الحديث عن القرين من الجن حديث ذو شجون، ولاسيما أن العلماء قالوا بأنه حقيقة وأنه مخلوق وكل مخلوق يموت، لكن القرين لا يموت بموت الإنسان، لأن القرين شيطان والشيطان لا يموت، طالما الإنسان عموماً حي على وجه الأرض.
من أجل ذلك، فإن بعض العلماء قال: عندما يموت الإنسان، يظل قرينه من الجن طليقاً ولا نعلم إلى أين يذهب، وقالوا بأنه عند تحضير الأرواح يمكن أن يستدعى هذا القرين، وقد حدث ويحدث لنا دائماً أن يموت إنسان في حادث ما في مكان، ثم بعد فترة يخرج من ذلك المكان شبح ذلك الشخص يصرخ ويتألم أو يحترق، المهم أنه يعيد إلى الذاكرة ذلك الحادث.
ويمكن أن تتجسد هذه الصورة من خلال آثار الشخص المقتول أو المحترق مثلاً، فكلما وجدوا قميصه أو سيارته أو المكان الملطخ بدمه تمثل لهم ذلك الشخص في ذلك الوقت، وقد قيل بأن القرين الطليق بعد موت ذلك الشخص يتبع أثر الميت فيظهر لهم كالشبح.
يقول الباحث: وإن كنا نؤمن بأن الروح انتقلت إلى بارئها في السماوات العلى، إلاّ أن ما قلناه حقيقة يشاهدها الناس في كل مكان وكل زمان، لذا فإنه ينصح بما يلي:
١- عدم نقل ملابس المقتول أو المحترق من مكان الحادث إلى المنزل، بل دفنها أو إحراقها بعيداً عن المنزل، ولاسيما إذا كانت ملوثة بالدماء.
٢- المكان الذي وقع فيه الحادث وتلطخ بالدم ينظف ثم تتلى فيه سورة البقرة لأيام.
٣- لا تعطى ملابس المحترق أو القتيل أو المتعرض لأي حادث لأي شخص آخر بل تحرق، لأن القرين من الجن يتبع الأثر، فربما عاقب من يلبس ذلك اللباس انتقاماً لصاحبه.
والقرين بما أنه كان يلازم هذا الشخص منذ ولادته، وكان يجري فيه مجرى الدم؛ فإنه على اطّلاع تام على كل ما كان في جسم هذا الإنسان، صحيح أنه مات لكن القرين لم يمت بعد وهو طليق كما قلنا ويحمل كل المعلومات عن ذلك الشخص، فقالوا بأنه قد ينتقل إلى شخص آخر أيضاً إذا أراد الله، والله تعالى يقول: «هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم» (الآية ٦ من سورة آل عمران)
إذن فإن نصوص الكتاب والسنة أثبتت وجود القرين وأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، والإنسان يتأثر بالقرين على قدر إيمانه، فالمؤمن القوي لا يقدر عليه القرين.
والقرين في العلم الحديث كما يقول الكاتب بهاء الدين شلبي يتصل عضوياً بدم الإنسان ليثبت صحة ما أثبته الحديث قبل ١٤ قرناً من الهجرة، وأن القرين يعلم كل شيء عن مقرونه من الإنس.
وقد أثبتت التحاليل المعملية أن القرين يحضر من خلال مادة الأكتوبلازم وهي جزء من مركبات الدم وجسم الإنسان، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في حديث صفية عندما قال للرجلين: «على رسلكما إنها صفية بنت حيي (زوجته) فقالا: سبحان الله يارسول الله فقال النبي: إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً» (رواه البخاري)
وذكر الدكتور سيد نصار عن مادة الأكتوبلازم أنه من خلالها ثبت الإعجاز العلمي للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه ذكر خاصية من خصائص القرين، فالكتب السماوية الأخرى لم تذكر القرين، إلا أن النصارى الآن قالوا بوجود القرين.