مصممة منازل المشاهير كيت إنستون: ليس هناك صواب أو خطأ في المهنة
تمتلك كيت إنستون Kate Instone، خبرةً مُمتدّةً لأكثر من 20 عامًا في عالم التصميم، وهي المُؤسّسة والمُديرة الإبداعيّة لشركة “بلاش انترناشيونال” Blush International، المُتخصّصة في التصميم الداخلي للمشاريع السكنية واليخوت والطائرات الخاصّة، مع مكاتب في لندن ودبي والولايات المتحدة الأميركية.
تعيش إنستون في دبي، منذ 10 أعوام، وهي معروفة بتصميم منازل المشاهير، وبذوقها الانتقائي وبأسلوبها الفاخر.
في الآتي، تسأل إنستون عن مشهد التصميم الداخلي الخاصّ بالمشاريع السكنية في دبي وعن مفهوم الفخامة والعملاء من المشاهير…
هل من سبب مُحدّد دفع بك إلى المجيء إلى دبي، والاستقرار في المدينة؟
قبل 12 عامًا، اتخذ زوجي قرارًا محوريًّا مُتمثّلًا في الانتقال إلى دبي، ممّا مهد الطريق لفصلٍ تحوّلي في رحلتنا المهنية مع Blush. في ذلك الوقت، كان مقرّ الشركة الرئيس، مُتجذّرًا في لندن، مع تطلّعات لتوسيع نطاق وصولنا إلى ما هو أبعد من حدود العاصمة البريطانيّة. وعليه، أسّسنا مكتبًا فرعيًّا مُتواضعًا في دبي، ووضعنا الأساس لما يمكن أن يتطوّر إلى قصّة نجاح رائعة. وعلى مدار 12 عامًا، ازدهر حضورنا في دبي، وتجاوز أصولنا في لندن لتصبح الإمارة قلب وروح عمليات Blush، ممّا يعكس روح دبي الديناميكيّة والفرص اللامحدودة.
مستقبل التصميم الداخلي في دبي
ما هو مُستقبل التصميم الداخلي الخاص بالمشاريع السكنية، في دبي؟
يعرف مشهد التصميم السكني، في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحوّلًا ديناميكيًّا ومُبهجًا، راهنًا، بعد أن كان القطاع، في الماضي، سوقًا متخصصة تركّز على المشاريع المُجتمعيّة والتجاريّة عوضًا عن الفلل أو الشقق. اليوم، تفخر دولة الإمارات العربية المتحدة بضمّ مجموعة استوديوهات التصميم الداخلي المُتخصّصة في المشاريع السكنية، إذ يُقدّم كلّ منها منظورًا ونهجًا فريدًا لصياغة مساحات معيشية مُخصّصة. إلى جانب هذه الشركات الصغيرة، أدرك كبار اللاعبين الدوليين، في مجال التصميم السكني، الإمكانات الهائلة لسوق الإمارات العربية المتحدة، ممّا أدى إلى إنشاء فروع ومكاتب، في أنحاء المنطقة. وقد ضخّ هذا التنوّع الجديد في قطاع التصميم السكني طاقة وإبداعًا جديدين، في المجال. بذا، تُرسّخ دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها بقوّة كمركز للتميّز في التصميم، حيث لا يعرف الإبداع حدودًا، وإمكانيات أماكن السكن المُصمّمة بحسب الطلب لا حدود لها.
قوة التصميم
إلى أي مرحلة في حياتك، يرجع اهتمامك في التصميم الداخلي؟
لطالما كان التصميم لي أكثر من مُجرّد مهنة، فهو شغف يسري في عروقي، ومنسوج في نسيج نشأتي. والدي مُهندس معماري ومُصمّم داخلي، لذا كنت منغمسة في عالم يُهيمن عليه الإبداع والابتكار، منذ نعومة أظفاري. كان والدي، صاحب رؤية، ومُتخصّص في ترميم المنازل الريفية الإنجليزيّة التاريخيّة، وبثّ حياة جديدة في هذه العقارات المهيبة وتحويلها إلى فنادق ريفيّة ساحرة. صغيرة، رافقت والدي في رحلاته إلى هذه العقارات الكبرى، وشهدت عن كثب سحر حرفته؛ كان من المذهل رؤيته وهو يأخذ هذه القصور المهملة، الغارقة في التاريخ، والتي تنهار بسبب الإهمال، ويغمرها برؤيته اللامحدودة وشغفه بالتصميم. ومع كل مشروع، كان يُعيد إحياء الجمال المنسي لهذه العجائب المعمارية، ويُحوّلها إلى منارات للأناقة والرقي مرّة أخرى. أشعلت هذه التجربة التحويليّة نارًا في داخلي – هوس بقوّة التصميم على تنشيط القديم وخلق شيء جديد تمامًا ومحبوب. كانت هذه الشرارة غذت رحلتي لإطلاق Blush، استوديو التصميم الخاص بي، في ما بعد، حيث يمكنني توجيه إبداعي ورؤيتي إلى صياغة مساحات تُلهم وتُسعد الساكنين. بدأتُ مسيرتي المهنية تحت جناح والدي، إذ حظيت بشرف العمل معه عندما كان يُغامر في مجال التصميم السكني. ومع تزايد الطلب على الأجواء الفاخرة في المنازل الخاصّة، تزايدت أيضًا مجموعة مشاريعنا السكنية. لقد ترأست قسم التصميم السكني، حيث صقلت مهاراتي وصقلت جماليتي تحت إشراف والدي.
هل بقيتِ تحت جناح والدك؟
جاء الفصل المحوري في رحلتي عندما انضممت إلى Agent Design في لندن، حيث عملت مديرة تصميم لعقد من الزمن. شكّلت هذه الفترة حقبة مُثيرة في التصميم السكني، حيث كنّا رائدين في مفهوم “المنازل الفاخرة”، وقمنا بتصميم مساكن تنافس فخامة الطائرات الخاصة واليخوت. لقد انطلقت مع فريقي في مغامرة عالميّة، حيث أنشأنا بعضًا من أروع المنازل وأكثرها فخامةً حول العالم. بعد عقد من التحول في Agent Design، أخذت إجازة لاحتضان متعة الأمومة مع وصول طفلي الأول. لكن دعوة التصميم لم تتلاش أبدًا، وبعد فترة وجيزة، شعرت بأنني مضطرة للشروع في رحلتي الخاصة في مجال ريادة الأعمال. وهكذا، وُلدت شركة Blush، وهي تتويج لشغفي وخبرتي طوال حياتي، مع مكاتب تمتد الآن في جميع أنحاء لندن ودبي والولايات المتحدة.
رواية شخصية
ماذا يعني لك التصميم الداخلي الفخم؟
في عالم يُعادل فيه البذخ الأسماء التجارية البرّاقة والرفاهية ذات الإنتاج الضخم، غالبًا، تتحدى Blush هذه الفكرة بمنظورها؛ بحسب الأخير، يتجاوز البذخ الممتلكات المادية ويتعلّق بتعهّد مساحات فريدة من نوعها ومُصمّمة خصّيصًا لكلّ فرد يسكنها؛ فقد ولّت أيام شراء الأثاث الجاهز من العلامات التجارية الشهيرة. عوضًا عن ذلك، تدعم Blush فن التنظيم المدروس، حيث يُختار كل قطعة بدقة وهدف. وفي النتيجة، لا يقتصر التصميم الداخلي لأي مشروع على الفخامة فحسب، بل هو يعكس رواية المالك الشخصية.
الأناقة الدائمة
هل الفخامة، في سياق تصميم المنزل تعني دائمًا التخلي عن الاتجاهات الحالية؟
لا تعني الفخامة، في التصميم المنزلي، التخلي عن الاتجاهات الحالية، بالضرورة؛ بل تتجاوزها غالبًا. في حين أن الاتجاهات يمكن أن توفّر الإلهام وتكون بمثابة نقطة انطلاق لاستكشاف التصميم، تكمن الرفاهية الحقيقية في القدرة على إنشاء مساحات خالدة ومُتطوّرة، مع التخصيص. يدور تصميم المنزل الفاخر حول تجاوز الطبيعة سريعة الزوال للاتجاهات والتركيز عوضًا عن ذلك على الأناقة الدائمة والحرفية عالية الجودة. لا يعني ما تقدّم تجاهل الاتجاهات تمامًا؛ بل يتعلق الأمر بالدمج بالمساحة، العناصر التي تكمل بشكل انتقائي الجمالية والرؤية الشاملة.
مادونا وليندسي لوهان و…
هناك مشاهير من بين عملائك؛ هل يمكنك الإفصاح عن أسماء البعض منهم؟ هل أثارت أي من خيارات هؤلاء المتعلقة في الديكور اهتمامك؟
في رحلتي في المجال، حظيت بشرف التعاون مع مجموعة منوّعة من العملاء، بما في ذلك المشاهير والأيقونات في عالم الرياضية ورؤساء الدول؛ لكل من هؤلاء رؤيته وأسلوبه الفريد. تضمّ محفظتنا مجموعة من المشاريع الرائعة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، مثل: منزل مادونا (ملكة البوب الأميركية) في لندن، والأخير مُتطوّر ومُستوحى من فنّ الـ”آرت ديكو” ويُعبّر عن أناقةٍ خالدةٍ ويمزج بسلاسة بين الفخامة والرقي. في منزل المُغنيّة، يعكس كلّ التفاصيل، ابتداءً من المفروشات، وحتّى الاهتمام الدقيق بالعناصر المعمارية، شخصيتها وذوقها المتميز.
منزل تييري هنري (أسطورة كرة القدم الفرنسية)، بدوره، في ضواحي لندن، بمثابة شهادة على العلاقة المتناغمة بين الطبيعة والتصميم. يعتبر المسكن ملاذًا للهدوء، وهو مستوحى من المبادئ الحيوية.
هناك أيضًا، المنزل الريفي الساحر لمايكل فلاتلي (راقص أميركي)، الذي ينضح بالروعة والسحر الريفي. يقع المسكن وسط الريف، ويُحقّق التوازن المثالي بين الراحة والأناقة، ويوفّر ملاذًا من صخب الحياة في المدينة.
مسكن ليندسي لوهان (ممثلة ومغنية أميركية)، المطل على الشاطئ، يعكس “البوهو ستايل” الأنيق. وهو مؤثّث بقطع انتقائيّة الطابع ومُلوّن بألوان طبيعيّة ومُزيّن بأنسجة منعشة، ويُجسّد روح الحياة الساحليّة الخالية من الهموم، ممّا يوفر ملاذًا حيث يلتقي الاسترخاء بالأناقة.
مسكن ليندسي لوهان يعكس أسلوب “البوهو شيك”
كما يعدّ مقر كارولين ستانبيري (سيدة أعمال بريطانية وشخصية تلفزيون الواقع) في دبي انعكاسًا حقيقيّا لروحها الجريئة والمغامرة – مكان لا يعرف فيه الإبداع حدودًا، وكل لحظة فيه هي فرصة للإدلاء ببيان. إنها شهادة على التزامها الثابت بعيش الحياة على أكمل وجه واحتضان كل ما يقدمه العالم.
