العضلات القوية تقلل احتمالات الإصابة بالزهايمر والشلل الرعاش

كشفت دراسة علمية أن إصابة الشخص ببعض الأمراض يرتبط بتكوينه الجسماني، وأن العضلات القوية تقلل احتمالات الإصابة ببعض الأمراض، بما في ذلك الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي للجسم.

ووجدت الدراسة، التي أجراها فريق بحثي من جامعة سيشوان الصينية، أن توزيع الدهون في جسم الإنسان يقترن ببعض أمراض الجهاز العصبي مثل الزهايمر والشلل الرعاش (باركنسون).

وشملت الدراسة متابعة الحالة الصحية والتكوين الجسماني لأكثر من 400 ألف شخص بالغ في متوسط العمر على مدار عشر سنوات، وتوصلت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو لديهم كميات كبيرة من الدهون في منطقة الوسط والذراعين تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بالزهايمر والشلل الرعاش.

وتوصل الباحثون إلى أن قوة العضلات تعتبر من العوامل التي يمكن أن تساعد في الحد من احتمالات الإصابة بهذه الأمراض. وأكد رئيس فريق الدراسة أن تحسين التكوين الجسماني بشكل عام يقلل فرص الإصابة بالمرض.

وكشفت الدراسة التي نشرها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية أن الأشخاص الذين لديهم نسب عالية من الدهون في منطقة البطن تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز العصبي بنسبة 13 في المئة، وبالمثل فإن الأشخاص الذين لديهم دهون مرتفعة في الذراعين تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بهذه الأمراض بنسبة 18 في المئة، كما أن زيادة الدهون في البطن والذراعين تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتات.

وأثبتت الدراسة أيضا أن الأشخاص الذين يتمتعون بقوة جسمانية وعضلية تتراجع لديهم مخاطر الإصابة بهذه الأمراض بنسبة 26 في المئة.

ويتطلب بناء العضلات توازنا بين الكربوهيدرات، والدهون، والبروتين، كما أنه يحتاج كميَّات جيّدة من الفيتامينات، والمعادن، والتي يكون امتصاصها أفضل من مصادرها الطبيعية في الطعام.

ويعد البروتين مهمّا في بناء العضلات، حيث إنه يزود الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية لبناء أنسجة عضلية جديدة بعد القيام بالأنشطة الرياضية الشديدة.

وتعد الكربوهيدرات أيضا من المجموعات الغذائية الضرورية لبناء العضلات، إذ إن جزءا من الكربوهيدرات يتحوّل في الجسم إلى جلايكوجين، وهو شكل من أشكال الطاقة يُخَزَّن في العضلات، بالإضافة إلى ذلك يعتمد الجسم على الدهون لتزويد العضلات بالطاقة أثناء القيام ببعض أنواع الأنشطة.

كما أن هناك العديد من الطرق لتحديد كميَّة السعرات الحراريَّة التي يحتاجها الجسم يوميا، ولعل الطريقة الأسهل هي قياس الوزن ثلاث مرات على الأقل خلال الأسبوع، وتسجيل ما يتم تناوله يوميا، فإذا ظل الوزن ثابتا خلال هذه الفترة فإن السعرات الحرارية المستهلكة هي اللازمة للحفاظ على الوزن. ولزيادة الوزن تجب إضافة كميّة من السعرات الحرارية تعادل ما نسبته 15 في المئة من السعرات اللازمة للحفاظ على الوزن، كما يجب تعديل كمية السعرات الحرارية المستهلكة شهريا على الأقل لمراعاة التغيرات في الوزن. كما أن تناول أنواع مُعيَّنة من الأطعمة قد يُشجِّع الجسم على بناء العضلات، وحرق الدهون بشكل أكثر كفاءة، فبالإضافة إلى أنَّ الزيادة المعتدلة في السعرات الحراريَّة قد تساعد على بناء العضلات، يجب أيضا التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مقارنة بمحتواها من السعرات الحراريَّة.

ويتطلّب بناء العضلات ممارسةَ تمارين المقاومة مع التمارين الهوائية إلى جانب الاهتمام بالتغذية، وتجب زيادة شدَّة تمارين المقاومة تدريجيّا عن طريق زيادة الوزن المحمول، أو زيادة تكرار التمرين، أو زيادة عدد أيام التدريب خلال الأسبوع.

ومن الجدير بالذكر أن تمارين المقاومة، أو كما يسمّى تمارين القوى أو الوزن، تُعد نشاطا بدنيّا يُحسِّن اللياقة العضلية من خلال تدريب عضلة معينة، أو مجموعة عضلات ضدّ مقاومة خارجيَّة، مثل الأوزان الحرة، أو آلات الوزن، أو حتّى وزن الجسم.

وتُوصي وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة بإدخال تمارين القوى لجميع العضلات الرئيسيَّة في روتين اللياقة البدنيَّة مرتين على الأقل أُسبوعيَّا، حيث إن ذلك قد يُحسِّنُ من قوة الشخص مع الوقت، فعند زيادة حجم الكتلة العضلية قد يصبح الشخص قادرا على رفع الأثقال بشكل أسهل، ولفترات أطول.

وقد أثبتت بيانات جديدة أن ثلث البالغين تقريبا (31 في المئة) في جميع أنحاء العالم، أي حوالي 1.8 مليار شخص، لم يستوفوا المعدلات الموصى بها لممارسة النشاط البدني في عام 2022. وتشير النتائج إلى اتجاه مقلق بشأن قلّة النشاط البدني فيما بين البالغين، والذي زاد بحوالي 5 نقاط مئوية بين عامي 2010 و2022.

وإذا استمر هذا الاتجاه، فمن المتوقع أن ترتفع معدلات قلّة النشاط البدني إلى 35 في المئة بحلول عام 2030، لأن العالم لا يسير حاليا على الطريق الصحيح صوب بلوغ الغاية العالميّة بشأن تقليل معدلات قلّة النشاط البدني بحلول عام 2030. لذا توصي منظّمة الصحّة العالميّة البالغين بأن يمارسوا النشاط البدني أسبوعيا لمدة 150 دقيقة بوقع معتدل الشدة أو 75 دقيقة بوقع شديد، أو ما يعادل ذلك، لأن قلّة النشاط البدني تعرّضهم لخطورة كبيرة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وداء السكري من النمط الثاني والخرف والسرطان بأنواعه، مثل سرطان الثدي والقولون.

وقد أجرى هذه الدراسة باحثون من المنظّمة جنبا إلى جنب مع زملاء أكاديميين ونُشرت في مجلة لانسيت لشؤون الصحّة العالميّة.

وتحدّث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظّمة قائلا “إن هذه النتائج الجديدة تسلط الضوء على فرصة ضائعة لتقليل معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، وتحسين الصحة والعافية النفسية من خلال زيادة ممارسة النشاط البدني. ويجب أن نجدد التزامنا بزيادة معدلات ممارسة النشاط البدني وإعطاء الأولوية لاتخاذ إجراءات جريئة، تشمل تعزيز السياسات وزيادة التمويل، لعكس هذا الاتجاه المقلق”.

وقال الدكتور روديغر كريش مدير إدارة تعزيز الصحّة في المنظّمة “إن قلّة النشاط البدني تهديد صامت للصحّة العالميّة ويزيد بشكل كبير عبء الأمراض المزمنة. ويلزمنا إيجاد طرق مبتكرة لتحفيز الناس على زيادة ممارسة النشاط البدني عقب مراعاة عوامل مثل العمر والبيئة والخلفية الثقافية. وبفضل إتاحة النشاط البدني للجميع بتكلفة ميسورة وممارسته بطريقة ممتعة، يمكننا أن نقلل بشكل كبير مخاطر إصابة الناس بالأمراض غير السارية لكي يتمتعوا بصحّة أوفر ويزيدوا إنتاجيتهم”.

كما تحدّثت الدكتورة فيونا بول رئيسة وحدة النشاط البدني في المنظّمة قائلة “إن تعزيز ممارسة النشاط البدني يتجاوز تعزيز خيار نمط الحياة الفردي، فهو يتطلب اتباع نهج يشمل شرائح المجتمع بأسره وتهيئة بيئات تسهل على الجميع زيادة ممارسة النشاط البدني بالمزيد من المأمونية وبطرق تمتعهم لكي يجنوا فوائد صحّية كثيرة من ممارسته بانتظام”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى