السوبرانو الأردنية زينة برهوم : رسالتي بناء جسور بين الحضارات المختلفة

طافت العالم وقدمت العديد من الحفلات على أرقى المسارح ، إنها السوبرانو الأردنية زينة برهوم، التي تسعى دائماً لتقريب ثقافات الشعوب المختلفة بفنها الذي تقدمه، “سيدتي” حاورتها للتعرف إلى آراءها فيما تقدمه من فن أوبرالي ، والكشف عن تفاصيل أعمالها الجديدة فإلى نص الحوار:
” الأوبرا..قصة سفر عبر الزمن “
حققتِ نجاحات وخطوات ملموسة في الفن الأوبرالي، هل مازالت زينة برهوم في حاجة إلى دعم ومساندة؟
بكل تأكيد كل فنان له نجاحات مهمة في مسيرته الفنية، وأكيد حققت نجاحات مهمة في حياتي أقدرها وأرى فيها أنها شيء كبير.. “بشوفها قد الدنيا”، خاصة وأنني عملت عليها كثيراً، وطبعاً هذه النجاحات بدعم من الناس التي تكون بجانبي من ضمنهم أهلي، فمن دون وجود داعمين لأي فنان من الصعب أن الواحد يصل لنجاحات، لذلك لابد من أن يكون هناك سند بحياة الفنان سواء أهله أو غيرهم بحياته، فمن الممكن يكونون أصدقاء له يجد منهم تشجيعاً كبيراً، لأنني أقول دائماً إن الفنان بحاجة إلى دعم حتى لو نجاحاته كبيرة. مكملة: “رغم ماحققته من نجاحات بحس لسه إن فيه كتير الواحد يقدر يحققه”.
وهل يجد الفن الأوبرالي إقبالاً ودعماً في الدول العربية؟
الفن الأوبرالي يمكن لم يجد إقبالاً في الدول العربية مثل الفن المعاصر، ولكن “عم بيصير دعم له وإقبال جديد عليه أكثر وأكثر لأن بيصير إدراك أكبر من قبل الدول العربية لأهمية دعم الثقافة والفنون، والفن الأوبرالي من ضمن هذه الثقافة ومن الفنون العريقة والمهمة بتاريخ الموسيقى بشكل عام، وهو ليس فناً غنائياً فقط بل هو فن مسرحي ومهم بأي مجتمع في العالم وبأي ثقافة في العالم، وهذا الشيء يساعد أكثر الدول والحكومات العربية أنها تجعل هذا الفن مزدهراً ويكبر ويعمر وبيصير في بناء لدور الأوبرا جديدة، مثل ما رأينا في دبي وقبلها عمان، هذا غير بلاد الشام التي بها دور أوبرا قديمة ومصر طبعاً من أقدمهم”.
وأستطيع القول بأن فن الأوبرا ليس محصوراً فقط للغرب، ولكن من الممكن القول بأنه تقنية غنائية سميت بفن الأوبرا لأنه من ناحية فنية يختلف عن المسرح لأن المسرح موجود بكل بلاد العالم ليكون وسيلة للتعبير عن النفس، لكن التقنية نفسها كتقنية غناء أوبرالي بالتحديد هو المقدرة على الغناء من دون مساعدة بالمكبرات الصوتية التي هي أصلاً لم تتواجد في التاريخ.
فن الأوبرا مختلف عن أي فن لأنه يجعل الفنان يخرج ما بداخله من طاقة، ماذا عن الصعوبات في هذا الأمر؟
فن الأوبرا هو فن يعبر عن النفس لأنه هو غناء وليس فقط ذلك بل غناء مسرحي، وأي مغني أوبرا يريد إتقان الدور، عليه أن يفهم أول شيء ماذا يغني، ثم يتقمص الشخصية ويفهم جيداً القصة وما تسردها الأوبرا حتى يستطيع تقديمها بأحسن طريقة ممكنة ويخرج كل شيء بداخله للجمهور، وبكل تأكيد هذا من أصعب الأشياء.