الخروج عن حدود التقاليد
ما هو المفتاح لتصميم منزل للعميل مناسب لنمط حياته ويُرغّبه في العيش داخله؟
في Blush، نؤمن بكل إخلاص بأن لا حلّ واحد يناسب الجميع، عندما يتعلق الأمر بالتصميم، فالإبداع لا يعرف حدودًا، ونستمتع بفرصة تحدي المبادئ التوجيهية والقواعد التقليدية سعيًا إلى إنشاء مساحات تعكس حقًّا أنماط الحياة والشخصيات الفريدة لعملائنا. كلّ مشروع عبارة عن لوحة بيضاء، وفرصة للشروع في رحلة اكتشاف جنبًا إلى جنب عملائنا؛ فلكلّ فرد تفضيلات وعواطف وأولويات…
ابتداءً من المهووسين بالتناظر إلى الميالين إلى العناصر العضوية، ومن محبّي المساحات المشرقة إلى محبّي الإضاءة المحيطة الهادئة – يجلب كلّ عميل مجموعته الخاصّة من الرغبات والأحلام إلى الطاولة. وعوضًا عن فرض مبادئ تصميمية صارمة، نتعامل مع كل عميل بعقل متفتح والتزام بالاستماع والفهم. في بعض الأحيان، قد يعني ما تقدّم الخروج عن حدود التقاليد واحتضان ما هو غير متوقع. وما قد يعتبره البعض “خطأ”، نراه بمثابة فرصة لتحدي المفاهيم المُسبّقة ودفع حدود الإبداع قدمًا، علمًا أن السحر الحقيقي يحدث في لحظات غير متوقّعة – اللحظات التي يتجاوز فيها التصميم “العادية”، ويصبح شيئًا غير عادي حقًّا. في النهاية، ليس هناك صواب أو خطأ في التصميم، بل سعي وراء الجمال والأصالة والتفرد.
توازن مثالي
هل يمكن مناقشة الأسلوب الحديث الفخم الذي يُميّز عملك؟
في جوهر أسلوبي، يكمن التوازن الدقيق بين العناصر الباهظة والجماليات الأنيقة والبسيطة. يتعلّق الأمر بالجمع بين جاذبية الفخامة الخالدة والخطوط النظيفة وبساطة التصميم الحديث، مما يؤدي إلى خلق مساحات أنيقة وجذابة. إحدى السمات المُميّزة لنهجي التصميمي هي استخدام المواد الفاخرة: الرخام والمخمل والنحاس والكريستال. ومن الأهمية بمكان أن يتم الاشتغال بالمواد الأكثر فخامة، بطريقة حديثة، للحفاظ على الميزة المعاصرة. لكن الأمر لا يتعلق بالمواد حصرًا؛ بل أيضًا بالإدلاء ببيان. في هذا الإطار، يعمل كل من الأعمال الفنية الجريئة والأثاث المنحوت وتركيبات الإضاءة الجذابة كنقاط محورية، مما يُضفي على المساحة طابعًا شخصيًّا ودراما. أرى أن الأمر يتعلق بتحقيق التوازن المثالي؛ أي بإنشاء مساحات مذهلة من الناحية البصريّة، كما مريحة وفاخرة.
التصميم الحيوي
ما هو موقفك من المواد المستخدمة في إكساء الجدران والأرضيات، والتي تقرب من الطبيعة؟
التصميم الحيوي هاجسي الجديد، وهو السعي لتغليف الديكورات الداخلية بجوهر الطبيعة؛ يتعلّق الأمر بصياغة المساحات، التي يشعر فيها المرء بالارتباط السلس بالأرض، وبالارتكاز على الأصالة. يكمن بعض من شغفي في استخدام المواد، التي تحاكي أروع ما في الطبيعة، وتزيين الجدران والأرضيات بأنسجة تعكس الأنماط المتوافرة في الهواء الطلق. في قلب التصميم الحيوي، يكمن تقديس عميق لـعناصر الطبيعة؛ من الجاذبية المؤرضة للخشب إلى الأناقة القاسية للحجر… لا تستحضر المادتان المذكورتان جوهر الطبيعة فحسب، بل هما تُضفيان على المساحات إحساسًا بالانسجام والأصالة. ومن خلال استخدام المواد المذكورة، تتحوّل التصميمات الداخليّة إلى ملاذات، ممّا يدعو السكّان إلى إعادة الاتصال بالأرض. التصميم الحيوي واستخدام المواد التي تحاكي الطبيعة أكثر من مجرد اتجاه؛ هو فلسفة تحتفل بعلاقتنا الفطرية بالعالم الطبيعي.
التصميم الحيوي هو فلسفة تحتفل بعلاقتنا الفطرية بالعالم الطبيعي