كيف أنمي قدرات الطفل في اتخاذ القرارات؟ وما فوائد تعلمه ذلك؟

يؤثر اتخاذ القرار على الحياة اليومية. نحن بالتأكيد نتعلم هذه المهارات بمرور الوقت، عن طريق التعامل مع الأشخاص من حولنا. لذلك لا بد من مراعاة أن الأطفال، الذين يبدؤون حياتهم يحتاجون للمساعدة من البالغين لتطوير عادات اتخاذ القرار الصحية بناءً على الاندفاع في شخصياتهم.
إن اتخاذ القرار لا يقتصر على اتخاذ قرار بشأن خيار ما، بل إنه عملية تحديد ما ينبغي القيام به وكيفية تحقيقه إلى جانب التفكير في الدوافع والعواقب. عندما يتمتع الطفل بمهارات جيدة في اتخاذ القرار، فإنه يكون لديه توقعات معقولة حول ما ستؤدي إليه أفعاله (أو عدم اتخاذه)، ويفهم لماذا تكون بعض الأفعال هي الأفضل لرفاهيته ومخاوف الآخرين.
إليك السبب وراء أهمية مساعدة الأطفال على تطوير مهارات اتخاذ القرار في سن مبكرة، وطرق تطوير هذه المهارات، كما يضعها الأطباء والمتخصصون.
إن اتخاذ القرارات السليمة يسمح للطفل بالتعرف إلى متى يتصرف بدافع اندفاعي – ولماذا قد تنشأ لديه مشاعر التصرف السريع. كما سيكون قادراً على تقييم النتائج الأكثر إيجابية في المستقبل.
ما فوائد فهم عملية اتخاذ القرار؟

إن فهم عملية اتخاذ القرار مهارة مهمة يجب على الأطفال تطويرها لأنها، تنفعهم كالآتي:
تساعدهم في اتخاذ خيارات مستنيرة ومسؤولة في الحياة؛ إذ تتضمن عملية اتخاذ القرار تحديد المشكلة أو الموقف، وجمع المعلومات، وتقييم الخيارات، واتخاذ القرار، واتخاذ الإجراء.
ولمساعدة الأطفال على فهم هذه العملية، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية البدء بشرح أهمية اتخاذ القرار، وكيف يمكن أن يؤثر على حياتهم. لذلك شجعي الأطفال على التفكير في عواقب اختياراتهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية. ويمكن القيام بذلك عن طريق طرح أسئلة مثل “ما رأيك في الذي قد يحدث إذا اخترت هذا الخيار؟” أو “كيف ستشعر إذا اتخذت هذا القرار؟”
يمكن للوالدين أيضاً تشجيع الأطفال على ممارسة اتخاذ القرارات في حياتهم اليومية، مثل اختيار الملابس التي يرتدونها أو اللعبة التي يلعبونها. فهذا يمكن أن يساعدهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهارات التفكير النقدي.
إن اتخاذ القرار عملية يمكن أن تحدث فيها أخطاء. لذلك شجعي الأطفال على التعلم من أخطائهم وإجراء التعديلات اللازمة لاتخاذ القرارات في المستقبل. من خلال فهم عملية اتخاذ القرار، يمكن للأطفال تطوير مهارات حياتية مهمة ستفيدهم بشكل جيد في مرحلة البلوغ.
ما دور العواطف في صنع القرار، بالنسبة للأطفال؟
إن فهم التفاعل بين المشاعر واتخاذ القرار أمر بالغ الأهمية لتعزيز عادات اتخاذ القرار صحية لدى الأطفال. إذ تؤثر المشاعر بشكل كبير على الخيارات التي يتخذونها، بدءاً من أبسط القرارات إلى القرارات التي تغير الحياة. وبالتالي، فإن التعرف إلى المشاعر وإدارتها يشكل جانباً أساسياً من عملية اتخاذ القرار التي يحتاج الأطفال إلى تعلمها لتحقيق نتائج أفضل في حياتهم الشخصية والاجتماعية.
يمكن أن تؤثر العواطف بشكل إيجابي أو سلبي على عملية صنع القرار. وغالباً ما تؤدي المشاعر الإيجابية إلى المزيد من السلوكيات التعاونية والرغبة في استكشاف أفكار جديدة، ما يعزز الحل الإبداعي للمشكلات.
من ناحية أخرى، قد تؤدي المشاعر السلبية إلى اتخاذ قرارات أكثر تحفظاً وأحياناً تجنب المخاطرة. بالنسبة للأطفال، الذين ما زالوا يتعلمون كيفية التعرف إلى مشاعرهم وإدارتها، يمكن أن تكون العواطف مؤذية وتؤثر بشكل كبير على خياراتهم.
استراتيجيات للآباء والمعلمين لتعليم الأطفال اتخاذ القرار

