كيف نتعامل مع الطفل الكذاب

الخبراء ينصحون الآباء بمحاورة الطفل وتوضيح عقبات الكذبة والمساوئ المترتّبة عليها.

 يكذب الطفل في بعض الأحيان. فكيف يتعامل معه الوالدان بشكل صحيح؟

للإجابة عن هذا السؤال أوضحت أستاذة علم النفس كريستينا سوخوتسكي الألمانية أنه ينبغي على الوالدين تجنب العقاب القاسي للطفل بسبب كذبه؛ لأنه غالبا ما يؤدي إلى نتيجة عكسية.

وأوضحت سوخوتسكي أن نتائج دراسة كندية حديثة توصلت إلى أن الأطفال، الذين عوقبوا في الكثير من الأحيان بسبب سلوكهم، كذبوا في الكثير من الأحيان وبشكل أكثر إقناعا من الأطفال الذين لم يتلقوا أي عقوبة بسبب الكذب.

وبدلا من العقاب القاسي ينبغي للوالدين التحدث مع الطفل حديثا صريحا بشأن الكذب، مع التأكيد له على أن هذا السلوك خاطئ ومرفوض، ومراعاة البحث عن السبب الحقيقي الذي دفع الطفل إلى الكذب، كالخوف من العقاب مثلا.

كما ينبغي للوالدين منح الطفل الثقة وتشجيعه على قول الحقيقة بغض النظر عن الموقف الذي يمر به، مع مدحه ومكافأته عند قول الحقيقة.

ومن المهم أيضا أن يمثل الوالدان قدوة للطفل، وذلك من خلال عدم الكذب أمامه.

ويجدر بالآباء معرفة أن الطفل لا يرى الكذب من المنطلق الأخلاقي نفسه الذي يراه الكبار، لأن فهم أهمية الحقيقة يتكوّن تدريجيًا لدى الطفل. وتلعب البيئة المحيطة دورًا كبيرًا في تحويل الكذب من عادةٍ سيئة إلى سلوك يَومي اعتيادي. بحسب نظرية التعلّم المُكتسَب، يتعلّم الطفل معظم سلوكياته من خلال ملاحظة ومراقبة الأشخاص الذين يُحيطون به.

وببساطةٍ شديدة يتدرّب الطفل على الكذب حين يرى والدَيه يكذبان، فحينًا يوصيانه بقول الحقيقة، وحينًا آخر يطلبان منه أن يُجيب طارق الباب بأنّهما خارج المنزل للتهرّب منه، وبهذا يعلّمانه انتفاء ضرر الكذب طالما أنّ أحدا لن يتمكّن من اكتشافه. لذلك يحتاج الطفل في البداية إلى الإجابة عن سؤال: لماذا عليه ألَّا يكذب؟ هل لأن الحقيقة مهمة، أم لأن قول الصدق هو الأهم مهما كلف الأمر؟

ويشير علماء النفس إلى أسباب عديدة قد تدفع الأطفال والأبناء إلى الكذب، فأحيانًا هناك أسباب إيجابية للكذب، منها أنّه قد يعكس النماء الإدراكي السليم للطفل ورغبته في أن يختبر ردّة فعل والديه حيال كذبه وتحايله.

وينصح الخبراء الآباء بمحاورة الطفل وتوضيح عقبات الكذبة والمساوئ المترتّبة عليها، والتي قد تؤثر في مشاعر النّاس الذين يهتمّون لأمره، الأمر الذي سيساعده على تطوير ذكائه العاطفي وقدرته على رؤية الموقف من زوايا مختلفة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى