ماذا يحدث للجسم عند التعرض لصدمة نفسية؟
الصدمة النفسية هي تأثير بعض الأحداث على النفس؛ فتؤدي إلى “إصابتها” و”تضررها”. ويمكن لبعض الأحداث فقط أن تنتج مثل هذا التأثير: تلك التي تواجه الموت بوحشية أو التهديد بالقتل أو الإصابة، وكذلك العنف الجسدي. ولذلك؛ فإن الصدمة النفسية تتعلق أساساً بالأشخاص الذين عايشوا الحدث بشكل مباشر، وهم الضحايا الذين تعرضوا للتهديد بشكل مباشر، ولكن أيضاً جميع الشهود المباشرين على مكان الحادث.
ويُعتقد حالياً أن وجود شخص مقرب أُصيب أو قُتل في مثل هذا الحدث، أو تعرض أحد المحترفين بشكل متكرر لتفاصيل صعبة، يمكن أن يتسبب أيضاً في حدوث صدمة.
وفي حالات أخرى، على سبيل المثال بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم يحضروا الحدث؛ فإننا لا يمكن أن نتحدث عن الصدمة النفسية، بل عن عواقب نفسية “مثل اضطرابات التكيُّف”، علماً بأن الصدمة النفسية يمكن أن تحدث في أي مرحلة عمرية، بما في ذلك في مرحلة الطفولة؛ فماذا يحدث للجسم عند التعرض لصدمة نفسية؟ تابعي الإجابة في الموضوع الآتي:
عندما يتعرض الشخص لصدمة، يتعطل أداء ذاكرته؛ قد يكون من الصعب عليه أن يتذكر ما حدث ومتى وأين. قد يستمر فقدان الذاكرة هذا عدة أشهر أو حتى سنوات. من الممكن أن تعود ذكرى الحدث فجأة، على مرأى من شخص ما، أو مكان يستذكره، أو فيلم وثائقي يستحضر وقائع مماثلة.
لكن في الواقع، يحتفظ الدماغ لدينا بقدرات إعادة التنظيم في مرحلة عمرية وحتى نهاية الحياة. لذلك؛ فإن الأوان لم يفُت أبداً للحديث عن الأحداث الصادمة التي سبق أن مررت بها والتصرف بناءً على أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة.
ما الأعراض المميزة لما بعد الصدمة؟
في اضطراب ما بعد الصدمة، تظهر ثلاثة أنواع من الأعراض في الوقت نفسه:
-
ذكريات حية عن الحدث، التي تفرض نفسها على الشخص، والكوابيس، حيث تسترجع المشهد بالصور والضوضاء والروائح، وتغرقه في العواطف مثل الخوف والأحاسيس الجسدية قوية.
-
تجنُّب الأفكار المتعلقة بالحدث، وتجنُّب الأنشطة والمواقف والأشخاص الذين قد يذكرون الشخص بالصدمة.
-
الشعور بالتهديد الدائم، الذي يمكن أن يتجلَّى في حالة من اليقظة، واليقظة المفرطة، ورد الفعل المفاجئ لأقل ضجيج غير متوقع.
-
قد يرتبط هذا الاضطراب بالأرق أو القلق أو الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية.
علامات ما بعد الصدمة يجب الحذر منها
إن مواجهة حدث عنيف لا يؤدي بالضرورة إلى الصدمة. وفي معظم الحالات، لا تسبب الصدمة اضطراب ما بعد الصدمة. هذا في حين لا يزال الباحثون يتساءلون عن العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً في حدوث هذا الاضطراب من عدمه. وهم يعتبرون، على أي حال، أنه يمكن أن يؤثر في أي شخص.
ومن المفيد أيضاً بعد هذا الحدث الانتباه إلى العلامات التالية:
-
الكوابيس وذكريات الماضي حيث نسترجع المشهد.
-
الأفكار التي تفرض نفسها علينا، تعيدنا إلى هذا الحدث.
-
خفقان، وتعرق، وتنفس سريع عندما يجد الشخص نفسه في مكان مشابه للحدث.
إذا كانت بعض هذه العلامات موجودة أو ظهرت بعد تأخير بضعة أشهر؛ فمن المستحسن التحدث عنها، واستشارة اختصاصي نفسي، إذا استمرت.
الصدمات النفسية هي جروح غير مرئية
يمكن لمقاطع الفيديو المتحركة التي تنتجها بعض المراكز المتخصصة، ومنها المركز الوطني للموارد والمرونة “CN2R” الفرنسي، أن تساعد في التعرف بشكل أفضل إلى هذه “الجروح غير المرئية”، سواء كنت شخصاً بالغاً أو مراهقاً أو قلقاً بشأن طفلك.
في بعض الأحيان، لا ندرك حتى التأثيرات التي أحدثها الحدث فينا. وفي أحيان أخرى، يكون الحدث قديماً وقد نسيناه، على الأقل جزئياً. وهكذا، يحدث ألا يدرك الشخص أنه تعرض لصدمة ما، لكنه يشعر بالغضب أو الضيق دون أن يتمكن من تحديد مصدره. يمكن أن يعاني من كوابيس تكون فيها حياته في خطر، دون أن يتذكر السيناريو الحدث المحددة.
وأيضاً، عند مواجهة بعض مشكلات الصحة العقلية، من المفيد أن نسأل أنفسنا عن إمكانية تأثرنا باضطراب ما بعد الصدمة. ومن هذه التأثيرات ظهور الآتي:
-
اضطرابات القلق، المزاج والسلوك.
-
اضطرابات الأكل.
-
الإدمان على سلوكيات معينة.
-
اضطرابات نفسية جسدية مع أعراض جسدية مستمرة مثل الألم أو الصداع أو التعب.
-
أفكار انتحارية.
-
اضطرابات النوم.
-
“رهاب المدرسة” أو رفض المدرسة.
-
القلق والإرهاق.