تقرير: مودي يزيد من خطابه “المعادي للمسلمين” في حملة الانتخابات الهندية

يرى محللون وخبراء أن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، “رفع من وتيرة خطابه المعادي للأقلية المسلمة” في بلاده، وذلك بغية الحصول على المزيد من المقاعد لحزبه في البرلمان المقبل.

وخلال مسعاه لتحقيق ولاية ثالثة تاريخية، شن مودي وقادة من حزبه هجمات لاذعة على المسلمين الذين يشكلون نحو 14 بالمئة من سكان البلاد.

ووصف مودي المسلمين بأنهم “متسللون”، وذلك خلال خطاب ألقاه في إحدى حملاته الانتخابية، الأسبوع الماضي، وفقا لوكالة رويترز.

وعلى أثر ذلك، قدم حزب المؤتمر، أكبر أحزاب المعارضة في الهند، التماسا إلى لجنة الانتخابات لاتخاذ إجراءات ضد مودي، لإدلائه بما قال المؤتمر إنها تصريحات “مرفوضة تماما عن المسلمين، وتنتهك قوانين الانتخابات”.

كان مودي قد قال السبت، أمام تجمع انتخابي آخر : “يريد حزب المؤتمر أن يأخذ جزءًا من حقوق (الطبقة الدنيا من الهندوس) ويعطيها لبنك أصواتهم”.

وتابع: “أنتم تعلمون من هو بنك الأصوات المفضل لدى حزب المؤتمر”، في إشارة مستترة إلى المسلمين.

وفي اليوم نفسه، قال وزير الإعلام في حزب بهاراتيا جاناتا، أنوراغ ثاكور، أمام تجمع آخر، إن حزب المؤتمر “يريد إعطاء ممتلكات أطفالكم للمسلمين”.

ويأتي تصعيد مودي لخطابه الذي وُصف بـ”التحريضي”، في الوقت الذي يتطلع فيه حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، إلى حشد الدعم بين الهندوس – الذين يشكلون حوالي 80 في المائة من السكان – للفوز بأغلبية ساحقة وتعزيز هيمنته على الحكم، وفقا لما ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.

ويقدر عدد المسلمين في الهند بنحو 200 مليون نسمة، مما يجعلها ثالث أكثر بلد من حيث عدد المسلمين في العالم، علما أن عدد سكانه يبلغ 1.42 مليار نسمة.

من جانبه، قال زعيم حزب المؤتمر، أبهيشيك مانو سينغفي، إن بيان مودي “مرفوض تماما” ويخرق بنود القانون التي تحظر على المرشحين مطالبة المواطنين بالتصويت أو الامتناع عن التصويت لأي شخص على أساس “الدين” أو “الجماعة” الاجتماعية أو “الرموز الدينية”، حسب رويترز.

وأضاف سينغفي للصحفيين: “طلبنا من لجنة الانتخابات أن توضح أن هذا هو الموقف المنصوص عليه في القانون”، داعيا إياها لاتخاذ إجراءات ضد مودي، بالطريقة ذاتها التي ستتخذها ضد أي شخص آخر متهم بارتكاب جرائم مماثلة.

“هدف صعب المنال”

ووفقا لتقارير إعلامية، فقد حدد حزب بهاراتيا جاناتا، هدفًا بالحصول على 370 مقعدًا من أصل 543 مقعدًا برلمانيًا معروضًا، ارتفاعًا من 303 مقاعد فاز بها عام 2019.

بيد أن العديد من المحللين اعتبرو أن تحقيق ذلك الهدف “سيكون أمرا صعبا للغاية”.

واستشهد محللون بأدلة على انخفاض الإقبال خلال الجولتين الأوليين من التصويت، إذ قال المحلل المستقل، عاصم علي، للصحيفة البريطانية: “لا أعتقد أنني رأيت رئيس وزراء يتحدث بمثل هذا الخطاب التحريضي”، لافتا إلى أن مودي يحاول “تنشيط قاعدة هندوتفا (القومية الهندوسية)”.

وفي سياق متصل، قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية، رونوجوي سين، إن محاولة الحصول على 370 مقعدًا يبدو “أمرًا محيرًا”، معتبرة أن الغاية من طرح مثل ذلك الهدف هو السعي إلى تحفيز كوادر الحزب الحاكم للمساهمة بشكل أكبر في الانتخابات.

ووفقا لوكالة “فرانس برس”، فقد انخفضت نسبة المشاركة في المرحلة الأولى من التصويت بنحو 4 نقاط، لتصل إلى 66 في المئة، مقارنة بانتخابات عام 2019. وعزت  الصحافة الهندية هذا التراجع إلى “ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها (المعتادة)”.

وتجري المرحلة الثانية من التصويت، والمكونة من 7 مراحل لتسهيل عملية الانتخاب في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، في مناطق شهدت درجات حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية خلال الأسبوع الماضي.

وتمت دعوة 968 مليون هندي لانتخاب أعضاء مجلس النواب، أي أكثر من إجمالي سكان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

وسيتم فرز الأصوات في جميع أنحاء البلاد في 4 يونيو، على أن تُعلن النتائج كما جرت العادة في اليوم نفسه، كما أفادت فرانس برس.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى