هل يمكن تحسين مهارات الاستماع عند الأطفال؟ الإجابة تبدأ بتقليد الآباء

غالباً ما يكون الآباء هم المؤثرون بشكل أساسي في نمو وتطور الطفل، وهم المرجع الأساسي لكل تصرفاته؛ فالطفل يتعلم طريقة حديث والديه، وكيف تكون ردة أفعالهما عند حدوث موقف معين، وهذا يحدث للطفل بداية من عمر السنة.
كل هذه الأمور يمكن أن تجعل الأبوين يدركان بشكل أكبر مقدار تأثير طريقة تعاملهما مع الطفل خلال الحياة اليومية، وبالتالي كيف يمكن أن يُحسنا مهارات الاستماع لدى الطفل. “سيدتي” التقت مع استشاري الطب النفسي للطفل الدكتور محمود مرتضى؛ للشرح والتوضيح.
خطوات تحسين مهارات الاستماع لدى الطفل
الاستماع الفّعال للطفل تجعله يقلدك

على الرغم من كل المؤثرات الخارجية من البيئة المحيطة، والعائلة، والأصدقاء، إلا أن نوعية الأبوة هي الأكثر قبولاً للصحة العقلية للأطفال.
تعتقد الكثيرات من الأمهات أن أطفالهن لا يريدون القيام بالمهمات والرسائل الموجهة لهم، حيث إنهم لا يستمعون إلى الكلام أو التوجيهات.
ومرات تظن الأم أن الطفل سمع الأمر، ولكنه لا يريد تنفيذه، أو أن الطفل لا يريد الاستماع للكلام -الإصغاء- أصلاً.
والمعروف أن الاستماع أو الإصغاء هو إحدى أهم المهارات التي يطورها الطفل خلال مراحل حياته المختلفة.
المقصود بذلك ليس مجرد عملية السمع، ولكن المقصود هو الاستماع الفعال لما يقوله الشخص الآخر، وفهم هذا الأمر، ثم حفظه أو تنفيذه. تعلّم الطفل للاستماع بشكل جيد ينعكس على اكتسابه المعلومات خلال المدرسة بشكل سليم.
ويمكن أن يشارك الأبوان في تطوير وتحسين مهارة الاستماع عند أطفالهما، خصوصاً عندما يدركان أن الطفل يقلدهما، وأنهما العامل الرئيسي في نمو أطفالهما، وتطورهم العقلي والفكري بشكل سليم.
القراءة للطفل تنمي مهارة الاستماع

تعتبر قراءة القصص المصورة للأطفال من الطرق المفيدة جداً في تطوير مهارة الاستماع عند الطفل منذ مرحلة الرضاعة، إلى جانب إعطاء الطفل مهارات لغوية إضافية.
يمكن أن يبدأ الأبوان بالقراءة للطفل من عمر 6 أشهر، ويجب أن تكون القراءة بصوت واضح، وهذا الأسلوب يطور مهارة الاستماع عند الطفل، ويساعد على تطوره العقلي بشكل سليم، حتى لو كان الطفل مشغولاً أثناء القراءة بلعبة أخرى.
القراءة للطفل تزيد من مخزون المصطلحات اللغوية لديه، وتقوم بإثراء ترابط اللغة وسرعة القيام بالعمليات العقلية، كل ذلك ينعكس على قدرته على الاستماع التي تتطور وتتحسن.
الاستماع للطفل بانتباه كامل يحفزه للاستماع

عند التحدث مع الطفل، يجب الحرص على أسلوب مناسب له، والقيام بتواصل بصري معه، مع الاستماع له بانتباه كامل من دون الانشغال بمشاهدة الرسائل أو عمل أي شيء آخر. هذا التصرف يجعل الطفل يتعلم بشكل تلقائي بأنه عندما يتحدث معه شخص يجب أن ينتبه تماماً له.
حاور الطفل يزداد نضجه
يحتاج الإنسان في مختلف مراحله العمرية شخصاً آخر ليتحدث معه ويشاركه تفاصيل يومه، ويساعده على حل مشكلاته، وفي مرحلة الطفولة يكون الأمر مهماً في تطوير نضج الطفل الفكري.
لذلك يعتبر الحرص على فتح باب الحوار مع الطفل وسؤاله عن يومه، وأفكاره، وأحلامه، ومخاوفه من أحد أهم أساليب التربية، لأنها تُشعر الطفل باستقلاليته وأهميته الذاتية، كما أنها تعزز طريقة التفكير لديه.
قدم الطلب بشكل واضح ومحدد

عادة ما يعطي الطفل انتباهه للحظات محدودة، لذلك عند إعطاء أي ملاحظة أو توجيه له؛ يفضّل أن تكون واضحة وبسيطة ومفهومة من قبل الطفل.
فقد لا ينتبه الطفل أو لا يفهم المغزى، لذلك يكون قول: “حان الوقت لارتداء المعطف” أسهل على الطفل، كمثال للكلام المباشر الواضح.
تعزيز الطلب الموجه للطفل ليستجيب له
الأوقات التي يكون الطفل فيها مندمجاً خلالها بنشاط معين، يصعب على الأهل تحفيزه على قطع النشاط لسماع الطلب أو الرسالة التي قاموا بتوجيهها له، لذلك ينصح بتعزيز الطلب بشكل غير لفظي بعد القيام بطلبه لفظياً.
مثلاً عند الطلب من الطفل القيام بتنظيف الأسنان، يمكن القيام بحركة التفريش؛ للتأكد من أن الطفل سمع ورأى ما هو مطلوب منه، وعند حضور وقت النوم يمكن خفض الإضاءة؛ لإعطائه إحساساً بالانتقال إلى مرحلة جديدة
قضاء أوقات مشتركة مع العائلة