وأشعر حالي دائماً بعد كل أوبرا أقدمها وأشارك بها متعلقة بالدور، بسبب تعمقي بالقصة وتاريخها، لأن كل أوبرا تأتي من حقبة زمنية مختلفة وبناءً على ذلك الشخص يدخل التاريخ ويسافر عبر الزمن.
أما عن الصعوبات فمثلها مثل الصعوبات التي تواجه أي ممثل، ولكن صعوبة الفن الأوبرالي هو عدم اقتصاره على الغناء فقط ولكن يتطلب تمثيلاً، وهنا يجب إتقان الاثنين التقنية الغنائية وأيضاً التمثيل، حتي يصل للجمهور بالدور بطريقة أحسن.. “علشان يحسوا بالدور والغناء والتعبير “.
“الموسيقى.. قصة سفر عبر الزمن”، ماذا تعني لكِ هذه الجملة؟
بالنسبة لي من وأنا صغيرة أقبلت على جميع أنواع الموسيقى، بحبي وشغفي للفن بشكل عام وليس فقط بفن الأوبرا وتحديداً بعمر الـ 12، كان دايماً بالنسبة لي سفر عبر الزمن سواء فن “البوب” أو ” الجاز” وبعد ذلك الأوبرا، دخلت كل أنواع الفنون لرغبتي في تعلم كل شيء حتى أكون متعمقة بفن الموسيقى بشكل عام والفنون المسرحية أيضاً وبرقص الباليه أيضاً.. “كل شيء متعلق بالمسرح”.
بالنسبة لي من وأنا صغيرة هي رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى والفنون المسرحية، لكوني سافرت مع أهلي كثيراً وتنقلت ببلدان مختلفة سواء أوروبية أو عربية، فشعرت دائماً أنه من المهم معرفة ثقافات مختلفة وتعلم لغات مختلفة.
مكملة: “حبيت أقدم عرض موسيقي “رحلة عبر الزمن”، وفعلاً حبيت آخد الجمهور من أول مقطوعة موسيقية انكتبت بالتاريخ لموسيقى من أيام الأندلس وفن الأوبرا والبوب والجاز وموسيقى أخرى كتبتها ولحنتها”.
وفي العموم فن الأوبرا إجمالاً به رحلة عبر الزمن، لأن كل أوبرا من حقبة زمنية مختلفة أتعلم منها الجديد، وعندما غنيت في أوبرا عايدة كانت هناك أشياء عن الفراعنة لم أكن أعرفها فقرأت عنها حتى أفهم أكثر وعن القصة التي أتواجد بها حتى استطيع سردها للجمهور، رغم أن دوري بها لم يكن فرعونياً ولكن كنت بداخل قصة مكتوبة عن الفراعنة، لذلك من الأشياء المهمة لأي فنان، هو أن يقوم بتثقيف نفسه قبل الإقبال على أي عمل، وخاصة لو كان فناناً بعالم الموسيقى الكلاسيكية وعالم الأوبرا.
مضيفة: “هذا الشيء أحبه كمغنية أوبرا، بحس حالي عم بتعلم شيء جديد كل يوم أو كل سنة لأن التعليم لا يتوقف”.

” موسيقى البوب وآراء فنية أخرى”
إلى أي مدى يعتمد عرض “عايدة” على المرجعية التاريخية للشخصية، أم تفضلين تقديمها بطريقة أكثر معاصرة؟
هناك الكثير من المخرجين أخرجوا “أوبرا عايدة” بطريقتهم المختلفة، لأن الأوبرا في العادة تقدم على مسارح مختلفة بجميع أنحاء العالم ومن قبل مخرجين مختلفين، ومن الممكن يكون الإخراج معاصراً أو تاريخياً نسبة للحقبة الزمنية التي كتبت القصة فيها.
وفي العادة أفضل أن تكون القصة أكثر نسبة للتاريخ التي كتبت فيها، وليس لدي مانع أن يكون الإخراج معاصراً، رغم عدم خوضي لأي تجربة من قبل في عمل أوبرالي بإخراج معاصر.
مكملة: “أعتقد ليس لدي مانع ولكن بحسب الإخراج لأن في أشياء لا أحب عملها”.
