في عالم الطب النفسي، يُعتبر الفصام الجامودي واحداً من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيداً وغموضاً. إنه اضطراب عقلي مزمن يتسم بتشوهات في التفكير والإدراك والواقعية، ويؤثر بشكل كبير في حياة الأشخاص الذين يعانون منه.
“سيدتي” التقت الاختصاصي في العلاج النفسي أحمد عمر قميري؛ للاطلاع منه على اضطراب وأعراض الفصام الجامودي وطرق تشخيصه، فكان الموضوع الآتي.
الفصام الجامودي
بدايةً يُعرف الاختصاصي أحمد قميري الفصام الجامودي (Catatonic schizophrenia)، بأنه نوع نادر من اضطراب الفصام العقلي، يتميز هذا الاضطراب بسلوك حركي صارم وغير مرن، وعادةً ما يتم وصف المرضى المصابين بهذا الاضطراب بأنهم يعانون من انخفاض كبير في الحركة، أو يعانون من فرط النشاط والإثارة. بعض المرضى قد يجدون أنفسهم متصلبون لساعات أو حتى أيام، وقد يظهرون سلوكيات غريبة.
الفصام الجامودي.. ما أعراضه؟
1- قلة النشاط الحركي: المرضى يظهرون قلة في الحركة العامة، قد يكونون ثابتين في مواقف غير طبيعية لفترات طويلة من الزمن.
2- الاستجابة القليلة أو المعدومة: المرضى يبدون غير مهتمين بمحيطهم وقد يكونون غير قادرين على التفاعل مع الآخرين أو الرد على المحادثات.
3- أفعال سلوكية غريبة: يمكن للمرضى أن يقوموا بحركات غير طبيعية أو غريبة مثل التكرار المستمر لحركات معينة أو إصدار أصوات غير مفهومة.
4- حركات متكررة لا إرادية: يمكن للمرضى أن يعانوا من حركات متكررة للأطراف أو الجسم من دون إرادتهم، مثل حركات الرأس أو الذراعين.
5- تقليد الكلام وإعادته: يمكن للمرضى تقليد الكلام وإعادته دون معنى أو سياق واضح.
الأعراض العامة لاضطراب الفصام
1- الأوهام والتعرض للاضطهاد: المرضى قد يعانون من أفكار غير واقعية وأوهام تتعلق بالتعرض للاضطهاد أو المؤامرات ضدهم.
2- الهلاوس الشمية أو السمعية أو البصرية: المرضى قد يسمعون أصواتاً غير حقيقية أو يرون رؤى غير حقيقية أو يشتمون روائح غير موجودة.
3- تعبير عن المشاعر بشكل مضطرب: قد يُظهِر المرضى صعوبة في التعبير عن المشاعر بشكل غير مناسب، أو قد يبدون غير مهتمين تماماً بالمشاعر.
4- اضطراب القيام بأنشطة معتادة يومية: المرضى قد يواجهون صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية الأساسية مثل الاستحمام أو تناول الطعام أو النوم.
5- الانسحاب الاجتماعي والعزلة: المرضى قد ينعزلون عن العالم الخارجي ويتجنبون التفاعل مع الآخرين، ويميلون إلى الانعزال الاجتماعي.
6- فقدان المصاب القدرة على التركيز: المرضى يعانون من صعوبة في التركيز والانتباه لفترات طويلة، ويمكن أن يتشتتوا بسهولة.
7- الخلط وعدم التنظيم: المرضى قد يُظهرون اضطراباً في التفكير والتعبير، قد يتحولون بسرعة من موضوع إلى آخر بطريقة غير منطقية.
طرق تشخيص الفصام الجامودي
1- بقاء المصاب في فترات صمت دائمة وطويلة، حيث يُظهر قلة الكلام أو عدم القدرة على التواصل بشكل منتظم.
2- إيماءات وسلوكيات غريبة، مثل الحركة للأمام والخلف بشكل منظم أو تكرار حركات معينة.
3- عدم الحركة أو التفاعل مع المحيط؛ ما يعني عدم القدرة على الاستجابة للتحفيزات الخارجية أو التفاعل مع الآخرين.
4- إفراط أو هيجان في النشاطات دون سبب واضح؛ حيث يمكن للمرضى أن يبدوا مليئين بالطاقة أو يقومون بأنشطة مكثفة دون سبب مبرر.
5- طريقة جلوس غير مريحة لفترات طويلة، مثل الاحتفاظ بشكل معين للجسم لساعات دون الشعور بالارتياح.
6- جمل غير منطقية وعدم القدرة على الحفاظ على سياق منطقي في الكلام، وقد يتحول المريض بسرعة من موضوع إلى آخر من دون ارتباط منطقي.
7- عدم القدرة على اتخاذ القرارات والتفكير النقدي، حيث يمكن للمرضى أن يُظهروا تردداً وعدم الثقة في قدراتهم على اتخاذ القرارات.
علاج الفصام الجامودي
1- العلاج الدوائي: يتضمن استخدام الأدوية للتحكم في الأعراض النفسية للفصام مثل الهلاوس والأوهام.
2- العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): يتم استخدام الصدمات الكهربائية في حالات الفصام الشديدة أو عند عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي. يتم تنفيذ الإجراء تحت تأثير التخدير العام ويتم إرسال تيار كهربائي خفيف إلى الدماغ لتحفيز نشاطه، يمكن أن يساعد الـECT في تخفيف الأعراض النفسية وتحسين حالة المريض.
3- العلاج النفسي: يمكن أن يكون العلاج النفسي بمنزلة إضافة مفيدة للعلاج الدوائي، يتضمن العلاج النفسي تعليم المريض مهارات للتعامل مع الأعراض والضغوط الناجمة عن الفصام وتحسين الوظائف اليومية والاجتماعية. يمكن استخدام تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي والدعم النفسي والتدريب في مهارات التواصل لمساعدة المريض على التكيف مع الحالة.
أنواع الفصام
1. الفصام غير المنتظم: يتميز بتبدل الأعراض وتعقبها بفترات من الانتعاش النسبي.
2. الفصام الجامودي: يتميز بوجود أعراض سلبية شديدة مثل انعدام الاهتمام والرغبة في التفاعل مع الآخرين وفقدان القدرة على التعبير عن المشاعر.
3. الفصام غير المتميز: يتميز بوجود أعراض متشابهة مع الفصام الجامودي، ولكن أقل حدة وأقل تأثيراً في الحياة اليومية.
4. الفصام المتبقي: يشير إلى الحالات التي لا تلبي الشروط الكاملة للتشخيص الفصامي، حيث يكون هناك وجود بعض الأعراض الفصامية، ولكن ليس بشكل كافٍ للتشخيص النهائي.
* ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.