إن تعليم الأطفال كيفية إدراك مشاعرهم وكيف يمكن لهذه المشاعر أن تؤثر على قراراتهم يعد خطوة حيوية. ويتضمن ذلك مساعدتهم على التعرف إلى المشاعر المختلفة، وفهم مصادرها، ورؤية الرابط بين مشاعرهم والاختيارات التي يتخذونها. ويشكل هذا الوعي الأساس للتنظيم العاطفي ــ القدرة على إدارة والاستجابة لتجربة عاطفية بمجموعة من الاستراتيجيات المقبولة اجتماعياً والمرنة، وقد يساعد الآباء اتباع الخطوات الآتية:
إعطاء الأطفال نموذج مثالي
يتعلم الأطفال من خلال مراقبة البالغين. وعندما يوضح الآباء والمعلمون كيفية إدارة العواطف التي تخصهم بشكل فعال، يمكن للأطفال تقليد هذه السلوكيات في عمليات صنع القرار.
تشجيع الأطفال على التفكير
بعد اتخاذ القرار، شجعي الأطفال على التفكير في كيفية تأثير عواطفهم على خياراتهم. هل تم اتخاذ القرار في حالة غضب الطفل؟ هل أدت الإثارة إلى اختيار متهور؟ كما أن تعليم الأطفال آليات التأقلم مع المشاعر السلبية يمكن أن يساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل. إن تقنيات مثل التنفس العميق، أو العدّ إلى عشرة، أو التحدث عن مشاعرهم يمكن أن تقلل من شدة المشاعر، مما يؤدي إلى تفكير أكثر وضوحاً.
اعرفي تأثير ضغوط الآخرين على عملية اتخاذ القرار
يعد ضغط الأقران قوة قوية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على عمليات صنع القرار لدى الأطفال والمراهقين. إن فهم كيفية عمل تأثير الأقران وتعليم الأطفال كيفية التعامل معها بشكل فعال أمر بالغ الأهمية لتعزيز عادات اتخاذ القرار الصحية. يمكن أن يؤدي هذا الجانب من التفاعل الاجتماعي إلى سلوكيات إيجابية، مثل التعاون والسعي لتحقيق التميز، ولكنه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نتائج سلبية إذا دفع الأفراد نحو إجراءات أو قرارات ضارة تتعارض مع حكمهم الأفضل.
علميهم كيفية التعامل مع تأثير منْ هم في سنهم
يمكن لضغط الأقران أن يشكل القرارات من خلال اقتراحات صريحة أو توقعات ضمنية داخل مجموعة اجتماعية. يمكن أن يؤثر على الاختيارات المتعلقة بالأداء الدراسي والأنشطة الجماعية للأطفال وسلوكيات المخاطرة والالتزام بمعايير المجموعة. إن تعليم الأطفال كيفية إدراك متى يتأثرون بأقرانهم وكيفية الثبات في قيمهم وقراراتهم أمر ضروري لتنميتهم الشخصية ورفاهيتهم.
قومي بتنمية ثقتهم بأنفسهم والحزم
إن تعزيز احترام الأطفال لذواتهم وثقتهم بقيمهم وأحكامهم الخاصة يمكن أن يساعدهم على مقاومة الضغوط السلبية من الأصدقاء حولهم، عن طريق تشجيع الطفل التعبير عن الذات والثناء على الإنجازات الفردية فهي طرق لبناء هذه الثقة.
كما يجب أن يتعلم الأطفال تأكيد احتياجاتهم وآرائهم الخاصة باحترام وثقة. ويمكن أن تكون سيناريوهات لعب الأدوار التي يتدربون فيها على قول “لا” أو التعبير عن آرائهم الخاصة فعالة.
اعملي على تعزيز التفكير النقدي لديهم
شجعي الأطفال على التفكير النقدي حول عواقب أفعالهم والدوافع وراء محاولة تحكم منْ حولهم بهم، يمكن أن يساعدهم على اتخاذ قرارات أكثر استقلالية. ومن خلال الحفاظ على بيئة يشعر فيها الأطفال بالراحة في مناقشة تفاعلاتهم الاجتماعية والضغوط التي يواجهونها يمكّن البالغين من تقديم التوجيه والدعم.
فوائد تنمية مهارات اتخاذ القرار لدى الأطفال
