لجأ عدد متزايد من المشاهير في السنوات الأخيرة، إلى إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عالية التقنية بتكلفة تتراوح بين 1000 إلى 2500 دولار، بهدف الحصول على معلومات حول صحتهم.
وبحسب تقرير نشره موقع “ميديكال إكسبريس”، يمكن لعمليات التصوير هذه اكتشاف العلامات المبكرة للسرطان وغيرها من المشكلات الصحية المحتملة، باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) المعروفة بقدراتها على التصوير التفصيلي دون إشعاع.
وتكمن جاذبية عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم في قدرتها على تحديد أكثر من 500 حالة طبية قد تمر دون أن يلاحظها أحد أثناء الزيارات الطبية القياسية.
ويرى المؤيدون أن مثل هذه التدابير الصحية الاستباقية يمكن أن تحدث ثورة في الطب الوقائي، وتمكين الأفراد من تولي مسؤولية صحتهم قبل ظهور الأعراض.
يؤكد الدكتور دانييل دوراند، كبير المسؤولين الطبيين في شركة “Prenuvo” للأجهزة الطبية، على دور هذه الفحوصات في تشجيع التدخل المبكر واتخاذ القرارات المستنيرة بين المستهلكين.
ومع ذلك، فإن الشكوك تحيط بالاعتماد الواسع النطاق لخدمات فحص التصوير بالرنين المغناطيسي بين الأفراد الأصحاء، إذ يحذّر الخبراء الطبيون من أنه على الرغم من تفوق أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي في تشخيص حالات طبية محددة عند ظهور الأعراض، إلا أن فاعليتها في المجموعات السكانية التي لا تظهر عليها الأعراض تبقى غير مؤكدة.
ويشير الدكتور إرنست هوك من مركز “إم دي أندرسون” للسرطان بجامعة تكساس إلى أن تقديم فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي إلى السكان ذوي المخاطر المنخفضة يثير أسئلة لم تُحَلّ حول فوائدها السريرية وفاعليتها من حيث التكلفة.
ويجادل المنتقدون كذلك بأن اعتماد فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على نطاق واسع يمكن أن يؤدي إلى تدخلات طبية غير ضرورية، مدفوعة بنتائج عرضية قد لا تتطلب عناية طبية فورية.
كما يحذّر أخصائيو الأشعة من الضغوط النفسية المحتملة والأعباء المالية المرتبطة باختبارات وإجراءات المتابعة الناجمة عن نتائج حميدة أو غير حاسمة من هذه الفحوصات.
ولا توصي السلطات الطبية، بما في ذلك الكلية الأمريكية للأشعة، حاليًا بإجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الروتينية للأفراد الذين لا يعانون أعراض بسبب عدم كفاية الأدلة التي تدعم كفاءتها من حيث التكلفة وتأثيرها في طول العمر.
وفي حين تسمح إدارة الغذاء والدواء باستخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي لأغراض طبية مختلفة، فإن الفحوصات الوقائية بدون أعراض تفتقر إلى المصادقة التنظيمية.
على الرغم من هذه المخاوف، يبقى أنصار فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي متفائلين بأن الأبحاث الجارية والدراسات واسعة النطاق يمكن أن تؤكد في النهاية فوائدها.
وأطلقت شركة Prenuvo دراسة شاملة شملت 100 ألف مشارك لتقييم النتائج الصحية الطويلة الأجل المرتبطة بخدمات المسح الضوئي، حيث تهدف مثل هذه المبادرات إلى توفير البيانات التجريبية اللازمة لتحديد ما إذا كانت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي قادرة بالفعل على إطالة متوسط العمر المتوقع، وتبرير استخدامها على نطاق واسع.
ومع استمرار المناقشة، يبقى مستقبل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للطب الوقائي غير مؤكد، حيث يحث المؤيدون على التفاؤل الحذر في انتظار أدلة قاطعة.
وفي الوقت الحالي، يعتمد قرار الخضوع لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي عالي التكلفة في النهاية على التفضيلات الفردية والمشهد المتطور للأبحاث والتنظيم الطبي.
متابعات