.

  • يمكن للأطفال المصابين بالتوحد مقاومة تغيير الأنشطة؛ حتى يكملوا النشاط السابق، مع العلم أن تفكيرهم لا يمكنه بسهولة التعامل مع التحولات دون الانتهاء. حيث يسمح لهم بوقت إضافي لإنهاء المهمة.

  • يميلون إلى التركيز على الأخطاء، والحاجة إلى إصلاح أي خلل، والرغبة في أن يصبحوا من هواة الكمال.

  • هم يرفضون البدء في نشاط ما، ما لم يتمكن من إكماله على أكمل وجه؛ خوفاً من ارتكاب الأخطاء.

  • يفضلون الدقة بدلاً من السرعة، وهو ما قد يؤثر على الأداء في الاختبارات المحددة بوقت ويؤدي إلى وصف تفكيرهم بأنه دقيق.

  • يشعرون بالإرهاق من المراقبة والتوجيه الدقيق، رغم حاجتهم لذلك، والحماية المفرطة، ويرغبون بالاستقلال بمهاراتهم التنظيمية.

  • يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى الاستمرار في استخدام إستراتيجيات غير صحيحة، حتى عندما يعرفون أن إستراتيجيتهم لا تنجح، حيث يجدون صعوبة في تصور الأفكار وردود الأفعال المختلفة.

  • يفكر العديد من المراهقين التوحديين “بالصور” ومن غير المرجح أن يستخدموا صوتاً داخلياً أو محادثة لتسهيل حل المشكلات عند المراهق. حيث يحتاج المراهق التوحدي إلى صوت المعلم أو الوالد لتوجيه أفكاره.

  • يعاني المراهقون المصابون بالتوحد من مشاكل في جوانب التنظيم والتخطيط للعمل الصفي والمهام والمقالات والواجبات المنزلية.

كيف تساعدين طفلك المصاب بالتوحد على التعلم؟

كيف تساعدين طفلك المصاب بالتوحد على التعلم؟

يمكن مساعدة الطالب المصاب بالتوحد؛ من خلال تقديم المعلومات بصرياً، كما يمكن استخدام مهارات طفلك البصرية لمساعدته في مجالات أخرى. على سبيل المثال:

  • ضعي تذكيرات بصرية في أنحاء منزلك. إذا كان طفلك يستطيع القراءة، فيمكن أن تكون هذه التذكيرات عبارة عن كلمات مكتوبة، ولكن يمكن أن تكون أيضاً عبارة عن صور.

  • التقطي صوراً لأنشطة الطفل غير اللعب التي يمكنه ممارستها، ثم ضعيها على “لوحة الأنشطة”. يمكن أن تعمل هذه الأداة كتذكير أو مساعدة لطفلك على اتخاذ القرارات.

  • التقطي صوراً للخطوات التي تتضمنها الأنشطة اليومية، مثل حزم حقيبة المدرسة أو تنظيف الأسنان. وألصقي التسلسل على الحائط بالقرب من المكان الذي يمارس فيه طفلك كل نشاط.

  • استخدمي الدعم البصري طوال اليوم أو للأنشطة اليومية.

  • قدمي العلاجات والدعم التي تستخدم الإستراتيجيات البصرية بشكل جيد مع الأطفال المصابين بالتوحد.

  • وضحي لطفلك المصاب بالتوحد ما يتوقعه ويفعله في مواقف مختلفة. يمكنك عمل كتاب يحتوي على كلمات وصور حول مواقف مختلفة.

  • استخدمي الكلمات الإيجابية للطفل، مثل “عندما يحدث كذا؛ افعل كذا وكذا”، تعمل بشكل أفضل من العبارات السلبية؛ مثل “لا تفعل كذا وكذا”. يمكنك التحدث إلى آباء آخرين أو متخصصين للحصول على أفكار حول المواقف التي يجب تغطيتها.

  • على سبيل المثال: “إذا ارتديت حذاءك، فيمكنك الخروج”. أو يمكنك استخدام نسخة أبسط، على سبيل المثال: “الأحذية أولاً، ثم الخروج”.

أفكار لتطوير مهارات طفلك المصاب بالتوحد

أفكار لتطوير مهارات طفلك المصاب بالتوحد

مهارات اللعب: عندما يلعب طفلك بألعابه أو أشيائه المفضلة، العبي معه. يمكنك توسيع نطاق لعب طفلك من خلال التعليق على ما تفعلانه معاً، وتبادل الألعاب، والتناوب وما إلى ذلك.

المهارات الحسابية: استخدمي ألعاب طفلك المفضلة للتحدث عن تعليم الألوان للأطفال والأرقام والأحجام، على سبيل المثال: سيارات اللعب الحمراء وسيارات اللعب الزرقاء والشاحنات الكبيرة والدراجات النارية الصغيرة، وما إلى ذلك.

مهارات الرعاية اليومية: قومي بتطوير قدرة طفلك على التعاون؛ من خلال دمج اهتماماته في أنشطة صعبة. على سبيل المثال، إذا كان الاستحمام يشكل تحدياً، فيمكنك إعطاء طفلك بعض الألعاب التي تثير اهتمامه للعب بها في الحمام، أو لصق صور الاهتمامات الخاصة لطفلك حول الحمام كنقطة للحديث.
مهارات المحادثة: تحدثي مع طفلك عن اهتماماته الخاصة. قد يبدأ طفلك بإلقاء خطاب بدلاً من إجراء محادثة. يمكنك طرح أسئلة تجعل الحوار مع طفلك ممتعاً على أن يكون ذلك تدريجياً، وجعل طفلك يطرح عليك الأسئلة أيضاً.

مهارات في مجالات أخرى: مع تقدم طفلك في العمر، يمكنك البحث عن طرق لاستخدام اهتماماته الخاصة في مجال واحد لبناء مهارات أخرى على سبيل المثال، إذا كان طفلك يتمتع بمهارات كمبيوتر جيدة، فقد يرغب في التعرف إلى البرمجة أو تطوير ألعاب الفيديو. أو إذا كان طفلك يحب توماس المحرك، فقد يكون مهتماً بالتعرف على شبكات القطارات في منطقتك.

مهارات الحفظ والتوحد: غالباً ما يكون الأطفال المصابون بالتوحد جيدين في التعلم عن ظهر قلب (الحفظ عن ظهر قلب). يستطيع العديد من الأطفال المصابين بالتوحد تذكر أجزاء كبيرة من المعلومات، مثل المحادثات من الأفلام، وكلمات الأغنية، ولوحات الأرقام وما إلى ذلك.

يمكنك تشجيع طفلك المصاب بالتوحد على استخدام الذاكرة الحفظية لتعلم معلومات مفيدة أخرى؛ مثل رقم هاتفك وعنوانك، والأبجدية وجدول الضرب.
أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال علاج التوحّد عند الأطفال

* ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى