تفرح الأمهات بتصرفات أطفالها حين يبدؤون بالحركة من أماكنهم، وفي مرحلة المشي، ثم الكلام، وتزداد سعادتهن حيث تبدر عنهم تصرفات كثيرة تُبهج قلوبهن، وحين يتطورون في النمو؛ فهم يصبحون مثل رجال صغار أو نساء صغيرات؛ فهناك الطفل الثرثار، وهناك الطفل الكثير الأسئلة، وهناك الطفل الذي يراقب كل شيء بعينيه الصامتتين، والكثير من الصفات المزعجة التي تُثير الأمهات، ويعتقدن أنها لا تليق بالأطفال، أو أنها تدل على أعراض سلوكية خطرة؛ ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك”، في حديث خاص بها، المرشدة التربوية لميس عبدالله، التي أشارت إلى 6 صفات مزعجة عند الأطفال ولكنها تدل على أنهم سيكونون موهوبين في المستقبل وطريقة التعامل مع هذه الصفات في صغرهم لتوجيهها والاستفادة منها كالآتي:
الطفل الفضولي
الطفل الفضولي هو طفل يرغب في معرفة واكتشاف كل شيء ولا يمكن ان يمر أي موقف عليه دون أن يعرف تفاصيله الصغيرة، فهو يدقق في كل شيء ويريد أن يعرف كيف تمر الأحداث وتمضي الأمور من أمامه، ولو كان على الأم أن تتوقع أن طفلها لديه فضول النساء فهي تكون مُخطئة، لأن الفضول هو أول مفاتيح المعرفة والموهبة.
يجب أن تقلق الأم من الطفل الذي لا ينتبه لأي شيء، ومنذ مرحلة الرضاعة تلاحظ الأم أن طفلها يتلفت حوله وينظر لأشياء محددة دون غيره وتلفت نظره، في حين أن الطفل المحدود الذكاء لا يفعل ذلك بالقطع، كذلك الطفل الذي يُعاني من مشاكل في الدماغ مثلاً فهو طفل رضيع خامل يرضع بصعوبة، ولذلك فمن الأجدر أن تقلق الأم على الطفل الذي يكون على هذا النحو، بعكس الطفل الذي يلتفت أثناء الرضاعة ويترك صدر أمه.
الطفل كثير الأسئلة
فالطفل كثير الأسئلة هو طفل ذكي في المستقبل بل إنه سيكون موهوباً على الرغم أنه يكون مزعجاً في صغره ولا تعرف الأم كيف تتعامل معه ولكن عليها أن تواجه هذه الأسئلة بسرور وليس بتذمر، وإذا كنت لا تجدين جواباً لأسئلته فيمكن تأجيل الرد بلباقة، ولا تتركي أي شخص يجيب على أسئلته، لأنه من الممكن أن يكون ليس من أهل الثقة، ويمكنك تقسيم أسئلته إلى أسئلة دينية وحميمية، وقومي بالرد عليها بشكل مناسب.
ستلاحظين أن طفلك كثير الأسئلة يسأل أسئلةً غريبةً، فيجب أن تتعلمي المفاهيم الأولية في الحياة، كي لا تصابي بالحرج حين يسألها مثلاً: من أوجد هذه الحياة؟، كما يجب أن تشكريه حين يسألك سؤالاً محرجاً، لأنه لم يتوجه به إلى غيرك، وخاطبيه على قدر عقله وتفكيره، وقولي له الحقيقة على أجزاء وبالتدريج المرتب حسب تقدمه في العمر.
الطفل الثرثار
تلاحظ الأم أن طفلها يتكلم كثيراً لدرجة أنها قد تصرخ في وجهه، وتطلب منه الكف عن التحدث لأنه أصبح مزعجاً، ورغم أن الأم تكون في البداية فرحة بتعلم طفلها الكلام وسماع صوته إلا أن الأمر قد زاد على حده وأصبح يوصف طفلها بأنه ثرثار، ولكن في بعض الأحيان تكون الثرثرة هي مفتاح الموهبة، فالطفل يُعبر عن رأيه ويُعبر عن شخصيته، كما أنه حين يثرثر يتحرى الدقة وليس كل الأطفال قادرين على الوصف الدقيق، وهذه صفة من صفات الأطفال الموهوبين وليس الأطفال الذين يثرثرون مثل البغبغاوات ليس أكثر.
الطفل العنيد
اعلمي أن عمر السنتين هو عمر انتقالي في شخصية الطفل التي تبدأ بالتكون في هذا العمر وحتى سن سبع سنوات، ويُلاحظ على الطفل في هذه المرحلة كثرة الرفض والعناد وحتى البكاء الكثير كتعبير عن الرفض، ولكن العناد يستمر مع الطفل لما بعد هذا العمر، ولذا فالطفل العنيد في بعض الأحيان يكون طفلاً ذا شخصية قوية ومعتداً برأيه، وفي نفس الوقت الطفل العنيد هو طفل اتخذ قراره في أمر ما بعد أن بذ لمجهوداً عقلياً وبعد أن فكر كثيراً، ولذلك فليس من السهل ألا تتوقعي أن الطفل العنيد ليس طفلاً ذكياً سوف يُبهرك بحجته، وليس من السهل أن لا تتوقعي أنه سيكون طفلاً موهوباً لديه قدرة على الكتابة والتحليل مثلاً.
الطفل واسع الخيال
تلاحظ الأم أن لديها طفلاً يقوم بتأليف نهاية أو سيناريو لكل موقف يراه أمامه، وقد يقوم هو نفسه بتأليف قصة أو حادثة ويبدأ في الحديث عنها مثل الحديث عن كائنات فضائية نزلت في غرفته وبدأت في إصلاح جهازه اللوحي المعطوب، أو أن الشجرة التي في الحديقة قد بدأت تتكلم معه وتشكو له من الإهمال الذي تتعرض له، وهكذا ولكن على الأم أن تتقبل هذا الخيال الواسع لأنه سوف يصبح موهبة وعبقرية في المستقبل وسوف تفتخر وتعتز بها.
فالطفل واسع الخيال هو فعلاً طفل موهوب، لأن كل الاختراعات العظيمة في العالم قد بدأت وظهرت من باب الخيال، ولذلك يمكن أن يخترع الطفل في المستقبل من خلال ما كان يتخيله في صغره ويلفت نظره وظل عالقاً في ذهنه حتى كبر واستطاع أن يوظف أفكاره التي نمت معه في أن ينتج اختراعاً جديداً أو تجديداً لاختراع موجود أصبح بحاجة لتحديث جديد.
الطفل كثير الحركة
تلاحظ الأم أن طفلها كثير الحركة ولا يستقر في مكان، ولكن لا يمكن تصنيف الطفل على أنه مُصاب بمتلازمة فرط الحركة دائماً، فحركة الطفل الكثيرة والتي ترتبط بفرحة وسعادة الأم في البداية وطالما عبرت عن سعادتها بشقاوة صغيرها حتى لو كان يقوم بتخريب الأشياء وتكسير قطع الأثاث، فالمهم أنه يتحرك ويملأ البيت صخباً محبباً، ولكن بعد ذلك قد ينقلب الشيء إلى ضده ونقيضه، وتصبح كثرة حركة الطفل أمراً متعباً للأم، ويصبح الطفل كثير الحركة مشكلة وتبدأ الأم بالبحث عن حلول.
الطفل الحركي كما يؤكد أخصائيو التربية هو طفل موهوب في المستقبل لأن الطفل الخامل والكسول والذي لا يغير مكانه إلا بصعوبة فهو طفل محدود المعرفة والإدراك بعكس الطفل الكثير الحركة والذي يكتشف في حركته العالم الصغير، والذي يستطيع أن يُفرغ طافته ويستغلها ويتعلم مهارات جديدة، فعلى الأم أن تتخيل أنه سوف يتعلم القفز ويصبح بطلاً فيه، وربما أصبح بطلاً في رياضة الجمباز وهو يقضي يومه منذ صغره في القفز فوق الأشياء ويصنع عوائق عالية في كل مرة لكي يقفز من فوقها، الحديث عن طفل كهذا أنه “حركي” أو غير طبيعي سوف يظلمه لأن الأم تستعد لكي يكون في بيتها بطل.
* ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.